
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبو المنذر جبلة بن الأيهم بن جبلة ابن الحارث (الأصغر) بن أبي شمر، واسمه المنذر بن الحارث (الأعرج) ابن جبلة، وهو ابن مارية ذات القرطين، وفي رواية أن الحارث الأعرج أخو جده الحارث الأصغر (وجده جبلة أخو عمرو بن الحارث ملك الأردن وممدوح النابغة الذبياني في بائيته (كليني لهمٍ يا أميمة ناصب) وجده الحارث بن أبي شمر هو الملقب بالفارس الجون، والفارس الوهاب وهو ممدوح علقمة الفحل في بائيته (طحا بك قلبٌ في الحسان طروب) التي سأله فيها فكاك أخيهشأس،وفيها الأبيات السائرة:فإن تسألوني بالنساء فإنّني بصير بأدواء النساء طبيبإذا شاب رأس المرء أو قلّ ماله فليس له في ودّهنّ نصيبوجده الحارث الأعرج بن جبلة هو الذي بسببه سميجد امرئ القيس حجر آكل المرار لما أتاه الخبر بأن الحارث بن جبلة كان نائماً في حجر امرأته هند وهي تفليه جعل يأكل المرار quot وهو نبت شديد المرارة quot من الغيظ وهو لا يدري.ومن شعر النابغة الذبياني في ملوك بني جفنة وقد جعله الشعبي بسببها أشعر الناس كما في الأغاني:وجبلة نفسه ممدوح حسان بن ثابت في قصيدته النونية التي مطلعها (لمن الدار أقفرت بمعان = بين أعلى اليرموك فالصمان) واللامية الي يقول فيها:أولاد جفنة عند قبر أبيهم قبر ابن مارية الكريم المفضليسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسلومدحه حسان أيضا بعد تنصره (؟؟) فقال:إن ابن جفنة من بقية معشر لم يغذهم آباؤهم باللوملم ينسني بالشام إذ هو ربها كلا ولا منتصرا بالرومانظر صفحة هذه القصيدة في ديوان حسان.والقصيدة التي اولها:انظر خليلي بباب جلق هل تؤنس دون البلقاء من أحدانظر قصتها في ديوان حسان. (عن التذكرة الحمدونية)وقصة إسلامه زمن عمر بن الخطاب مع خمسمائة من أهل بيته، ثم ارتدادهم إلى النصرانية، بسبب لطمه للفزاري الذي وطأ على إزاره وهو يطوف بالكعبة، قصة من نسج الخيال، مثلها مثل معظم أخبار جبلة، وقد وردت بصورة مناقضة تماما في رواية الواقدي، انظرها آخر هذه الترجمة. وقد ذكرها أبو فراس في شعره قال:تجشمت خوف العار أعظم خطة وأملت نصراً كان غير قريبوللعار خلى رب غسان ملكه وفارق دين الله غير مصيبولم يرتغب في العيش عيسى بن مصعب ولا خف خوف بالحزون خبيبوفي التنبيه والإشراف للمسعودي: (أن قيصر الروم الثامن والثلاثيننقفور بن استبراق ملك سبع سنين وثلاثة أشهر في أيام الرشيد وهلك في أول خلافة الأمين وقيل إنه كان من ولد جفنة من غسان ممن تنصر آباؤه وقيل بل من ولد متنصرة إياد الذين دخلوا في أرض الروم من بلاد الجزيرة في خلافة عمر بن الخطاب )وفي تاريخ دمشق نقلا عن ابن إسحاق وصف مطول لجيش هرقل يوم معركة اليرموك، وفيه (فلما ضاقت الروم سار هرقل في الروم حتى نزل أنطاكية ومعه من المستعربة لخم وجذام وبلقين وبلي وعاملة، وتلك القبائل من قضاعة وغسان بشر كثير، معه من أهل أرمينية مثل ذلك بشر كثير،. فلما نزلها أقام بها. وبعث الصقلان، خصياً له، فسار في مئة ألف مقاتل، معه من أهل أرمينية اثنا عشر ألفاً عليهم جرجة، ومعهم من المستعربة من غسان وتلك القبائل اثنا عشر ألفاً، عليهم جبلة بن الأيهم الغساني، وسائرهم من الروم وعلى جملة الناس الصقلان، خصي هرقل. وسار المسلمون إليهم وهم أربعة وعشرون ألفاً، عليهم أبو عبيدة بن الجراح، فالتقوا باليرموك في رجب سنة خمس عشرة)وممن كان ينتسب إلى جبلة الملك الصالح طلائع بن رزيك، (وديوانه منشور في الموسوعة) وكان محبوبا متوددا للعلماء والأدباء وفي ديوان أسامة بن منقذ ما لا يحصى من الشعر في مدحه. وذكر المقريزي في quotاتعاظ الحنفاquot أثناء حديثه عن غلو الملك الصالح في عقيدته أنه كان يطمع بدخول عمارة اليمني في معتقده قال: (وبعث يوماً إلى عمارة ثلاثة أكياس من مال ورقعةً بخطه فيها هذه الأبيات يدعوه فيها إلى مذهبه:أما تاريخ الغساسنة فلا يزال الغموض يلتفه، ويحتاج ترتيب ذلك وتوثيقه إلى سنوات مضنية من البحث الدؤوب، وأشهر أيامهم حربهم مع المناذرة يوم مرج حليمة، انظر التعريف به في الكامل لابن الأثير.وفي البرصان والعرجان للجاحظ : وقال جبلة بن الأيهم لحسان بن ثابت: أين أنا من النعمان بن المنذر؟ قال حسان: والله لشمالك خير من يمينه، ولقفاك أحسن من وجهه، ولأمك أكرم من أبيه.وفي quotترتيب الأمالي الخميسيةquot:قال حسان بن ثابت أتيت جبلة بن الأيهم الغساني وقد مدحته فأذن لي عليه، وعن يمينه رجل ذو ضفيرتين وهو النابغة، وعن يساره آخر لا أعرفه، فجلست بين يديه: فقال لي: أتعرف هذين؟ قلت: أما هذا فأعرفه النابغة، وأما الآخر فلا أعرفه، قال: هو علقمة بن عبدة، فإن شئت استنشدناهما فسمعت، وإن أحببت سكت، قال قلت فذاك، قال: فاستنشد النابغة:كليني لهم يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطي الكواكبقال فذهب نصفي، ثم قال لعلقمة: أنشد فأنشد:طحا بك قلب في الحسان طروب بعيد الشباب عصر خان مشيبقال فذهب نصفي الآخر، قال ثم قال لي: أنت الآن أعلم إن أحببت أن تنشدنا بعد ماسمعت فأنشد، وإن أحببت أن تمسك فأمسك، قال: فتشددت وقلت لا بل أنشد، قال:هات، فأنشدته القصيدة التي أقول فيها:أبناء جفنة عند قبر أبيهم قبر ابن مارية الكريم المفضليغشون حتى ما تهز كلابهم لا يسألون عن السواد المقبلبيض الوجوه كريمة أحسابهم شم الأنوف من الطراز الأولقال: فقال لي أدنه أدنه، فلعمري ما أنت بدونهما، ثم أمر لي بثلاثمائة دينار وبعشرة أقمشةلها جيب واحد، وقال: هذا لك عندنا في كل عام.وهذه القصة ذكرها أبو الفرج الأصبهاني في اخبار حسان في فصل بعنوان (أخبار حسان وجبلة بن الأيهم).ووصف حسان بن ثابت مجلسه في الجاهلية فقال:(لقد رأيت عنده عشر قيان: خمس منهن روميات يغنين بالرومية بالبرابط، وخمس يغنين غناء أهل الحيرة، أهداهن إليه إياس بن قبيصة. وكان إذا جلس للشراب فرش تحته الورد والآس والياسمين وأصناف الرياحين، وضرب (له) بالعنبر والمسك في صحاف الفضة، وأوقد له العود الهندي إن كان شاتياً وإن كان صائفاً (بطن)بالثلج، وأتي هو وأصحابه بكسى من لين الكتان يتفضل فيها هو وأصحابه. وفي الشتاء الفراء من الفنك وما أشبهه. ولا والله ما جلست معه يوماً قط إلا خلع علي ثيابه التي عليه في ذلك اليوم وعلى غيري من جلسائه. هذا مع حلم عمن جهل، وضحك وبدل من غير مسألة، مع حسن وجه وجسن حديث. ما رأيت في مجلسه خناً قط ولا عربدة، ونحن يومئذ على دين الشرك) عن التذكرة الحمدونية وفيها أثناء حديث ابن حمدون عن يزيد بن معاوية لما غزا القسطنطينية: (وغزا حتى لحق إلى القسطنطينية، فنظر إلى قبتين مبنيتن، عليهما ثياب الديباج ، فإذا كانت الحملة للمسلمين، ارتفع من إحداهما أصوات الطبول والدفوف، وإذا كانت الحملة للروم، ارتفع من الأخرى. فسأل يزيد عنهما، فقيل: هذه ابنة ملك الروم، وتلك ابنة جبلة بن الأيهم، وكل واحدة تظهر السرور بما تفعله عشيرتها. فقال: أما والله لأسرنهما. ثم حمل حتى هزم الروم فأحجرهم في المدينة، وضرب باب القسطنطينية بعمود حديد كان في يده، فهشمه حتى انخرق، فضرب عليه لوح من ذهب، فهو عليه إلى اليوم)وجفنة جدهم الأعلى وهو جفنة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء، وإليه نسب ابن عساكر جبلة فقال (الغساني الجفني) وكناه (أبا المنذر) وجفنة هذا باني دمشق حسب نقول ابن سعيد ،وترجم له ابن كثير في وفيات سنة (53هـ) وهي السنة التي توفي فيها زياد بن ابيه وفيها: غزا عبد الرحمن بن أم الحكم بلاد الروم وشتى بها. وفيها: افتتح المسلمون وعليهم جنادة ابن أبي أمية جزيرة رودس قال: (وكان ملك غسان، وهم نصارى العرب أيام هرقل. وغسان أولاد عم الأنصار أوسها وخزرجها، وكان جبلة آخر ملوك غسان، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كتاباً مع شجاع بن وهب يدعوه إلى الإسلام فأسلم وكتب بإسلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عساكر: إنه لم يسلم قط، وهكذا صرح به الواحدي وسعيد بن عبد العزيز.) ثم سرد مختلف الرويات في ذلك ورجح رواية الواقدي: قال:وقال الواقدي: شهد اليرموك مع الروم أيام عمر بن الخطاب ثم أسلم بعد ذلك في أيام عمر، فاتفق أنه وطء رداء رجل من مزينة بدمشق، فلطمه ذلك المزني، فدفعه أصحاب جبلة إلى أبي عبيدة فقالوا: هذا لطم جبلة.قال أبو عبيدة: فيلطمه جبلة.فقالوا: أو ما يقتل ؟.قال: لا !.قالوا: فما تقطع يده ؟.قال: لا، إنما أمر الله بالقود.فقال جبلة: أترون أني جاعل وجهي بدلاً لوجه مازني جاء من ناحية المدينة؟ بئس الدين هذا.ثم ارتد نصرانياً، وترحل بأهله حتى دخل أرض الروم، فبلغ ذلك عمر فشق عليه وقاللحسان: إن صديقك جبلة ارتد عن الإسلام.فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.ثم قال: ولِمَ؟قال: لطمه رجل من مزينة.فقال: وحق له، فقام إليه عمر بالدرة فضربه.ورواه الواقدي عن معمر وغيره، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابنعباس، وساق ذلك بأسانيده إلى جماعة من الصحابة.وهذا القول هو أشهر الأقوال.وفي تاج العروس مادة بدح:انتهى كلام الزبيدي في تاج العروس، وما حكاه ليس صحيحا، وقد رجعت إلى كلام الميداني في مجمع الأمثال شرح المثل، quotأخذه بأبدح ودبيدحquot فلم أره ذكر جبلة بن الأيهم وإنما جبلة فقط وجبلة هذا هو جبلة بن عبد الرحمن الباهلي بالولاء الأصبهاني، من كبار رجال الحجاج وفي quotانساب الأشرافquot للبلاذري: (وقال الحجاج لجبلة بن عبد الرحمن: إنك لنزيف زيغان، ويقال عثمان بن مسعود، فقال:أصلح الله الأمير وما عسيت أن أكون إلا رجلاً من أهل أصبهان، أو عبداً لباهلة) وفي قادة جيش ابن الأشعث لما خرج علىالحجاج في quotدير الجماجمquot جبلة بن زحر بن قيس الجعفي كان على كتيبة القراء وهو غير جبلة الباهلي.ورفع ابن حزم نسبه في أعلام بني جعفي بن سعد العشيرة. وأخوه جهم بن زحر قاتل قتيبة بن مسلم الباهلي.
الأَخْطَلُ هُوَ غِياثُ بنُ غَوثٍ، مِن بَنِي تَغلبَ، شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ الأُمويِّينَ، وقد اتُّفِقَ عَلى أنَّهُ والفرزدقَ وجريراً فِي الطَّبقةِ الأُولى مِنَ الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، نَشأَ في بادِيَةِ الجَزيرةِ الفُراتيَّةِ فِي العِراقِ، وظلَّ هُوَ وقومُهُ على النّصرانيَّةِ ولمْ يَدْخُلوا الإِسلامَ، وقد امْتازَ شِعرُهُ بِالصَّقلِ والتّشْذِيبِ مِن غَيرِ تَكَلُّفٍ، وَشُبِّهَ بِالنَّابِغَةِ الذُّبيانيِّ لِصِحَّةِ شِعرِهِ، وَكانَ الأخطلُ مُقرَّباً مِن خُلفاءِ بَنِي أُميَّةَ وأَكْثَرَ مِنْ مَدْحِهم وهجاءِ أعدائِهم، توفيَ فِي حُدودِ سَنَةِ 90 لِلْهِجْرَةِ.
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.
عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، من بني عامر بن لؤي، ابن قيس الرقيات.شاعر قريش في العصر الأموي. كان مقيماً في المدينة.خرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل ابني الزبير (مصعب وعبد الله) فأقام سنة وقصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسأل عبد الملك في أمره، فأمّنه، فأقام إلى أن توفي.أكثر شعره الغزل والنسيب، وله مدح وفخر. ولقب بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة، اسم كل واحدة منهن رقية
وجمع أبو الفرج الأصفهاني أخباره في ذيل بيتين هما من الأصوات المائة المختارة قال:صوت من المائة المختارة من رواية جحظة عن أصحابهأمسـى الشـباب مودعـاً محمـودا والشـيب مؤتنـف المحـل جديـداوتغيـر الـبيض الأوانـس بعدما حملتهــن مواثقــاً وعهــوداثم نسب الغناء وساق نسب يزيد وأخباره قال: وكان يلقب مودقاً، سمي بذلك لحسن وجهه وحسن شعره وحلاوة حديثه، فكانوا يقولون: إنه إذا جلس بين النساء ودقهن.وأول أخباره تولعه بفتاة من بني جرم تسمى وحشية، انظر قصتها معه في صفحة البيتين:فـإن شـئت يـا مياد زرنا وزرتمولم ننفس الدنيا على من يصيبهاأيــذهب ميــادٌ بألبـاب نسـوتي ونســوة ميــادٍ صـحيحٌ قلوبهـاوهي قصة طريفة يمكن إخراجها في مسلسل من مسلسلات الباديةونقل أبو الفرج أخبار يزيد مع بني سدة عن راوية اسمه أبو عثمان سعيد بن طارق، ولم أعثر على ذكر له في غير هذه الصفحة من الأغاني.وانظر في هذه الموسوعة ديوان حكيم بن أبي الخلاف السدري
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.
قيسُ بنُ ذَرِيح الليثيِّ، مِنْ بَنِي عبدِ مَناةَ بنِ كِنانةَ، شاعِرٌ مِنْ عُشّاقِ العَرَبِ المَشهورِينَ، وصاحِبَتُهُ لُبْنَى بنتُ الحُبابِ الكَعْبِيَّةِ الَتِي اشْتُهِرَ بِها، كانَ مِنْ سُكّانِ المَدِينةِ، وَقيلَ هُوَ رَضِيعُ الْحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُما أَرْضَعَتْهُ أُمُّ قَيسٍ. وقَدْ تَزَوَّجَ قَيسٌ مِنْ لُبْنَى بَعْدَ أَنْ عَشِقَها ثُمَّ طَلَقَها بعدَ أنْ أَجْبَرَهُ أَهْلُهُ عَلَى طَلاقِها، فَنَدِمَ عَلَى ذَلكَ وساءَتْ حَالُهُ وَلَهُ مَعها قِصَصٌ وأَخْبَارٌ عَدِيدَةٌ، وَشِعْرُهُ عالِي الطّبقَةِ فِي التَشْبِيبِ وَوَصْف الشّوقِ والْحَنِينِ، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.