
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زيد بن جندب الإيادي: أحد خطباء إياد الأربعة المضروب بهم المثل في براعة الخطابة، نعته الجاحظ بالخطيب الأزرقي، وكان قد خرج مع الأزارقة فلما رأى فساد رأيهم واستحلالهم ما حرم الله قال قصيدته المشهورةقـل للمحِلِّيـن قـد قـرَّتْ عيونكُم بفُرقـة القومِ والبغضاءِ والهَرَبِكنَّـا أُناسـاً علـى ديـن ففرَّقَنَا طـولُ الجِـدال وخَلْط الجِدِّ باللعبِمـا كـان أغْنـى رجالاً ضلّ سعيُهم عـن الجِـدال وأغناهُمْ عن الخُطَبِإنِّـي لأَهَـونُكُمْ فـي الأرضِ مُضطرَباً مـالي سِوى فَرَسي والرُّمحِ مِن نَشبِقال الجاحظ في البيان والتبيين أثناء حديثه عن خطباء العرب في شرج قول بشر بن المُعتَمِرِ:ومِــن الكبـائرِ مِقْـوَلٌ متتَعتـعٌ جــمُّ التنحنــح مُتعَــبٌ مبهــورُوذلك أنّه شهد رَيْسان، أبا بُجَير بن رَيْسانَ، يخطُب، وقد شهدتُ أنا هذه الخطبةَ ولم أر جباناً قط أجرأَ منه، ولا جريئاً قطُّ أجبنَ منه، وقال الأشلُّ الأزرقيّ - من بعض أخوالِ عمرانَ بنِ حِطّان الصُّفريِّ القَعَديِّ - في زيد بن جندبٍ الإياديِّ خطيبِ الأزارقة، وقد اجتمعا في بعض المحافل، فقال بعد ذلك الأشَلُّ البكريّ:نَحنَـــــحَ زيـــــدٌ وســـــَعَلْ لمّــــا رأى وَقْــــعَ الأســــَلْويــــلُ أمِّــــه إذا ارتَجَـــلْ ثـــــمَّ أطــــالَ واحتَفَــــلْوقد ذكر الشَّاعر زيدَ بنَ جندبٍ الإياديّ، الخطيبَ الأزرقيَّ، في مرثيِتِه لأبي دُوَادِ بنِ حَرِيز الإيادي، (1) حيثُ ذكره بالخطَابة وضرب المثلَ بخطباء إياد، فقال:كقُسِّ إياد أو لَقيطِ بن مَعْبدٍ = وعُذْرَةَ والمِنطيقِ زَيدِ بن جُندبِوزيدُ بن جندبٌ هو الذي قال في الاختلاف الذي وَقع بين الأزارقة: (ثم أورد الأبيات) وأتبعها بمعلومات في غاية الندرة عن خطباء إياد(1) كذا في "البيان والتبيين" واكتفى عبد السلام هارون بقوله في الهامش: ( فيما عدا ل و هـ : "جرير" تحريف انظر الألي 718) ولم يوضح من هو أبو دؤاد ابن حريز. والقصيدة يفترض أن تكون في رثاء والد القاضي أحمد بن أبي دؤاد بن حريز الإيادي (ت 240هـ) الذي ألف الجاحظ له كتابه "البيان والتبيين" ! والأعجب من ذلك أن هذه القصيدة منسوبة في كتاب الخالديين "الأشباه والنظائر" إلى أبي دؤاد الإيادي وهو شاعر جاهلي وليس فيها البيت الذي ورد فيه ذكر زيد بن جندب فلا أدري هل الخالديان عمدا لحذفه لما عرفوا أن زيد بن جندب ولد بعد موت أبي دؤاد الإيادي بأكثر من مائة عام أم ماذا ؟ والظاهر أن الجاحظ بحث طويلا عن صاحب هذه المرثية فلم يسفر بحثه عن نتيجة فعاد للقول في التعقيب على كلامه: ولم يضرِبْ صاحبُ مرثية أبي دُوَادِ بن حَرِيزٍ الإياديِّ المثلَ إلاّ بخطباءِ إيادٍ فقط، ولم يفتقر إلى غيرهم، حيث قال في عُذرة بن حُجَيرة:كقُـسِّ إيـادٍ أو لَقيـطِ بن مَعْبَدٍ وعُـذْرَةَ والمِنطَيقَ زيدِ بن جُنْدبِثم ينقل الجاحظ في الفصل نفسه قطعة من كلام أبي دؤاد بن حريز ينقلها عن شاعر وصفه بأنه طلابة للعلم وأنه من سبي دابق (يعني في حلب التي ينسب إليها آل القاضي أحمد بن أبي دؤاد) ويختم القطعة بمجموعة من شعر أبي دؤاد بن حريز وينبه إلى أن صريع الغواني سرق القطعة الثانية منهما قال:أخبرني محمَّد بن عبَّاد بن كاسِب، كاتبُ زهير ومولى بَجِيلة من سَبي دابق، وكان شاعراً راوية، وطلاّبة للعلم عَلاّمة، قال: سمعت أبا داود بن حَرِيز يقول وقد جَرى شيءٌ من ذكر الخُطَبِ وتحبيرِ الكلام واقتضابِه، وصعوبةِ ذلك المَقام وأهوالِه، فقال: (تلخِيص المعاني رِفْقٌ، والاستعانة بالغريب عَجْز، والتَّشادقُ مِن غير أهل البادية بُغْض، والنَّظَر في عيون النَّاس عِيّ، ومَسُّ اللِّحية هُلْك، والخروجُ مِمَّا بُنِي عليه أوَّلُ الكلام إسهاب)، قال: وسمعتُه يقول: (رأس الخَطابة الطبْع، وعَمُودُها الدُّربة، وجناحاها رواية الكلام، وحَلْيُها الإعراب، وبهاؤُها تَخيُّر الألفاظ، والمحبَّة مقرونةٌ بقلّة الاستكراه، وأنشدني بيتاً له في صفةِ خطباءِ إياد:يَرمُـون بـالخُطب الطّـوالِ وتارةً وَحْــيَ المَلاَحِـظِ خِيفـةَ الرُّقَبـاءِفذكر المبسوطَ في موضعه، والمحذوفَ في موضعه، والموجَز، والكنايةَ والوحْيَ باللَّحظِودَلالة الإشارة، وأنشدني له الثِّقة في كلمةٍ له معروفة:الجـودُ أخْشـَنُ مسّاً يا بني مَطَرٍ مِــنْ أن تَبُزَّكُمُــوه كَـفُّ مسـتلِبِِما أعْلَمَ الناسَ أَنّ الجودَ مَدْفَعةٌ للـذّمّ لكنَّـه يـأتِي على النَّشَبِقال: ثمَّ لم يحفِل بها، فادَّعاها مسلمُ بن الوليد الأنصاريّ، أو ادُّعِيَت له، وكان أحدَ مَن يجيد قريضَ الشِّعر وتحبيرَ الخطب،
الأَخْطَلُ هُوَ غِياثُ بنُ غَوثٍ، مِن بَنِي تَغلبَ، شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ الأُمويِّينَ، وقد اتُّفِقَ عَلى أنَّهُ والفرزدقَ وجريراً فِي الطَّبقةِ الأُولى مِنَ الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، نَشأَ في بادِيَةِ الجَزيرةِ الفُراتيَّةِ فِي العِراقِ، وظلَّ هُوَ وقومُهُ على النّصرانيَّةِ ولمْ يَدْخُلوا الإِسلامَ، وقد امْتازَ شِعرُهُ بِالصَّقلِ والتّشْذِيبِ مِن غَيرِ تَكَلُّفٍ، وَشُبِّهَ بِالنَّابِغَةِ الذُّبيانيِّ لِصِحَّةِ شِعرِهِ، وَكانَ الأخطلُ مُقرَّباً مِن خُلفاءِ بَنِي أُميَّةَ وأَكْثَرَ مِنْ مَدْحِهم وهجاءِ أعدائِهم، توفيَ فِي حُدودِ سَنَةِ 90 لِلْهِجْرَةِ.
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.
عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، من بني عامر بن لؤي، ابن قيس الرقيات.شاعر قريش في العصر الأموي. كان مقيماً في المدينة.خرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل ابني الزبير (مصعب وعبد الله) فأقام سنة وقصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسأل عبد الملك في أمره، فأمّنه، فأقام إلى أن توفي.أكثر شعره الغزل والنسيب، وله مدح وفخر. ولقب بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة، اسم كل واحدة منهن رقية
وجمع أبو الفرج الأصفهاني أخباره في ذيل بيتين هما من الأصوات المائة المختارة قال:صوت من المائة المختارة من رواية جحظة عن أصحابهأمسـى الشـباب مودعـاً محمـودا والشـيب مؤتنـف المحـل جديـداوتغيـر الـبيض الأوانـس بعدما حملتهــن مواثقــاً وعهــوداثم نسب الغناء وساق نسب يزيد وأخباره قال: وكان يلقب مودقاً، سمي بذلك لحسن وجهه وحسن شعره وحلاوة حديثه، فكانوا يقولون: إنه إذا جلس بين النساء ودقهن.وأول أخباره تولعه بفتاة من بني جرم تسمى وحشية، انظر قصتها معه في صفحة البيتين:فـإن شـئت يـا مياد زرنا وزرتمولم ننفس الدنيا على من يصيبهاأيــذهب ميــادٌ بألبـاب نسـوتي ونســوة ميــادٍ صـحيحٌ قلوبهـاوهي قصة طريفة يمكن إخراجها في مسلسل من مسلسلات الباديةونقل أبو الفرج أخبار يزيد مع بني سدة عن راوية اسمه أبو عثمان سعيد بن طارق، ولم أعثر على ذكر له في غير هذه الصفحة من الأغاني.وانظر في هذه الموسوعة ديوان حكيم بن أبي الخلاف السدري
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.
جَميلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَحَدُ بَنِي عُذْرَةٍ مِنْ قُضاعَةَ، كَانَتْ مَنازِلُهُمْ فِي وَادِي القُرَى قُرْبَ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَجَميلٌ شاعِرٌ إِسْلاميٌّ فَصِيحٌ مُقَدَّمٌ، كَانَ راوِيَةَ هُدْبَةَ بْنِ الخَشْرَمِ، وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ راوِيَةَ جَمِيلٍ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريِّينَ، وَمِن عُشّاقِ العَرَبِ الَّذِينَ تَيَّمَهُمْ الحُبُّ، وَصاحِبَتُهُ بُثَيْنَةُ هِيَ مِنْ بَناتِ قَوْمِهِ وَأَغْلَبُ شِعْرِهِ فِيهَا، وَلَمْ يَمْنَعْهُ زَواجُها بِغيرِهِ فَبَقِيَ يُلاحِقُها حَتَّى شَكَاه قَوْمُها إِلَى السُّلْطانِ فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى اليَمَنِ، وَبَعْدَهَا قَصَدَ مِصْرَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ مَرْوانَ فَأَكْرَمَهُ، فَأَقَامَ قَلِيلاً فِيها ثُمَّ مَاتَ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ حَوَالَيْ سَنَةِ 82 لِلْهِجْرَةِ.
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.
قيسُ بنُ ذَرِيح الليثيِّ، مِنْ بَنِي عبدِ مَناةَ بنِ كِنانةَ، شاعِرٌ مِنْ عُشّاقِ العَرَبِ المَشهورِينَ، وصاحِبَتُهُ لُبْنَى بنتُ الحُبابِ الكَعْبِيَّةِ الَتِي اشْتُهِرَ بِها، كانَ مِنْ سُكّانِ المَدِينةِ، وَقيلَ هُوَ رَضِيعُ الْحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُما أَرْضَعَتْهُ أُمُّ قَيسٍ. وقَدْ تَزَوَّجَ قَيسٌ مِنْ لُبْنَى بَعْدَ أَنْ عَشِقَها ثُمَّ طَلَقَها بعدَ أنْ أَجْبَرَهُ أَهْلُهُ عَلَى طَلاقِها، فَنَدِمَ عَلَى ذَلكَ وساءَتْ حَالُهُ وَلَهُ مَعها قِصَصٌ وأَخْبَارٌ عَدِيدَةٌ، وَشِعْرُهُ عالِي الطّبقَةِ فِي التَشْبِيبِ وَوَصْف الشّوقِ والْحَنِينِ، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.