
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــلْ لَا يُهَيِّــجُ شــَوْقُكَ الطَّلَـلُ
أَمْ لَا يُفَـــرِّطُ شــَيْخَكَ الْغَــزَلُ
أَمْ ذَا الْقَطِيــنُ أَصـَابَ مَقْتَلَـهُ
مِنْــهُ وَخَــانُوهُ إِذَا احْتَمَلُـوا
وَرَأَيْــــتَ ظُعْنَهُـــمُ مُقَفِّيـــةً
تَعْلُــو الْمَخَـارِمَ سـَيْرُها رَمَـلُ
قَنَــأَ الْعُهُـونَ عَلَـى حَوَامِلِهـا
وَعَلَــى الرُّهَاوِيَّــاتِ وَالْكِلَــلُ
وَكَــأَنَّ غِــزْلَانَ الصــَّرِيمِ بِهَـا
تَحْــتَ الْخُـدُورِ يُظِلُّهـا الظُلَـلُ
تَــامَتْ فُــؤَادَكَ يَــوْمَ بَيْنِهِـمُ
عِنْــدَ التَّفَــرُّقِ ظَبْيَــةٌ عُطُــلُ
شـــَنِفَتْ إِلَــى رَشــَأٍ تُرَبِّبُــهُ
وَلَهــا بِــذَاتِ الْحَـاذِ مُعْتَـزَلُ
ظِـــلٌ إِذَا ضـــَحِيَتْ وَمُرْتَقَـــبٌ
كَــيْ لا يَكــونَ لِلَيْلِهــا دَغَـلُ
فَســـَقَى مَنَازِلَهـــا وَحِلَّتَهــا
قَــرِدُ الرَّبَــابِ لِصــَوْتِهِ زَجَـلُ
أَبْـــدَى مَحَاســـِنَهُ لِنَـــاظِرِهِ
ذَاتَ الْعِشـــَاءِ مُهَلَّـــبٌ خَضــِلُ
مُتَحَلِّــبٌ تَهْــوِي الْجَنُــوبُ بِـهِ
فَتَكَـــادُ تَعْـــدِلُهُ وَيَنْجَفِـــلُ
وَضــَعَتْ لَــدَى الْأَصـْنَاعِ ضـَاحِيَةً
فَــوَهَى السـُّيُوبُ وَحُطَّـتِ الْعِجَـلُ
فَسَقَى امْرَأَ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرَةَ إِنْـ
ـــنَ الْأَكْرَمِيــنَ لِـذِكْرِهِمْ نَبَـلُ
كَــمْ طَعْنَــةٍ لَـكَ غَيْـرِ طَائِشـَةٍ
مَــا إِنْ يَكُــونُ لِجُرْحِهـا خَلَـلُ
فَطَعَنْتَهـــا وَضـــَرَبْتَ ثَانِيَــةً
أُخْــرَى وَتَنْـزِلُ إِنْ هُـمُ نَزَلُـوا
يَهَــبُ الْمَخـاضَ عَلَـى غَوَارِبِهـا
زَبَــدُ الْفُحُــولِ مَعَانُهـا بَقِـلُ
وَعِشــَارُها بَعْـدَ الْمَخَـاضِ وَقَـدْ
صــَافَتْ وَعَــمَّ رِبَاعَهـا النَّفَـلُ
وَإِذَا الْمُجَــزِّئُ حَــانَ مَشــْرَبُهُ
عِنْــدَ الْمَصــِيفِ وَسـَرَّهُ النَّهَـلُ
رَشــْفُ الـذِّنابِ عَلَـى جَمَاجِمِهـا
مَــا إِنْ يَكُــونُ لِحَوْضـِها سـَمَلُ
عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ، مِنْ قَبِيلَةِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، وهو مِنْ أَقْدَمِ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، شاعِرٌ فَحْلٌ صَنَّفُهُ ابْنُ سَلّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّامِنَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، اشْتُهِرَ بِمُرافَقَتِهِ لِاِمْرِئِ القَيْسِ فِي رِحْلَتِهِ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ، وَإِيّاهُ عَنَى امْرَؤُ القَيْسِ بِقَوْلِهِ (بَكَى صاحِبِي لَما رَأَى الدَّرْبَ دُونَهُ)، وَقد تُوُفِّيَ فِي رِحْلَتِهِ هذِهِ فَسُمِّيَ عَمْراً الضّائِعَ، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 85هـ/ 540م.