
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِـنْ طَلَـلٍ قَفْـرٍ وَمِـنْ مَنْـزِلٍ عافِ
عَفَتْـهُ رِيَـاحٌ مِـنْ مَشـَاتٍ وَأَصـْيَافِ
وَمَبْـــرَكِ أَذْوَادٍ وَمَرْبَــطِ عَانَــةٍ
مِـنَ الْخَيْلِ يَحْرُثْنَ الدِّيَارَ بِتَطْوَافِ
وَمَجْمَــعِ أَحْطَــابٍ وَمَلْقَـى أَيَاصـِرٍ
إِذَا هَزْهَزَتْـهُ الرِّيـحُ قَامَ لَهُ نافِ
بَكَيْـتَ وَأَنْـتَ الْيَـوْمَ شـَيْخٌ مُجَـرِّبٌ
عَلِـى رَأْسـِهِ شَرْخَانِ مِنْ لَوْنِ أَصْنافِ
ســَوادٌ وَشــَيْبٌ كُــلُّ ذَلِـكَ شـَامِلٌ
إِذَا مَـا صـَبا شـَيْخٌ فَلَيْسَ لَهُ شَافِ
وَحَــيٍّ مِـنَ الْأَحْيـاءِ عَـوْدٍ عَرَمْـرَمٍ
مُـدِلٍّ فَلَا يَخْشـَوْنَ مِـنْ غَيْـبِ أَخْيَافِ
سـَمَوْنا لَهُـمْ مِـنْ أَرْضِنا وَسَمَائِنا
نُغَـاوِرُهُمْ مِـنْ بَعْـدِ أَرْضٍ بِإِيجَـافِ
عَلَــى كُــلِّ مَعْـرُونٍ وَذَاتِ خِزَامَـةٍ
مَصـَاعِيبَ لَـمْ يُذْلَلْنَ قَبْلِي بِتَوْقافِ
أُولَئِكَ قَـوْمِي آلُ سـَعْدِ بْـنِ مَالِـكٍ
فَمَـالُوا عَلَـى ضـَغْنٍ عَلَـيَّ وَإِلْغافِ
أَكَنُّـوا خُطُوبـاً قَـدْ بَدَتْ صَفَحاتُها
وَأَفْئِدَةً لَيْســـَتْ عَلَـــيَّ بِــأَرْآفِ
وَكُـلُّ أُنَـاسٍ أَقْـرَبُ الْيَـوْمَ مِنْهُـمُ
إِلَيَّ وَإِنْ كَانُوا عُمَانَ أُولِي الْغَافِ
عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ، مِنْ قَبِيلَةِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، وهو مِنْ أَقْدَمِ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، شاعِرٌ فَحْلٌ صَنَّفُهُ ابْنُ سَلّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّامِنَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، اشْتُهِرَ بِمُرافَقَتِهِ لِاِمْرِئِ القَيْسِ فِي رِحْلَتِهِ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ، وَإِيّاهُ عَنَى امْرَؤُ القَيْسِ بِقَوْلِهِ (بَكَى صاحِبِي لَما رَأَى الدَّرْبَ دُونَهُ)، وَقد تُوُفِّيَ فِي رِحْلَتِهِ هذِهِ فَسُمِّيَ عَمْراً الضّائِعَ، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 85هـ/ 540م.