
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حـيِ ذاك الحـيَّ يا ريح الصبا
وأهيــل الحـي عنـي والصـبا
انَّ قلــبي هـام فيهـم وصـبا
فمــتى يسـمح دهـري باللقـا
يـا بريقـاً في الدياجي لمعا
هيَّــج المحـزون حـتى اوجعـا
يـا سـقى اللَه الحمى ثم رعى
يـا رعـى اللَه الحمى ثم سقى
حبَّـذا حمـصُ وهاتيـك الربـوع
وكـرامٌ اشـرقوا مثـل الشموع
يـا لعمري هل اليها من رجوع
ايـن ايـن الربع ثمَّ الملتقى
نسـجت ازهارهـا ايدي الربيع
رصـَّعتها السُحب بالدر البديع
نسـمةٌ احيـت بـذيَّاك البقيـع
ميــتَ حـبٍ مـن شـذاها نشـقا
حبــذا عيـشٌ مضـى فـي ظلِهـا
وزمــان قــد حلا مـع أهلهـا
اضـمر الشوق الغضا من اجلها
فـي فـؤادٍ جـفَّ حـتى احترقـا
كــم ولجــتُ فـي ثغـورٍ وبلاد
وجبــال جئتُهـا مـع كـل واد
لسـتُ القى من بهِ نيلُ المراد
لا ولا قــد نـالني ألا الشـقا
حبـذا العاصـي وذيَّاك النسيم
وغصــونٌ ظلُّهــا ظـلَ النعيـم
حبـذا اكنـاف واديـهِ الوسيم
قـد نشـقنا عرفـهُ مـذ عبقـا
حبَّـذا الدولاب ان ابدى الانين
دائراً فـي حيـرةٍ مثل الحزين
هَيَّـج الأشـواق منـي كـلَّ حيـن
دمعــهُ لمّــا غـدا مُترقرقـا
مـرَّت الأريـاح في تلك الغضون
حرَّكـت اعطافهـا بعـد السكون
باكرت زهر الحمى سُحبُ الهتون
ذخــرت عنهــا لثامـاً فتقـا
كيـف يحلو عيش من امسى كئيب
إذ نـأى عـن قومهِ ثمَّ الحبيب
يـا زمانـاً طَرفهُ مثل الرقيب
لا رعــاهُ اللَـه طرفـاً رمقـا
خـانني دهـري بتبديد العهود
وغـدت أيَّامنـا الغـرَّاء سـود
لـم أجـد فـي غربتي خلاً ودود
لا ولا مــولى سـوى رب التقـى
أحمـد البربير من انثا الأدب
وعلومــاً بيــن عُجــمٍ وعـرب
وحـوى فخـراً سما أسمى الرتب
قـدرُهُ ثـم السـماكين ارتقـى
فـاق فضلاً في الورى حتى أبان
شـرح تلخيص المعاني والبيان
وكـذا نظمـاً حكى نظمَ الجمان
زانـهُ حسـن القـوافي رونقـا
ذو خلال قـد صـفت مثـل الزلال
وكمــالٍ دونــهُ كــلُّ كمــال
مـن يـرم من كفهِ فيض النوال
نــال حـتى فـي عطـاهُ غرقـا
يـا ربـى بيـروت حيَّاكِ الندا
ورعـاكِ اللَـه مـن طرف العدى
حبَّـذا عيـشٌ مضـى مـع احمـدا
وزمــان فــي حمــاكِ ســبقا
بلغيــهِ الشــوق منـي كلَّمـا
أنَّ مشــتاقٌ إلـى ذاك الحمـى
أو دعــا داعٍ غــدا مُترنمـا
في دوامِ العمر مع طول البقا
ميخائيل بن عبود البحري.شاعر أديب، نصراني.ولد في حمص من أسرة فاضلة، وهو رومي أرثوذكسي.شغف الأدب في أول حياته، فأخذ عن أهل الأدب في بلده وأخذ عنهم، رحل إلى دمشق، ثم رحل إلى عكا ودخل في ديوان الكتابة، وأظهر البراعة في الإنشاء والنظم.سجنه أحمد باشا الجزار بعد أن كان من كتبة ديوانه، وبقي في السجن مدة إلى أن أطلقه الجزار وقد قطع أذنيه وأنفه، فآلى ألا يدخل دار ولاية ولا يقابل صاحب سلطان فمضى إلى بيروت منقطعاً إلى العبادة وتدبير أمور بيته إلى أن مات.له ديوان ضاع أكثره.