
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دنـــت الــديار ودانــت الأوطــار
هـــذا المنـــار وهــذه الأنــوار
هــذا المنــار يلـوح نجـم هدايـة
للنــــاظرين تــــؤمّه الأنظــــار
والثغــر وضــاح المباســم باســم
للبشـــر فـــي قســـماته آثـــار
فـــرح يبشـــرنا ببشـــر ســروره
ان الخـــديو لــه بــه اســتقرار
فــاليوم نلثــم مـن بنـان يمينـه
ســــحباء وارد فضــــهن غــــزار
مــن كــف فيــاض اليــدين يمينـه
يمـــن ويســـراه نـــدى ويســـار
ونشـــنف الأســـماع مــن ألفــاظه
دراغــــدت أصــــدافه الأفكــــار
ونــرى منــار الحــق فـوق جـبينه
كالشـــمس ليــس وراءهــا أســتار
نـــور تلألأ فـــي جـــبين موفـــق
للحـــق فـــي تـــوفيقه أســـرار
مــولاي قــد ســرنا بـأمرك نبتغـي
لرضــاك مــا تســمو بــه الأقـدار
نصــل المغـارب بالمشـارق والسـرى
بالســــير لا ملــــل ولا إقصـــار
ونَلُــفَّ أذيــال الأباطــح بــالرُّبى
تنتابنــــا الأنجـــاد والاغـــوار
لا البحــر ذو الأمـواج نخشـى بأسـه
يومــاً وليــس الــبر فيــه نُضـار
البحــر بــر فــي رضـاك بمـن بـه
والــبر مــن جــدوى نــداك بحـار
ومــدى النهــار صــباح خيـر كلـه
بســـعود جـــدّك والــدجى أســحار
نطــوي البلاد بطيــب ذكــرك نشـره
عبـــق ونفحـــة ريحـــه معطـــار
ونـــؤرّج الأرجــاء باســمك مدحــة
طـــابت بهــا الأســحار والاســمار
يهـــتز حاضــرها بحســن ســماعها
طربـــاً ويخـــبر غائبـــاً حضــار
ويـــروح ســامعها يميــل بعطفــه
ثملا كــــأن دارت عليـــه عُقـــار
نغشــى بهــا صــدر النَــديّ نديـة
يحلـــو بهــا الإيــراد والاصــدار
نتلـــو مــديحك معلنيــن بنشــره
جهــــر أفلا كتــــم ولا إســــرار
لا يعـــتري فحــواه وصــمة ريبــة
تخشــــــى ولا ردّ ولا اســـــتنكار
ثــم امتطينــا للســويد ركائبــاً
لا الركـــض يجهــدها ولا التســيار
تســعى علــى عجــل إلـى غاياتهـا
كالمـــاء ســـاعر جريـــه تيــار
سـرع الخطـا لا السـوط حـل بجلـدها
يومـــاً ولا شـــدّت بهـــا أكــوار
نــذر الريــاح اذا جريـن وراءهـا
حســــرى طلائح جريهــــن عثــــار
ســرنا بهــن علـى العشـيّ فأصـبحت
فــي اســتكهلم وقـد بـدا الاسـفار
ولقيــت صــاحب تاجهــا فـي قصـره
والوفـــد ثـــم بصـــحبتي نظــار
فــدنا وصــافح بــاليمين مــردّدا
شــكر الخــديو يزينــه التكــرار
فشـــرعت مقتصـــد أجــاوبه بمــا
أرضـــــاه لأقـــــلُّ ولا إكثــــار
ونحـــوت مــؤتمر العلــوم أؤمــه
بالوفــد تهــوى نحونــا الأبصــار
حـتى إذا احتفـل النـديّ وأقبـل ال
عظمــــاء والعلمـــاء والأحبـــار
وتلا بــــه أســــكار رب ســـريره
قــولا بــه لــذوي النهــى إسـكار
وأجـــابه الخطبـــاء كــل محســن
يــزرى بنظــم الــدرّ منــه نثـار
ودعيــت باســمي للمقــال موفيــاً
حـــق الوفــادة والوفــاء شــعار
أقبلــت أبتــدر القريــض يزينــه
مـــولاي باســـمك بهجـــة ووقــار
حتى استتمّ الشعر فاصطفقت له الأيدي
وذاك بمــــــــدحه إشــــــــعار
وتشـــعبت شــعب الفصــول مقــررا
فـــي كــل فصــل للفنــون قــرار
فنحــوت بالوفــد الــذين بصـحبتي
خيـــر الفصــول وصــحبتي أخيــار
مــا فيهــم وهــل الفـؤاد يهـوله
حفـــل ولا واهـــي القــوى خــوّار
كـل أعـد مـن المعـارض مـا اصـطفى
للعـــرض ثمـــة جملـــة تختـــار
وأجــاد فيمــا قــد أفـاد بمنطـق
طـــوع المــراد أمــدّه استحضــار
فـي لهجـة العـرب الفصـيحة لفظهـم
حـــرّ وهــم فــي نفســهم أحــرار
لا فـــي مقالــة قائلينــا وقفــة
عرضــــت ولا لمقولنــــا انكـــار
كــالقطر جــاد بــه غمــام مـبرق
دانـــي الهيــادب عــارض مــدرار
نبــدي الــذي نبــدي وكــل مطـرق
ســمعاً ومنطــق ذي المقــال جهـار
حــتى نتـم كمـا نشـاء القـول فـي
أمــــد أعـــدّ لـــوقته مقـــدار
فيقــول صــاحبهم أمــا مـن بـاحث
فيمـــا يقــول وقــوله استفســار
وتصـــفق الحضــار لاستحســان مــا
قلنـــا ويظهــر فيهــم استبشــار
هـا هـم رجالـك أيهـا المـولى ولا
مـــن عليــك ونعــم مــن تختــار
لا أبتغـــي مــدحاً لنفســي أننــي
بعلاك أفخــــر لاعــــداك فخــــار
هــذي محاســن بمــن طالعـك الـذي
بســـعوده قـــد ســاعد المقــدار
ثــم انثنينــا راجعيــن يســوقنا
لحمــــاك أشــــواق لهــــنّ أوار
نــأوى لخيــر حمــى بعــدلك كلـه
أمــن ومــا للجــور فيــه جــوار
فاســلم لمصـر وأهلهـا ليـرى بهـا
لنمـــاء غــرس يمينــك اســتثماى
واســــلم لأنجــــال وآل كلهــــم
خيــــر وآل الخيريــــن خيــــار
واليكهـــا مـــولاي صــنعة ليلــة
لحــق العشــاء بوشــيها الاســحار
حــتى كســاها الصـبح رونـق وجهـه
حســناً وألبســها الضــياء نهــار
عبد الله فكري باشا بن محمد بليغ بن عبد الله بن محمد. وزير مصري، من المتأدبين. له نظم، ولد بمكّة (وكان والده قد ذهب إليها مع جيش والي مصر)، ونشأ في القاهرة، وتعلم في الأزهر، ثم كان وكيلاً لنظارة المعارف، فكاتباً أول في مجلس النواب، فناظراً للمعارف المصرية سنة 1299هـ، واستقال بعد أربعة أشهر، واتهم بالاشتراك في الثورة العرابية، فسجن، وبرئ، واختير سنة 1306هـ رئيساً للوفد العلمي المصري في مؤتمر أستوكهلم، وتوفي في القاهرة. له: (الفوائد الفكرية-ط)، و(المملكة الباطنية-ط)، و(شرح بديعية صفوت-ط)، ورسائل ومقالات.