
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا ما رمت من مهديك أهلا
لقـد أنفـدت لؤلـؤ كل بحر
أتـت تختـال فـي حبر وحبر
علـى العشـاق لا كـبر وكبر
منعمـة الشـبيبة لم يرعها
مشيب في العذار أقام عذري
سـعت نحـوي على سحر تريني
بـدائع حسـنها نفثـات سحر
إلـى أن صـيرتني في هواها
أسـير القلب مبتهجاً بأسري
سرت لي من رُبى بيروت تهدى
شــذي لبنـان معلنـة بسـر
تخـبرني وقـد ألفـت خبيراً
قريـب العهـد من خَبَر وخُبر
بـأن ذوي هواي بها على ما
عهــدت مــبرة وكمـال بـر
ألا حيـا رُبـى بيـروت عنـي
ولبنـان الحيـا منهـلّ قطر
بـــدر يملأ الأرجـــاء دُرا
ويمـزج تـرب أرضـيها بتبر
وحيـا مـن بهـا ربـي وحيا
زمانـاً مـرّ فيهـا غيـر مرّ
وحيــا حـيّ وافـدة أتتنـي
برياهـا تضـوع بنفـح عطـر
وســرّت بالتحيـة مـن سـريّ
حــرىّ بـالوداد علـيّ قـدر
ســليل كرامـة وربيـب عـز
ونسـل صـيانة ورضـيع طهـر
وفـرع نجابـة مـن عود مجد
أثيـل الأصـل مـن أثلات فخر
كمــيّ مــن ســلالة أرسـلان
ذؤابـة قـومه الأسد الهزبر
فتى خطب العلى وصبا إليها
فكـان لهـا صـباه خير مهر
ومـن خطـب الحسان فلا شفيع
لهـن سوى الصبا مقبول أمر
تعلـق قلبـه مـن عهـد مهد
بكسـب المجـد مجتنباً لخسر
وأولـع بالمعالي والمعاني
ونظـم الشـعر لا لِطلاب وفـر
ولا لصــبابة فــي ورد خـد
ولا لصـُبابة مـن خمـر ثغـر
ولكـن لاقتنـاص شـرود معنى
يعــنّ وحكمــة تبـدو وسـر
وان يلعـب فمـا لعـب بعيب
لعهـد صـبا وشرخ شباب عمر
ولكـن تأنف الهمم العوالي
علـى رغم الصبا سفساف أمر
تحـرّم قـرب أمـر فيـه إمر
وتـوجب هجـر كـل مقال هُجر
عبد الله فكري باشا بن محمد بليغ بن عبد الله بن محمد. وزير مصري، من المتأدبين. له نظم، ولد بمكّة (وكان والده قد ذهب إليها مع جيش والي مصر)، ونشأ في القاهرة، وتعلم في الأزهر، ثم كان وكيلاً لنظارة المعارف، فكاتباً أول في مجلس النواب، فناظراً للمعارف المصرية سنة 1299هـ، واستقال بعد أربعة أشهر، واتهم بالاشتراك في الثورة العرابية، فسجن، وبرئ، واختير سنة 1306هـ رئيساً للوفد العلمي المصري في مؤتمر أستوكهلم، وتوفي في القاهرة. له: (الفوائد الفكرية-ط)، و(المملكة الباطنية-ط)، و(شرح بديعية صفوت-ط)، ورسائل ومقالات.