
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا حَــــيِّ أطلالاً بهــــنَّ دُثـــورُ
كـــأنَّ بقايـــا عهــدِهنَّ ســطورُ
مِــدادُ يهــوديَّيْنِ مَجْمَجـهُ البِلـى
وفـي الـوحيَ مـن آيِ الكتابِ زَبورُ
ديـارُ الـتي قـالتْ لوَ انكَّ زُرتَنا
وُصـــِلتَ ولكــنْ لا نــراكَ تــزورُ
فقلــتُ عــداني أنَّ أهلَــكِ ظَنَّــةٌ
علــيَّ وأنّــي قــد علمْــتُ شـهيرُ
صــددْتِ ولَـجَّ الهجـرُ منـكِ وإنّنـي
لمثلِــكِ عـن غيـرِ القِلـى لهَجـورُ
أعَرْتُــكِ وُدِّي أمَّ عثمــانَ فـارجِعي
ودائعَ لــم يبخــلْ بهــنَّ مُعيــرُ
حيـاءٌ نهـى عمّـا عهـدْتِ منَ الصِّبا
ويأســاً ومَثْلــي بالحيـاءِ جـديرُ
ألا حبّـذا الماءُ الذي قابلَ النَّقا
ومُرتَبَـــعٌ مــن أهلِنــا ومصــيرُ
وأيامُنــا عــامَ الخبِيَّيْـنِ إنّنـي
لهـنَّ علـى العهـدِ القـديمِ ذَكـورُ
إذِ الرأسُ أحوى حالِكُ اللونِ يرتدي
جنــاحَيْهِ إذْ غصـنُ الشـبابِ نَضـيرُ
وقـدْ كـانَ لـي إذ ذاكَ منهنَّ مجلِسٌ
قريـــبٌ ومــنْ أســرارِهنَّ ضــميرُ
فأعرضـْنَ إعراضـاً هـوَ الصُّرْمُ عَينُهُ
كـأنْ لـم يكـنْ لـي عنـدَهنَّ نَقيـرُ
ألا طرقَتْنـــا أمُّ عثمــانَ ليلــةً
مِــدرى وقـدْ كـادَ السـِّماكُ يَغـورُ
ألمَّــتْ بنَشــوانَيْ كـرىً صـرعْتُهما
بإحــدى الفيــافي غَرْبـةٌ وفُتـورُ
بعيـدَيْنِ مـن مَهواهُمـا أدركَتهمـا
وفـــاةٌ لهــا تَحليلــةٌ فَنُشــورُ
أناخـا ولا الأرضُ الـتي يطلبانِهـا
قريــبٌ ولا ليــلُ التِّمــامِ قصـيرُ
فقلـتُ لهـا حُيِّيـتِ مـن زائرٍ طـوى
مفـــاوزَ لا يُزجــى بهــنَّ حَســيرُ
ومـا خِلتُهـا كـانتْ رَؤُوداً ولا سرَتْ
إلـى الركْـبِ مِيلافُ الحِجـالِ خَـدورُ
أتتْــكَ بهـا تَهويمـةٌ غمَّضـتْ بهـا
مــعَ الصـبحِ عيـنٌ لا تنـامُ سـَهورُ
ومـا أنـتَ أمْ ما أمُّ عثمانَ بعدَما
حبـا لـكَ مـن رمـلِ الغنـاءِ حَدورُ
عراقيّـةٌ لـمْ تبـدُ يومـاً ولم تكنْ
شــَطيرَ النَّـوى لكـنْ نَـواكَ شـَطيرُ
نَـؤومُ الضـحى لـم نأْوِ إلاّ وتحتَها
قَبـــاطِيُّ ريـــشٍ تحتَهــنَّ ســريرُ
وبِتنــا كأنّنــا بَيَّتَتْنـا لَطيمـةٌ
أتتْنـا بهـا مـن سـوقِ أبْيَـنَ عِيرُ
شـَراها بما اقتالوا شَمومٌ لمثلِها
بشــُمّاتِهِ الرِّبْــحُ العظيـمُ بصـيرُ
ولمّـا احتواهـا إحتواهـا غنيمـةً
مُخــاطرُ أربــاحِ الألــوفِ جَســورُ
تمطَّــتْ بــهِ غُلْــبٌ كــأنَّ قُفِيَّهـا
بهـــنَّ وأقْــراءُ الأخــادعِ قِيــرُ
ولمّــا أنيخـتْ بعـدَما آبَ قبلَهـا
ليــومَيْنِ بـالغُنْمِ العظيـمِ يُشـيرُ
تحكَّــمَ فيهــا بــالعراقِ كــأنّهُ
علـى النـاسِ طُـرّاً بـالعراقِ أميرُ
وقيــلَ هنيئاً مــا رُزقــتَ فـإنّهُ
علــى اللـهِ رزّاقِ العبـادِ يسـيرُ
ومـا أطلـقَ الأعبـاءَ حـتى تضـوَّعتْ
بهـــا ســِكَكٌ ممّــا لــديهِ ودُورُ
وتِيـــــهٍ تخطّتْهــــا صــــُحبَتي
نـــواهزُ فــي أعنــاقِهنَّ نُــذورُ
رِكــابُ نــوىً أســآرُ هَـمٍّ كأنّهـا
جَــوازٍ مــنَ الشـِّيزى لهـنَّ صـَريرُ
طـوَتْهُنَّ والبِيـدَ الليالي فقدْ ذوتْ
بطـــونٌ لهـــا مُقــورَّةٌ وظهــورُ
وجُــرِّدنَ واســْمَهْرَرْنَ حـتى كأنّهـا
قَنـاً طـارَ عنهـا باليـدَيْنِ شـَكيرُ
وبيـنَ القُـوى والرحْـلِ منهنَّ وهْمةٌ
بهــا وهْــيَ حــرفٌ جُـرأةٌ وضـريرُ
تَغـالى بهـا فُتْـلٌ مَطاويـحٌ ينتحي
بهـــنَّ حِـــذاءٌ بــالفلاةِ جَميــرُ
وأتْلَـــعُ نَهّــاضٌ أَنِيــفٌ يقــودُهُ
مُلَملــم جُلمــودِ الــدماغِ ذَكيـرُ
تراهــا إذا لجَّـتْ وقُـدّامَ عينِهـا
خِشــاشٌ وفــوقَ النــاظرَيْنِ حَريـرُ
وفي الحلْقةِ الصُّفْرِ التي خُشمتْ بها
مُطيــرٌ لشــَغْبِ الأخــدعَيْنِ قَهــورُ
كــذي رُمَــلٍ فــرْدٍ رمتْــهُ عشـيّةٌ
لهـــا ســـبَلٌ مُســتقبِلٌ وصــَبيرُ
بأســحمَ نثّــارٍ أجــشَّ جــرتْ لـهُ
صــَباً رادَةٌ لـم تجـرِ فيـهِ دَبـورُ
إلـى دفـءِ أرطـاةٍ إلـى جَنبِ عجْمةٍ
بهـا الشـاةُ مَحبـورُ المكانِ غَريرُ
لهــا واكـفٌ يجـري عليهـا كـأنّهُ
حصـىً شـِيفَ خـانتْهُ السـلوكُ قَشـيرُ
فلمّـا انجلَـتْ عنـهُ غياطـلُ ليلـةٍ
مــنَ الــدَّجنِ فيهـا حَثّـةٌ وفُتـورُ
غــدا غــدَوِيٌّ فــوقَ عينَيْـهِ شـِكّةٌ
كِلا مِغـــولَيْهِ اللَّهْــذَمَيْنِ ضــريرُ
مـنَ العيـنِ تـدعوهُ الريـاحُ كأنّهُ
فَــتيقٌ بــهِ ممــا ألــمَّ فُــدورُ
وغـــاداهُ مــن جِلاّنَ ذئبُ مجاعــةٍ
شـــقيٌّ بـــهِ ضـــارورةٌ وفُقــورُ
لـهُ طلّـةٌ شـابَتْ ومـا مـس جيبَهـا
ولا راحتَيْهــا الشــَّثْنَتَيْنِ عــبيرُ
لَــدُنْ فُطمــتْ حـتى علا كـلَّ مَفـرِقٍ
لهـا مـن سـِنِيها الأربعيـنَ قَـتيرُ
كــأنَّ ذراعَيْهــا وظِيفــا نعامـةٍ
ووجــهٌ لهــا لا مـاءَ فيـهِ نَكيـرُ
ولَحْيــانِ لا ينفـكُّ فـي ناجِـذَيْهِما
أنِيـــضٌ شـــَوتْهُ شــهوةً وقــديرُ
إذا غـابَ أو لـم يغْدُ يوماً فإنّها
بكلبَيْــهِ مِغبــاشُ الغُــدوِّ بَكـورُ
ولمّا انجلى قبلَ الغُطاطِ انبرَتْ لهُ
مَراريــخُ فــي أعنــاقِهنَّ ســُيورُ
فلمّـا رأى ذاكَ الشـقيُّ الـذي غدا
بغُضـــْفٍ لـــهُ زُرقٌ لهــنَّ جَفيــرُ
هِجانـاً رأى منـهُ على الشمسِ نُقْبةً
تكـــادُ وإنْ جَـــنَّ الظلامُ تُنيــرُ
وقــاهُ بأمثـالِ المَغـالي كأنّهـا
بأجنحـــةٍ فيهــا إليــهِ تطيــرُ
جلا عــن مآقيهــا وعـن حَجَباتِهـا
خراطيـــمُ فيهــا دِقّــةٌ وخصــورُ
فـــدَأَبْنَهُ مِيلَيْــنِ ثــمَّ نزعْنَــهُ
إليهـــنَّ إذْ شـــُؤبوبهنَّ مَطيـــرُ
ليأخــذْنَهُ أخــذاً عنيفـاً وأخْـذُهُ
عليهـــنَّ إلاّ أن يحيـــنَ عســـيرُ
إذا كُــنَّ جَنبَيْــهِ وكــنَّ أمــامَهُ
ودُرْنَ بــهِ لــمْ يعـيَ كيـفَ يـدورُ
يكُــرُّ فيحمــي عــورةً لا يُضـِيعُها
وذو النجـدةِ الحامي الكريم كَرورُ
يُخـــرِّقُ فـــي آبــاطِهنَّ بلَهــذمٍ
يَطِــــرُّ إذا أمكَنَّــــهُ فيَغـــورُ
وبــالكُرهِ مـا يحنـو لهـنَّ وإنّـهُ
لمُســتهزَمٌ لــو يســتطيعُ فَــرورُ
لـهُ فـي خَبارِ الهُبْرِ وثْبٌ إذا أتى
عليــهِ ونقْــعٌ بالرَّقــاقِ ذَميــرُ
فتلـكَ الـتي شـبَّهتُ ذاكَ وقـد جرتْ
علــى ســررٍ هِيــفٍ لهــنَّ ضــُفورُ
نجــاةٌ بـرى عنهـا عـتيقٌ أثـارَهُ
ســــُرىً ورواحٌ مُغبِـــطٌ وبُكـــورُ
وأبلــحَ عــاتٍ لا يــؤدّي أمانــةً
عليـــهِ ولاقـــاهُ عليــهِ أميــرُ
أقمــتُ الصــَّغا وأخـدعَيْهِ بضـربةٍ
لهـا تحـتَ بيـنِ المنكِبَيْـنِ هـديرُ
الهيثم بن الربيع بن زرارة، من بني نمير بن عامر، أبو حية.شاعر مجيد، فصيح راجز، من أهل البصرة، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، مدح خلفاء عصره فيهما.قيل في وصفه: كان أهوج (به لوثة) جباناً بخيلاً كذاباً، وكان له سيف ليس بينه وبين الخشب فرق، يسمّيه (لعاب المنية).قيل: مات في آخر خلافة المنصور (سنة 158 هـ) وقال البغدادي: توفي سنة بضع وثمانين ومائة.وقد جمع رحيم صخي التويلي العراقي ما وجد من شعره في نحو عشر صفحات كبيرة نثرها في مجلة المورد.