
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حــيِّ الــديارَ عِراصــُهُنَّ خَـوالِ
بحَمــادِ ســاقَ رســومُهنَّ بَـوالِ
مُحتــلُّ أحْوِيَــةٍ عليهــمْ بهجـةٌ
بســـواءِ مُشـــْرِفةٍ بهــمْ مِحْلالِ
فقَـأوا بها أُنُفَ الربيعِ وفقَّأوا
فيهــا سـَوابيَ مـا تجِـفُّ سـِخالِ
فترى المِئينَ منَ العشائرِ حولَهمْ
وتــرى مُســَدَّمةً قُــرومَ جِمــالِ
فــإذا غشـيْتَهمُ سـمعتَ هـوادراً
وصــَواهلاً ورأيــتَ أحســنَ حـالِ
وتـرى بأفنيـةِ الـبيوتِ مَصنونةً
جُــرْداً يَجُلْــنَ معـاً بغيـرِ جِلالِ
كــانوا بهــا فتقسـَّمتْهمْ نِيّـةٌ
شــَعواءُ ليــسَ زِيالُهـا كزِيـالِ
قــذفَتْهمُ فِرَقــاً فمنهـمْ راكـنٌ
ومُــؤَوِّبٌ لهــواكَ غيــرَ مُبــالِ
يـا دارُ وَيْبَـكِ ما لعهدِكِ بعدَنا
أأتــى عليــكِ تَجــرُّمُ الأحـوالِ
إنْ كـانَ غيّـرَكِ الزمـانُ فلا أرى
بملاكِ غيـــرَ خوالـــدٍ أمثــالِ
سـُفْع المنـاكبِ قـدْ كُسـِينَ مَعرّةً
مــن قَـدرِ منزلـةٍ بغيـرِ جِعـالِ
فلقـدْ أرى بـكِ إذْ زمانُـكِ صالحٌ
بِيضــاً فــواخرَ نعمــةٍ وجَمـالِ
نُجْـلُ العيـونِ كأنّما استوْهَبْنَها
فـــوهبْنَهُنَّ خـــواذلَ الآجـــالِ
قـالَ الكـواعبُ يـومَ أودٍ عمُّنـا
حُيِّيــتَ يـومَ ردَدْنَ جـاه وِصـالي
وفزعْـنَ مـن شـمَطٍ تَجلَّـلَ مَفْرِقـي
حـــتى علا وضـــَحٌ كلـــونِ هلالِ
ولقـدْ أناضـلُهُنَّ أغـراضَ الصـِّبا
خَلَــواتِهِنَّ فمــا تَطيـشُ نِبـالي
ولقـدْ أروحُ علـى الجوادِ وهكذا
أمشـــــي وأيَّ تَصـــــرُّعٍ ودلالِ
كالسـيفِ يقطُـرُ أوْبكُـمْ سـالَمتَهُ
وأســِيلَ أمــسِ فِرِنْــدَهُ بصـِقالِ
وتَنُوفـــةٍ موصـــولةٍ بتنوفــةٍ
وصــْلَيْنِ وصــْلَ تَنــائفٍ أغفـالِ
ترمــي مُؤوَّبــةً إلـى أمثالِهـا
غُــبرَ الفِجـاجِ مَخوفـةَ الأهـوالِ
كلَّفْتُهُـــنَّ هِبــابَ كــلِّ مُــبرِّزٍ
صـــدَراً وكــلَّ نجيبــةٍ شــِملالِ
صـَغواءَ مـنْ أنَـفِ الزِّمـامِ قويةٍ
بعــدَ الكَلالِ عتيــدةَ الإرْقــالِ
وكــأنَّ أحبُلَهـا ومَيْسـاً قـاتراً
والمــرءُ فــوقَ مُلمَّــعٍ ذَيّــالِ
أمسـى بحَومَـلَ تحـتَ طَـلِّ مُخِيلَـةٍ
نحَـــرتْ عشـــيَّتُها ســِرارَ هلالِ
تحبــو إليـهِ كأنّمـا أرواقُهـا
بُخْــيُ العـراقِ دلَحْـنَ بالأثقـالِ
بــاتَتْ تُكَفَّــى وجهَــهُ مـأمورةٌ
خَيْـــرى مُفرَّغـــةٌ بغيــرِ دَوالِ
حـتى إذا انصـدعَ العمـودُ كأنّهُ
هــادي أغــرَّ جــرى بغيـرِ جِلالِ
وغـــدا تلألأُ صـــفحَتاهُ كــأنّهُ
مصــباحُ فـي دُبُـرِ الظلامِ ذُبـالِ
غــاداهُ مُهتلِــكٌ تـرى أطمـارَهُ
يَهفــونَ عاقــدَ شــَطرِهِ بعِقـالِ
يســعى بمُغْفَلَــةٍ قَـواضٍ سـاقَها
ريــشُ الظُّهــارِ وزَمَّهـا بنِصـالِ
ومصــونةٍ دُفعــتْ فلمّـا أدبـرتْ
رُدَّتْ طوائفُهــا علــى الإقبــالِ
خُطمـتْ بأسـمرَ من نواشرَ نأملُّها
فيــهِ كنــأمِ مُصــابةٍ مِثْكــالِ
ومُغَرَّثــاتٍ قــد طُــوِينَ كأنّهـا
لمّــا غـدتْ وغـدا أراقـمُ ضـالِ
فانصاعَ حينَ رأى البصيرةَ يحتذي
منــهُ أكـارعَ مـا لهُـنَّ تـوالي
لا يــأتَلي يـدعُ الرِّقـاقَ كـأنّهُ
فـي السـابِريِّ وهـنَّ غيـرُ أوالي
جعـلَ الصـَّبا فـي مَنخِرَيْـهِ كأنّهُ
مِرِّيـــخُ فَــوتَ لُحِيِّهِــنَّ مُغــالِ
حـتى إذا انقطعَـتْ بـهِ في فِقْرةٍ
وبهــنَّ مَيْعــةُ شــاهدٍ ومِطــالِ
ولهثْــنَ كَــرَّ مُغـامرٌ ذو نجـدةٍ
يحمــي ويَشـرُكُ كـلَّ إربـةِ حـالِ
يحمــي ويطرحُهُــنَّ غيــرَ مُكـذِّبٍ
طــرْحَ المُفيـضِ رِبابـةَ الأنفـالِ
ألفَيْنَــهُ ذَرِبَ الســلاحِ مقـاتلاً
وأردْنَ ولْــغَ دمٍ بغيــرِ قتــالِ
كلاّ لقــدْ شــرِقَتْ قنــاةٌ هزَّهـا
فــي كــلِّ مَنْبِـضِ غـائبٍ وطِحـالِ
الهيثم بن الربيع بن زرارة، من بني نمير بن عامر، أبو حية.شاعر مجيد، فصيح راجز، من أهل البصرة، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، مدح خلفاء عصره فيهما.قيل في وصفه: كان أهوج (به لوثة) جباناً بخيلاً كذاباً، وكان له سيف ليس بينه وبين الخشب فرق، يسمّيه (لعاب المنية).قيل: مات في آخر خلافة المنصور (سنة 158 هـ) وقال البغدادي: توفي سنة بضع وثمانين ومائة.وقد جمع رحيم صخي التويلي العراقي ما وجد من شعره في نحو عشر صفحات كبيرة نثرها في مجلة المورد.