
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا بنَ الأكارمِ يا وليدُ ألستُمُ
أهلَ الغِنى قِدْماً وطِيبَ العُنصرِ
إنّـي أتيتُـكَ مـن شَراءَ وبِيشةٍ
ومـنَ العقيـقِ ومن جنوبِ مُحَجَّرِ
تغلـو بـيَ القَفراتِ ذاتُ عُلالةٍ
بعـدَ الكلالِ وبعـدَ خلْـقٍ دَوسرِ
جادَ الربيعُ لها بفَيدٍ وأُرسلتْ
فـي عـازبٍ غَـرِدِ الذبابِ مُنوِّرِ
بــدأتْ وإنَّ أثــارةً ملمومـةً
لعلـى مَحالتِهـا كخِدرِ المُعْصِرِ
حـتى إذا طرحَـتْ نَسـيلاً جافلاً
عنهـا وقـدْ جـزأَتْ ثلاثةَ أشهرِ
راحـتْ تَقَلْقَلُ من زَرُودَ فأصبحتْ
بـالبطنِ ذا قِنَةٍ خَفوقَ المِشْفرِ
كلّفتُهـا رَحلـي إليـكَ وإنّمـا
ترجـو نوافـلَ سـَيبِكَ المُتحضِّرِ
مـرّتْ على قصرِ المقاتلِ بعدَما
كربَـتْ ظَهيرتُهـا ولمّـا تُظهِـرِ
فــتزاوَرَتْ منـهُ كـأنَّ بـدَفِّها
هِــرّاً يُشـَبِّثُ ضـَبعَها بـالأظفُرِ
وأتـتْ على البَردانِ وهْيَ مُدِلّةٌ
عَجْلى اليدَيْنِ متى أزَعْها تَخْطِرِ
حـتى أتتْـكَ وقدْ رمتْ بحَنينِها
ومشـتْ على بخْصِ اليدَينِ الأحمرِ
آلـتْ إذا مـا حُلَّ عنها رَحلُها
جُعلـتْ تُضيفُ منَ الغرابِ الأعورِ
إنَّ الوليدَ جرى المئينَ مُبَرِّزاً
وصـفَتْ يـداهُ بنـائلٍ لمْ يَنزُرِ
وأشـارتِ الأيـدي إليـهِ بحِلمِهِ
والحزمِ حينَ أطاقَ حملَ المئزرِ
حـتى إذا لبـسَ العِطافَ تفرّجَتْ
حلَـقُ المجـالسِ عـنْ أغرَّ مُشهَّرِ
أعطـى الجزيـلَ وسادَ حينَ مضتْ
سـبعٌ وبعـضُ لِـداتِهِ لـم يَثغَرِ
وغـدا وراحَ إلى الأمورِ بحَزمِهِ
وبـأمرِ مُطَّلِـع الحِمالـة مِجْشَرِ
الهيثم بن الربيع بن زرارة، من بني نمير بن عامر، أبو حية.شاعر مجيد، فصيح راجز، من أهل البصرة، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، مدح خلفاء عصره فيهما.قيل في وصفه: كان أهوج (به لوثة) جباناً بخيلاً كذاباً، وكان له سيف ليس بينه وبين الخشب فرق، يسمّيه (لعاب المنية).قيل: مات في آخر خلافة المنصور (سنة 158 هـ) وقال البغدادي: توفي سنة بضع وثمانين ومائة.وقد جمع رحيم صخي التويلي العراقي ما وجد من شعره في نحو عشر صفحات كبيرة نثرها في مجلة المورد.