
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا يــا انْعَمـي أطلالُ خنسـاءَ وانْعمـي
صـــباحاً وإمســاءً وإنْ لــم تَكلَّمــي
ولا زلــتِ فــي أرواقِ واهيــةِ الكُلـى
هَتُـولٍ مـتى تُبْسـِسْ بهـا الريـحُ تُـرزِمِ
عهـدْنا بهـا الخنسـاءَ أيـامَ مـا ترى
لخنســـاءَ مِثلاً والنَّــوى لــم تَخــرَّمِ
وخنســاءُ مِخمــاصُ الوِشــاحَيْنِ خَطْوُهـا
إلــى الــزوجِ أقتـارٌ خُطـى المُتجشـِّمِ
ينـــوءُ بخَصــْرَيْها إذا مــا تــأوَّدتْ
نقــا عُجمــةٍ فــي صــَعدةٍ لـم تُوصـَّمِ
خليلـــيَّ مــن دونِ الأخلاّءِ قــد ونَــتْ
عصـا الـبينِ هـلْ فـي البَينِ من مُتكلِّمِ
ألِمّــا نُسـائلْ قبـلَ أن ترمـي النَّـوى
بنافـــذةٍ نَبْـــضَ الفــؤادِ المُــتيَّمِ
يقــفْ عاشـقٌ لـم يبـقَ مـن روحِ نفسـِهِ
ولا عقلِــهِ المســلوبِ غيــرَ التــوهُّمِ
ومـــا تـــركَ اللائي يُرَيِّشــْنَ صــِيغةً
هــيَ المــوتُ مــن لحـمٍ عليـهِ ولا دمِ
إذا هــنَّ أحْــذَيْنَ المــراوِدَ بعــدَما
رقَــدْنَ إلــى قــرنِ الضـحى المُتجـرِّمِ
عيــونُ المهـا أو مثلَهـا سـقطَتْ لهـا
وأعيُـــــنُ أرآمٍ صــــَرائدَ أســــهُمِ
كمــا أصــردَتْ حِضــنَيْ جميــلٍ وقبلَـهُ
عُرَيَّـــــةَ والبَكّــــاءةَ المُــــترنَّمِ
رمتْـــهُ أنــاةٌ مــن ربيعــةِ عــامرٍ
نَــؤومُ الضــحى فــي مـأتمٍ أيَّ مـأتمِ
وجـــاءَ كخَـــوطِ البــانِ لا مُتتَرِّعــاً
ولكـــنْ بخلْقَيْـــهِ وقـــارٍ ومِيســـَمِ
فقـــالَ صــباحٌ قُلــنَ غيــرَ فــواحشٍ
صــباحاً ومــا إنْ قلـنَ غيـرَ التـذمُّمِ
فأنشـــدَ مشـــعوفاً بهنــدٍ وأهلِهــا
نشـــيداً كخُشــّابِ العــراقِ المُنظَّــمِ
وقُلــنَ لهــا ســرّاً وقَيْنــاكِ لا يَـرُحْ
صــحيحاً وإنْ لــم تقتليــهِ فــألْمِمي
فــأدنَتْ قناعـاً دونَـهُ الشـمسُ واتَّقـتْ
بأحســـنِ موصـــولَيْنِ كـــفٌّ ومِعصـــَمِ
فـــراحَ ابــنُ عَجِلانَ الغــوِيُّ بحاجــةٍ
يُجـــاوبُ قُمْـــرِيَّ الحَمــامِ المُهيَّــمِ
وراحَ ومــا يـدري أفـي طلقـةِ الضـحى
تَـــروَّحَ أو داجٍ مــنَ الليــلِ مُظلــمِ
وأغيــدَ مــن طـولِ السـُّرى برَّحَـتْ بـهِ
أفنــانيُ نَهّــاضٍ علــى الأيْــنِ مِرْجَـمِ
وأقتـــالُهُ مـــن مَنكبَيْـــهِ كأنّهــا
نـــوادرُ أعنـــاقٍ رِبابـــةُ مُســـْهِمِ
خواضــعُ يَســْتَدِمينَ فــي كــلِّ خِلقــةٍ
لوَتْهــــا بكفَّيْــــهِ كِلابُ المُخشــــِّمِ
وأدراجِ ليـــلٍ بعـــدَ ليــلٍ يجــوبُهُ
بــهِ زَورُ أســفارٍ مــتى تُمــسِ تُجـذِمِ
ســرَيْتُ بــهِ حــتى إذا مــا تمزّقــتْ
تـوالي الـدُّجى عـن واضـحِ الليلِ مُعْلِمِ
أنخْنــا فلمّــا أفرغَــتْ فــي دمـاغِهِ
وعينَيْــهِ كــأسُ النـومِ قلـتُ لـهُ قُـمِ
فمــا قــامَ إلاّ بيــنَ أيــدٍ تُقيمُــهُ
كمــا عطفَـتْ ريـحُ الصـَّبا عـودَ ساسـَمِ
خطــا الكُــرهَ مغلوبــاً كـأنَّ لسـانَهُ
لِمــا ردَّ مــن رجْــعٍ لسـانُ المُبَرْسـَمِ
وودَّ بوُســْطى الخمــسِ منـهُ لـو اننـا
رحَلْنــا وقُلنـا فـي المَنـاخِ لـهُ نَـمِ
فلمّــا تغشــّاهُ علــى الرحْـلِ ينثَنـي
مُســـالَيْهِ عنـــهُ فــي وراءٍ ومُقْــدَمِ
ضــــمَمْنا جنـــاحَيْهِ بكـــلِّ شـــِمِلَّةٍ
ومُرتَقِـــبِ اليُمنــى كَتُــومِ الــتزَغُّمِ
فأضــحى ومــا يــدري بأيّــةِ بلــدةٍ
ولا أيــنَ منهــا مَيــدةٌ لــمْ تُصــرَّمِ
يخِـــرُّ حِيـــالَ المَنكِبَيْـــنِ كـــأنّهُ
نَخيـــعٌ علـــى ذي قـــوةٍ مُتَغَمْغِـــمِ
أَميــمُ كــرىً أثْـأى بـهِ خطَـلُ السـُّرى
وهَيْجـــات عُرْيـــانِ الأشــاجعِ شــَيْظَمِ
ومنهــنَّ تحــتَ الرحْــلِ جلْـسٌ جعلْنَهـا
دواءً لنجـــوى الطـــارقِ المُتنـــوِّمِ
إذا المُنقِيــاتُ العِيـدُ بلَّغْـنَ أرقَلَـتْ
علــى الأيْـنِ إرقـالَ الفَنيـقِ المُسـدَّمِ
كــأنَّ الســُّرى ينجـابُ فـي كـلِّ ليلـةٍ
إلـى الصـبحِ عـن نازِي الحماتَيْنِ صِلدِمِ
رعــى الرمـلَ حـتى اسـتنَّ كـلُّ مُزمـزِمٍ
علـى الشـاةِ محبـوكِ الـذراعينِ كلْـدِمِ
شــُوَيْقٍ رعــى الأنــداءِ حــتى تعـذَّرتْ
مَجــاني اللِّــوى مــن كــوكبٍ مُتضـرِّمِ
وآضـــَتْ بقايــا كــلِّ ثمْــلٍ كأنّهــا
عُصـــارةُ فَـــظٍّ أو دُوافـــةُ كُرْكُـــمِ
وهــاجَتْ منـض الغَـورَيْنِ غَـورَيْ تِهامـةٍ
نواشــطُ يهجمْــن الحصــى كــلّ مَهجَـمِ
فلمّـا رأى الشـمسَ الـتي طـالَ يومُهـا
عليــهِ دنـتْ قـالتْ لـهُ أرضـُهُ ارغَمـي
جمــى قلــقٌ ســهلُ الجِـراءِ إذا جـرى
طغـا ثبـت مـا تحـتَ اللِّبـانِ المُقـدَّمِ
يُشـــِعْنَ إذا شـــقَّتْ عصــاً يغتبِطْنَــهُ
يـــداهُ وإنْ يُـــدركْ قَطــاهُنَّ يَكْــدِمِ
يحيـــدُ ويخشـــى عازِبِيّـــاً كـــأنّهُ
ذُؤالـــةُ فـــي شـــِمطاطِهِ المُتخــذّمِ
تــرى رزقَــهُ يومــاً بيــومٍ وإنّمــا
غِنــاهُ إذا اســتغنى بفِلْــقٍ وأســهُمِ
مُقِيتــاً علــى صـُلْتِ الهـوادي كأنّهـا
مُخَطَّطــــةٌ زُرقــــاً أعِنّـــةُ مُـــؤْدِمِ
رمــى مِرفَــقَ الـدنيا فأرسـلَ جوفُهـا
إلــى جــوفِ أخـرى مـائراً لـم يُثلَـمِ
فــذاكَ الــذي شــبَّهتُ حرفــاً شـبيهةً
بــهِ يــومَ أُبْنــا بعــدَ حَمْـسٍ مُقحَّـمِ
تُقاســي الفِجــاجَ اللامعــاتِ وتَغتلـي
بـــأتْلَعَ مســـفوح العَلابِـــيّ شــَجْعَمِ
إلـى جعفـرٍ أطـوي بهـا الليلَ والفلا
إلــى ســَبِطِ المعــروفِ غيــرِ مُــذمَّمِ
يُغــالى بهــا شــهرانِ وهْــيَ مُغِــذّةٌ
إلـــى مُســـتقلٍّ بـــالنوائبِ خِضــْرِمِ
وقال رفيقاكَ اللذانَ تجشَّما سُرى الليلِ
مـــن يَجشـــَمْ ســُرى الليــلِ يَجشــَمِ
وأيــدي المَهــاري فـي فَيـافٍ عريضـةٍ
هــوابطَ مــن اخــرى تَغلَّــى وترتمـي
لَعمــري لقــد أبعــدتَ همّـاً ومَنْسـِماً
وكــم مـن غِنـىً مـن بعـدِ هَـمٍّ ومَنسـِمِ
فقلــتُ لهــمْ إنّـي امـرؤ ليـسَ همَّـتي
ولا طلـــبي حظّـــي بــأدنى التَّهَمُّــمِ
فلا تُكــثروا لَــومي فليــسَ أخوكُمــا
بلَــــوّامِ أصــــحابٍ ولا بــــالمُلَوَّمِ
لعلَّكُمــــا أنْ تســــلَما وتَصـــاحبا
بعافيــةٍ مــن يصــحَبِ اللــهُ يَســلَمِ
وإنْ تُرْقِيــا ريــبَ المنــونِ وتُقْـدِما
علــى جعفــرٍ تَســْتوجِبا خيــرَ مَقْـدَمِ
وتعترِفـــا وجهـــاً أغَـــرَ وتنــزِلا
علـــى ســـَعةٍ بالماجـــدِ المُتكــرِّمِ
بــأبيضَ نَهّــاضٍ إلــى ســُورِ العُلــى
جراثيــمُ يخطوهــا فــتىً غيـرُ تـوأمِ
الهيثم بن الربيع بن زرارة، من بني نمير بن عامر، أبو حية.شاعر مجيد، فصيح راجز، من أهل البصرة، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، مدح خلفاء عصره فيهما.قيل في وصفه: كان أهوج (به لوثة) جباناً بخيلاً كذاباً، وكان له سيف ليس بينه وبين الخشب فرق، يسمّيه (لعاب المنية).قيل: مات في آخر خلافة المنصور (سنة 158 هـ) وقال البغدادي: توفي سنة بضع وثمانين ومائة.وقد جمع رحيم صخي التويلي العراقي ما وجد من شعره في نحو عشر صفحات كبيرة نثرها في مجلة المورد.