
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ثـاني الغصـن مـن قـد لـه خطر
ومفـرد الحسـن هـا قلـبي علـى خطر
ويــا مــديرا علينـا مـن مراشـفه
سـلافة الـراح فـي كـاس مـن الثغـر
لا تحبــس الـراح عمـن راح ذا غلـل
شـوقا لـورد اللمـى من ريقك الحصر
يــا صــاحبي بنعمــان الأراك خـذا
عـن يمنـة الحـي أو كونـا على حذر
قرصــد الحــب حيـث الغصـن منعطـف
ومكمـن المـوت بيـن الـورد والصدر
وحيــــث مســـرح آرام رعايتهـــا
حــب القلـوب بسـفح الأضـلع السـعر
مــن كـل ريـم يصـيد الأسـد نـاظره
ويكسـر الجفـن يـوم الـروع من حور
لــه خبــاء باشـطان الرمـاح غـدا
مطنبـا فـي مقبـل البـدو لا الحضـر
وحــوله الخيـل مرحـى فـي أعنقهـا
ظللـن ينفضـن منها اللجم في العذر
وسـلت الـبيض يحمـي الـبيض من حذر
أسـد مغـاوير فـي غـاب مـن السـمر
يـا ثبـت اللَـه قلـب الصب حين دنا
مـن موقـف يسـتطير العقـل بـالطير
وقــد تســربل درع الصــبر سـابغة
وراح فـي السـير بيـن الأمن والحذر
مـا جـاءه الحـب فـي جيـش لـه لجب
كالــدل والظـرف والإعجـاب والخفـر
إلا ووافــه فــي يــوم التقائهمـا
بـالحزن والسـقم والتـدليه والفكر
يغشـى حيـاض الـردى مـا إن يثبطـه
حلـو الحيـاة ولا مـر الـردى الصبر
فـاعجب لـه مـن شـجاع فتـك عزمتـه
تفــل يــوم مضــاها غـرب ذي أثـر
مـا إن يـزال مـع الأقـدام منكسـرا
بجيــش حــب علــى العشـاق منتصـر
مقــانب قـد تلتهـا يـوم إذ زحفـت
مكتــائب كتبتهــا العيـن بـالنظر
أهكـذا الحـب يضـنى القلـب بالفكر
والجسـم بالقسـم والأجفـان بالسـهر
مـا كنـت أدري بـأن الحـب ذو محـن
حـتى ابتليـت وليـس الخـبر كالخبر
أمســى وداء الأمــاني لا يفــارقني
إن الأمــاني تضـنى القلـب بالـذكر
والجسـم قـد رق مـن ضـعف ومـن سقم
حــتى تشــكى مســيس القمـص والأزر
والجفـن لـم يعرف إلا غماض مذ عقدت
بحــاجب منــه أهــداب مـن الشـعر
كـم قلـت للقلـب مـن خوف عليه وقد
أمسـى بحـب ظبـاء البـدو فـي فكـر
أنهــاك أنهــاك لا آلــوك معــذرة
عـن نومـة بيـن نـاب الليث والظفر
فمــا أصــاخ إلـى قـولى وموعظـتي
حـتى رمـى مـن صـروف الحـب بالعبر
إن تمس يا قلب من قتلى الهوى فلكم
ملـوك عشـق هـووا مـن أرفـع السرر
وغيــر بــدع فملــك الحـب سـطوته
تصــبر الأســد اشـلأ الظبـا العفـر
يـا ظـبي إنـس لـه فتـك الأسود ومن
لـولاه لـم ألـف ألـف الهـم والغير
كــف الإغــارة عـن قلـب بـه فتكـت
ســيوف لحــظ صـحيح الجفـن منكسـر
مــا إن يمــر بــه يــوم بلا نصـب
و يتـــاح لـــه صـــفو بلا كــدر
ســلبته يــوم ملقانــا بـذى سـلم
حيـث الخزامـى ونبـت الضال والسمر
وهـا أنـا مسـتجير مـن هـواك بمـن
أجـاز ظـبي الفلا المختـار مـن مضر
أمـن المـروع وكهـف المسـتجير ومن
يرجـى لكشـف حلـول الخطـب والضـرر
خيــر الأنــام وأزكــاهم وأكملهـم
وأفضــل النــاس مـن بـاد ومحتضـر
شــمس الوجــود ومـن جلـى ببعثتـه
أحلاك جهــل فقيــد النــور منكـدر
روح العــوالم لــولا عينــه وجـدت
لأصــبح الكــون جســما دارس الأثـر
ذو المعجـزات الـتي كالشـمس بادية
لـذى البصـيرة إشـراقاً وذي البصـر
منهـا انبجـاس غيـر المـاء من يده
عـــذبا دلالا يــروى غلــة الصــدر
ومنطــق الضــب إن اللَــه أرســله
لســائر الخلـق مـن جـن ومـن بشـر
والـذئب قـال لراعي الشاء سر عجلا
لمنقـذ الخلـق مـن نـار ومـن سـعر
ولا يرعــك ضــياع الشـاء مـن فـزع
مــن فــاني حفـظ الشـاء مـن ضـرر
كــذا البعيـر وقـاء مـا ألـم بـه
مـن عبـء حمـل ومـن نحر على الكبر
ورؤيـة القـوم فـي أفق السماء وقد
رامـوا اقتراحـا عليـه الشق للقمر
والجـذع قـد حـن مـن شوق إليه وقد
أتــاه يســعى إليـه أخضـر الشـجر
واخــذه الكـف مـن بطحـاء أرسـلها
لأعيــن القــوم فارتــدوا بلا بصـر
سـائل قريشـا غداة النقع كيف رموا
بعــارض مــن زؤام المــوت منهمـر
وكيـف اضـحوا جفـاء عنـدما غرقـوا
بســيل خيــل جــروف اتخـذ منحـدر
كأنمـا الخيـل فـي الميدان أرجلها
صــــوالج ورؤس القـــوم كـــالأكر
واهـتزت السـمر نشـوى مـن دمـائهم
لمــا سـمعن صـليل الـبيض كـالوتر
وسـكن الرمـح فـي طـي الضـمير وقد
هـام الحسـام بلثـم الهـام والقصر
هنــاك تلفـى أسـود الغيـل باديـة
اليابهــا ومثــال القـوم كـالحمر
أسـد مقـام المنايـا فـي مرابضـها
والحتـف فـي حـد نـاب أو شـبا ظفر
تغلــى لأجـل العـدى حقـدا صـدورهم
أمـا تـرى كيـف يرمى اللحظ بالشرر
أولئك الصـحب سادوا في العلا وبنوا
بيتـا مـن المجـد فوق الأنجم الزهر
مــن ذا ينـاظرهم أو مـن يشـابههم
أو مـن يشـاكلهم فـي أحسـن السـير
فـازروا برؤيـة خيـر الخلـق كلهـم
فــاحرزوا قصــبات السـبق والظفـر
يـا سـيد الرسـل قد أصبحت من زللي
كــأنني فـوق روق الظـبي مـن حـذر
ولــي ذنـوب علـى الأفلاك لـو وضـعت
مـن حمـل أعبائهـا الأفلاك لـم تـدر
فاشـفع لمـن ليـس يرجـو يوم مبعثه
ســواك كهفــا ولا يلــوى علـى وزر
صـلى عليـك الـه العـرش ما ابتدرت
دمــوع صــب إلــى مغنـاك كالـدرر
وآلـــك الغـــر والأصــحاب كلهــم
مــن كـل سـاحب ذيـل بـالتقى عطـر
ما حجلوا الدهر من بيض الفعال وما
أضــحت بجبهتــه الـدهماء كـالغرر
محمد بن نجم الدين بن محمد الصالحي الهلالي.شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق.له (سجع الحمام في مدح خير الأنام -ط) ديوان شعر في المدائح النبويةله: (سجع الحمام في مدح خير الأنام - ط) ديوان شعر في المدائح النبوية، و(سفينة الصالحي - خ) وهي مجموعة في الآداب والمحاضرات والتراجم، (سوانح الأفكار والقرائح في غرر الأشعار والمدائح - خ)..