
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أجيراننـا الغـادين والليـل مسـدف
عسـاكم لمضـنى القلـب ان تتخلفـوا
ويـا حـادي الاطعـان ان صـح بينهـم
فخـــل المطايـــا ســاعة تتوقــف
ويـا صـبر اسـعفني على صدمة النوى
فمثلــك مــن يرجــى ومثلـك يسـعف
ويـا قلـب ما هذا الحنين الذي أرى
وهـذي المطايـا فـي المعـالم وقـف
فكيـف إذا بـان الخليـط عـن الحمى
وحثــوا القلاص الراسـمات واوجفـوا
أظــن بــأن الــبين زمــت ركـابه
فمــن اجلــه قلــبي غــدا يتخـوف
ولـم انسـى يـوم النفر لما تحملوا
وغــابت شــموس بــالهوادج تكســف
ذوات محيــا ينطــف المــاء رقــة
وقلـــب كمثــل الصــخر لا يتعطــف
لهــن لحـاظ حشـوها السـحر كامنـا
وجفــن كســير مرهـف العضـب أوطـف
وربــق بــرود لــو تحســى ســلافه
ســليم لمـا مـات السـليم المـذعف
وقـد غصـت الأجفـان مـن مـاء دمعها
وظلــت لــه يــوم الـوداع تكفكـف
وبــاح باســرار الضــمائر مــدمع
ومـا انفـك دجمـع العين للسر يكشف
غـدونا نغيـض الـدمع مـن خوف كاشح
وقــد بــل ردن بالــدموع ومطــرف
ولمـــا ابـــت الا همــولا كأنمــا
علـى الخـد أنـواء بها الودق يقذف
نحونــا بهـا نحـو الركـاب فصـدها
عــن السـير سـيل بالركـائب يجحـف
هنــاك اعـدوا سـفنهم مـن ضـلوعنا
وخاضـوا بهـا بحـرا ولـم يتوقفـوا
فيـا ليـت متواكـل صـب لـدى النوى
مـن الوصـل مـا يلهـو به ثم سوفوا
وقفنـا المطايـا بالربوع التي خلت
وكــل بمــن قـد كـان فيهـا مكلـف
وعجنــا علــى الاطلال بــدل انسـها
وبـــدد فيهـــا شـــمل ود مؤلــف
وعـاث البلـى فيهـا فمـا مـن مخبر
سـوى رجـع أصـوات مـن الركـب تهتف
كـأن لـم تكـن تلـك الرحاب أواهلا
ولــم يــك فيهــا للحبـائب مـألف
أشـــرنا إليهـــا بالســلام تعللا
وقلنـا لهـا والطـرف بالـدمع يطرف
ســقاك صــبيب الغيــث كـل مجلجـل
يســح علــى الافنــاء منـك ويـذرف
حــبي يتــج القطــر فــي جنبـاته
بــوارق للأبصــار بــالومض تخطــف
إذا طــرزت تلــك الوهــاد بعشـبه
فــبرد الربــى منــه موشـى مفـوف
وركـب طلاح صـاحبوا النجم في السرى
ترامـى بهـم فـي السـير بيد ونفنف
نضـوا منهـم فـي السـير عزما كرهف
وانضـوا قلاصـا فـي المفـاوز تعسـف
يخوضــون بحــر الآل يطغــى عبـابه
وطـورا ديـاجى الليـل والليـل مدف
كــأن المطايــا والأكلــة فوقهــا
ســفين بليــدي الارحبيــات يجــذف
كــأنهم قـد عاقـدوا العيـس حلفـه
علــى انهـا فـي كـل بيـداء توجـف
إلـى أن يروا تلك القباب التي بها
شــفيع الـورى ذاك النـبي المشـرف
ســليل العلا نسـل الأكـارم مـن لـه
مقــام علـى هـام السـماكين مشـرف
بــه فخــرت عــدنان كــل قبيلــة
وبـــاءت نــزار بــالعلاء وخنــدف
بعيــد عــن الفحشـاء فعلا ومقـولا
قريـــب لـــه بــالمؤمنين تلطــف
يجــود ولــم يخلـف وعـودا لسـائل
وكـم وعـد الاقـوام جـودا واخلقـوا
إذا جــاد لا يصــغى إلـى لـوم لائم
واهــون شــيء مــا يقـول المعنـف
رفيـع الـذرى بادى السنا نور وجهه
كبــدر ولكــن ليـس كالبـدر يخسـف
ترقـت بـه العليـاء أعلـى هضـابها
فهـا هـو مـن أعلـى المراتـب يشرف
وأنـوار كالشـمس تشـرق فـي الضـحى
عيـون العـدى منها مدى الدهر تطرف
وكـم قـد جلـت مـن ليل جهل وانقذت
الــذي عمــه فــي ســيره يتعســف
فصــيح اللغـا عـذب المقـال كـأنه
خطيـب حمـام الـدوح بالسـجع يهتـف
إذا فــاه بالســحر الحلال مــذكرا
يبشـــر أقوامـــا وقومــا يخــوف
رأيـت الـذي يصـغى إلـى سـحر قوله
كمثــل الــذي هزتـه صـهباء قرقـف
وكـم أبلـغ الأقـوام مـا فيه رشدهم
ولا موقـــف إلا لـــه فيــه موقــف
غزيـر العطـا مثـل السحاب إذا همى
وإلا كبحــــر بـــالجواهر يقـــذف
ايــاديه مــن ايـديه تحكـى لصـيب
يمــج بــه المـزن الهتـون وينطـف
وكـم فـاض مـن تلـك الأصابع ما روى
بــه كــل ظمــآن الحشــا بتلهــف
شـديد السـطا يـوم النزال إذا سطا
فلبـث الشـرى مـن شـدة الخوف يرجف
وان صال خلت الفحل في الذود هائجا
وأنيــابه مــن شـدة الغيـظ تصـرف
وكـم شـق مـا بيـن الضـلوع بـذابل
لفـور الـدما مـن كثرة الشرب يرعف
وكـــم ذل أقـــوام لعــزة دينــه
وكــم خطمــت بــالحق للشـرك آنـف
ويـا طالمـا مـدت خطى الشرك رافلا
فهـا هـو فـي قيـد مـن الـذل يرسف
ويــا رب يــوم طبــق الأرض جيشــه
ونـال العـدى مـن باسـه ما تخوفوا
لهـــام إذا جــرت فضــول ذيــوله
علــى الأرض ظلــت بالكتـائب ترجـف
وان مـد فـي الأقطـار شـرقا ومغربا
جناحــاه خلـت المـوت فيـه يرفـرف
وخيــل كأمثــال الصـقور إذا عـدت
رأيـت الريـاح الهوجـد عنهـا تخلف
عليهـا كمـاة الحـرب غـرا أشاوسـا
بإيمــانهم عضــب الفراريـن مرهـف
وكـــل ردينـــي ضـــياء ســـنانه
كنجـــم ظلام الغيــم عنــه مكشــف
فواهـا لـبيض غمـدها هامـة العـدى
وواهـــا لســمر بالضــلوع تنقــف
وأكــرم بقــوم ازهقـوا كـل باطـل
بـبيض الظبى والسمر في الطعن تقصف
ومـن ذللـوا مـن عز بالجهل واعتلى
وبالمصـطفى خيـر البرايـا تتعرفوا
فيـا خيـر خلـق اللـه ارجوك شافعا
فــأنت علـى العاصـين مثلـى تعطـف
وصــلى عليــك اللَــه والال دائمـا
وصـحبك مـا خطـت علـى الصـحف أحرف
ومـا قصـدت فـي السـير أعلام طيبـة
وجمــع وخيــف والصــفا والمعــرف
محمد بن نجم الدين بن محمد الصالحي الهلالي.شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق.له (سجع الحمام في مدح خير الأنام -ط) ديوان شعر في المدائح النبويةله: (سجع الحمام في مدح خير الأنام - ط) ديوان شعر في المدائح النبوية، و(سفينة الصالحي - خ) وهي مجموعة في الآداب والمحاضرات والتراجم، (سوانح الأفكار والقرائح في غرر الأشعار والمدائح - خ)..