
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نـــرى يـــدك ابتلــت بقائمــة العضــب
فحتــــام حتـــام انتظـــارك بالضـــرب
أطلــت النــوى فاســتأمنت مكـرك العـدى
وطـــالت علينــا فيــك ألســنة النصــب
إلام لنـــا فـــي كـــل يـــومٍ شـــكايةً
تعــج بهــا الأصــوات بحــاً مــن النـدب
هلــم فقــد ضــاقت بنــا ســعة الفضــا
مـــن الضــيم والأعــداء آمنــة الســرب
ونيــــت وعهــــدي أن عزمـــك لا ينـــي
ولكنمـــا قـــد يربــض الليــث للــوثب
أحاشــيك مــن غــض الجفـون علـى القـذى
وإن تملأ العينـــي نومــاً علــى الغلــب
مـــتى ينجلـــي النـــوى عـــن صــبيحة
نــرى الشـمس فيهـا طالعتنـا مـن الغـرب
فــــديناك أدركنــــا فــــإن قلبنـــا
تلظـــى إلـــى سلســال منهلــك العــذب
قــد العــزم واســتنقذ تـرائك مـن عـدى
تبــاغت عليكــم بالتمــادي علـى الغصـب
خلافـــــة حـــــق خصــــكم بســــريرها
نــبي الهــدى عــن جبرئيــل عــن الـرب
أدليـــت إليكـــم قائمــاً بعــد قــائم
ونــدباً لــه تلقــى المقاليـد عـن نـدب
ومــــا أمــــرت أفلاكهـــا باســـتدارةٍ
علـــى الأفــق إلا درن منــك علــى قطــب
مـــتى تشـــتفي منــك القلــوب بســطوةٍ
تـــدير علـــى أعــداك أرحيــة الحــرب
وأضـــمت علــى المــاء الحســين وأوردت
دمـــاء وريـــديه ســـيوف بنـــي حــرب
غـــداة تشـــفى الكفــر منهــم بموقــفٍ
جزرتــم بــه جــزر الأضـاحي علـى الكثـب
وغصـــت إلــى قــرب النــواويس كــربلا
بأشــــلاء قتلاكــــم موســــدة الـــترب
وظلــــت تجــــر العاديــــات عليهـــم
ذيــول ســوافي المــور منهــن والنكــب
فمــــا أخــــذوا إلا بغــــرة كتبهـــم
فســـحقاً وخســـراناً لمرســـلة الكتـــب
بأيـــــة عيــــنٍ ينظــــرون محمــــداً
وقـــد قتلـــوا صــبراً بنيــه بلا ذنــب
وجــاءوا بهــا شــوهاء خرقــاء أركسـوا
بهــا ســبة شــنعاء ملـء الفضـا الرحـب
شـــقوا وســـعدتم وابتلــوا واســترحتم
وخــابت مســاعيهم وفزتــم لــدى الــرب
عمـــىً لعيـــون الشــامتين بعظــم مــا
تجرعتمــــوه مــــن بلاء ومــــن كـــرب
ألا فـــي ســـبيل اللَــه ســفك دمــائكم
جهـــاراً بأســـياف الغضـــائن والنصــب
ألا فـــي ســـبيل اللَــه ســلب نســائكم
مقانعهــــا بعـــد التخـــدر والحجـــب
ألا فـــي ســـبيل اللــه حمــل رؤوســكم
إلـى الشـام فـوق السـمر كـالأنجم الشـهب
ألا فــــي ســـبيل اللَـــه رض خيـــولهم
جســومكم الجرحــى مــن الطعــن والضـرب
فيــــا لرزايــــاكم فريـــن مرارتـــي
بجــوفي وصــيرن البكــا والجــوى دأبـي
وفـــت لكـــم عينـــي بأدمعهـــا فــإن
ونــت لــم يخنكــم فــي كــآبته قلــبي
أأنســـى هجـــوم الخيــل ضــابحة علــى
خيـــام نســـاكم بالعواســـل والقضـــب
عشـــــية حنــــت جزعــــاً خفراتكــــم
بأوجههــا نــدباً لحــامي الحمـى النـدب
صــــرخن بلا لــــبٍ ومـــا زال صـــوتها
يغـــض ولكــن صــحن مــن دهشــة اللــب
فــأبرزن مــن حجــب الخــدور تــود لـو
قضــت تحبهــا قبــل الخـروج مـن الحجـب
وســــيقت ســــباياً فـــوق أحلاس هـــزل
إلـى الشـام تطـوي البيـد سـهباً على سهب
يســـار بهـــا عنقـــاً بلا رفــقٍ محــرمٍ
بهـــا غيــر مغلــول يحــن علــى صــعب
ويحضـــرها الطـــاغي بنـــاديه شــامتاً
بمـا نـال أهـل الـبيت مـن فـادح الخطـب
ويوضـــع رأس الســبط بيــن يــديه كــي
تــدار عليــه الــراح فـي مجلـس الشـرب
ويســــمع آل اللَــــه شــــتم خطيبـــه
أبــا الحسـن الممـدوح فـي محكـم الكتـب
يصـــلي عليـــه اللَـــه جـــل وتجــتري
علــى ســبه مــن خصــها اللَــه بالســب
وكــم خلــدت فــي الســجن منكــم أعـزةً
إلــى أن قضــت نحبــاً بطــامورة النجـب
إلـــى أن قضــوا لا غلــة أبــردت لهــم
ولــم يشــف صــدر مــن عنـاء ومـن كـرب
وأقصـــتك عـــن ســلطان ملكــك صــابراً
علــى الهضـم مغمـود الحسـام عـن الضـرب
تــرى فـي العـدى نبهـاً تـرائك لـم تجـد
ســبيلاً إلــى استخلاصــه مــن يـد النهـب
وقيــت الــردى أيـن اسـتقلت بـك النـوى
وفـــي أي وادٍ طـــاب مثواكـــأو شـــعب
ألـــم يـــأن أن تحظــى بقربــك شــيعةً
كـــم انتظــرت إنجــاز وعــدك بــالقرب
وتــذهب عنهــم ســبة العــار بيــن مـن
يعـــاديهم فـــي محضــكم خــالص الحــب
مـــتى أنـــا لاقٍ ضـــوء وجهــك قائمــاً
تقيــم حــدود اللَـه فـي الشـرق والغـرب
بطلعتـــه تزهـــو المعـــالي وأهلهـــا
كمــا تزدهــي بــالغيث أوديــة العشــب
وفيلقــــك الجــــرار غصــــت بخيلـــه
رحابالفيـــافي الملــس والأكــم الحــدب
عليهــا كمــاة عيــدها الحــرب أفرغــت
ســــوابغ داود علــــى أســــد غلــــب
نضــوا للــوغى تحــت المغــافر أعينــاً
تغــض لهــا عيــن الحســود مــن الرهـب
إذا اســـتعرت نــار الكفــاح تهــافتوا
عليهــا ورود الهيــم مــاءً علــى الغـب
دهـــوا مهــج الأعــداء بشــعواء غــارةٍ
علــــى أعوجيــــات المطهمـــة القـــب
يلــــوح لواهـــا كالعقـــاب مرفرفـــاً
علــى رأس منصــور مــن اللَــه بــالرعب
علـــى رأس منصـــور إذا ريـــع باســمه
خميـس العـدى أنهـار الجنـاح علـى القلب
وإن كشــرت عــن نابهــا الحــرب راضـها
ببــأس كفــى عــن ســل مرهفــه العضــب
وأبيــض مــن أســياف أحمــد لــم تــزل
تحــــاذره أعــــداه طائشــــة اللـــب
أبـــى اللَـــه إلا أن يريـــق دمـــاءهم
بــه ســفك مـن لا يعـرف الصـفح عـن ذنـب
تظـــل بـــه القتلـــى تمـــج بدجلـــة
ســـيول دم ذدن الظمـــاء عـــن الشــرب
بحيــث تقــول النــاس لــو أن ذاك مــن
بنــي فــاطم لــم يخـل مـن رقـة القلـب
فقـــم واملأ الـــدنيا فـــداؤك أهلهــا
بعــدل تقيــل الشــاة فيــه مـع الـذئب
وأضـــف علينـــا بـــرد عطفــك سائســاً
جميــع أمــور الخلــق بــالعزل والنصـب
وقـــم قاضـــياً حـــق العلــى بعــزائم
تهــب هبــوب الريـح فـي الشـرق والغـرب
وإنــــي لراجٍمــــن ســــماحك نفحــــةً
تـــوطئ رحلـــي فـــوق عرعــرة الصــعب
وتهجــم بــي مقــدام جيــش علـى العـدى
لا شـــفي باستئصـــال شـــأفتهم قلـــبي
أغثنـــا بـــه اللهـــم دعـــوة مقســم
عليك بخير الخلق بخير الخلق أحمد والحجب
عليهـــم صـــلاة اللَــه مــادام ذكرهــم
يجلـــي عــن المكــروب داجيــة الكــرب
عبد الحسين بن محمد بن علي بن حسين الأعسم.فقيه أديب، شاعر ماهر.ولد في النجف ونشأ بها على أبيه، وحضر مع أبيه على عدد من شيوخ النجف الكبار.له نظم.وله: (ذرائع الأفهام إلى أحكام شرائع الإسلام - خ)، (الرحلة الأعسمية إلى الديار الهندية -ط)، (شرح أرجوزة والده في المواريث - ط).