
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـو كـان سـلوان قلبي فيك مقدوراً
مـا كنـت فيـه بشـرع الحب معذورا
مـن أية الطرق يأتيني السرور ولا
تـراك عينـي قريـر العيـن مسرورا
هيهــات تأميـل قلـبي للمسـرة أو
ألقــاك جالبهــا قبــاً محاضـيرا
تشــفي بهــا غللاً أضــحت مســيرة
إلــى انتـدابك منظومـاً ومنثـورا
لا تشـتهي النفـس مسـموعاً سوى نبأ
عنهــا ولا تسـتلذ العيـن منظـورا
وأحـر قلبهـا مـن طول انتظارك لا
قاسـيت مـن بعد ذاك الصبر تأخيرا
فكــم تـرى فيئكـم نهبـاً وشـرعكم
ممزقــاً وكتــاب اللَــه مهجــورا
شـاطرت آبـاءك البلـوى وزدت بـأن
طـالت عليـك بعيـد الـدار مستورا
أفـدي الألـى بـذلوا للدين أنفسهم
ملقيـن فـي جـانب اللَه المحاذيرا
لـــم أدر أي رزايــاهم أعــددها
هيهـات لـم أسـتطع عنهـن تعـبيرا
لــولا رضـاهم بمـا الرحمـن قـدره
عليهـم لـم يـروا تلـك المقاديرا
لهفـي لمـن ودهـم أجر الرسالة لم
يـروا سـوى علـى الشـحناء منشورا
مـن مبلـغ المصـطفى استعمال أمته
مـن بعـده نسـخ وحي اللَه بالشورى
جاشـت علـى آلـه ما ارتاح واحدهم
مـن قهـر أعـداء حـتى مات مقهورا
قضـى أخـوه خضـيب الـرأس وابنتـه
غضــبى وسـبطاه مسـمومار منحـورا
أعـدى غريـب رسـول اللَه إذا شخصت
بــه مــن الـبيت كـت ضـمنت زورا
سـيم الدنيـة فاختـار المنيـة لم
يخطـر علـى بـاله المحذور محذورا
نهـت يـدا ابـن زيادٍ كيف يطمع في
إذلال مـن لـم يـزل بـالعز مذكورا
هـو الحسـين الأبـي الضيم من شرعت
علاء نهجــاً لصــون العـز مـأثورا
فــازت بنصــرته للَــه أسـد شـرىً
كـانت مخالبهـا الـبيض المباتيرا
ترتــاح للحـرب لا تـدري بأنفسـها
يلقـى عـدىً أم تلاقـي خـرداً حـورا
للَــه كـم لهـم مـن سـطوة تركـوا
بهــا ظهــرة ذاك اليـوم ديجـورا
وقـوه حـتى أبيـدوا فاغتـدى غرضاً
للنبـل مـن بعد ما كانوا له سورا
هنـاك دمـدم ثبـت الجـأش محتقـراً
بشــدة البـأس هاتيـك الجمـاهيرا
واســـتظموه مــتى يهمــز مطمــه
علــى كتــائبهم فــرت مــذاعيرا
ينقــض ختطفـاً كبـش الكئيبـة مـن
ظهـر الجواد اختطاف الباز عصفورا
يغشـاهم فيـاخلون السـما انطبقـت
على الثرى أو غشت أطوادها القورا
لـولا القضـا كـان لا يبقـى لآل أبي
ســفيان فــي الأرض ديـاراً ولادورا
واهـاً لتلـك الأسـود الغلب تنشبها
أيـدي المقـادير تضـميخاً وتعفيرا
إن نهنهتهـا للمنايـا عن فرائسها
فبعـد مـا خضـبت منهـا الأظـافيرا
يـا وقعـة الطف كم أوقدت في كبدي
وطيـس حـزن ليـوم الحشـر مسـجورا
كــأن كــل مكــان كــربلاء لــدى
عينــي وكــل زمـانٍ يـوم عاشـورا
لهفـي لظلـم على شاطي الفرات قضى
ظمـآن يرنـو لعـذب المـاء مقرورا
لا غـرو أن كسـفت شـمس الضحى حزناً
علـى مـن اقتبسـت من نوره النورا
وأعـولت فـي السـما الأملاك مزعجـةً
ضوضــاؤها العـرش تهليلاً وتكـبيرا
يـا ليـت عيـن رسـول اللَـه ناظرةً
رأس الحسـين علـى العسـال مشهورا
وجســمه نســجت هـوج الريـاح لـه
ثوبــاً بقـاني دم الأوداج مـزوررا
إن بــق ملقــى بلا دفـن فـإن لـه
قــبراً بأحشـاء مـن والاه محفـورا
لـم يشف أعداه مثل القتل فابتدرت
تجـري علـى جسمه الجرد المحاضيرا
يـا عقـر اللَه تلك الخيل إذ جعلت
أعضـــاءه لعواديهـــا مضــاميرا
ويـل ابـن آكلـة الأكبـاد كم جلبت
يـداه للـدين كسـراً ليـس مجبـورا
لــم يكفــه قتلـه أبنـاء فاطمـة
حـتى سـبا الفاطميـات المقاصـيرا
لهفـي علـى خفـرات المصـطفى هتكت
أسـتارها بعـد مـا عـودن تخـديرا
ينظـــرن أرؤس قتلاهـــن ســـائرةً
أمامهــا بينهـا السـجاد مأسـورا
مـن مبلـغ المرتضى أن العدى صدعت
أهليــه نصــفين مقتـولاً ومقهـورا
مصـيبة أسـعرت فـي القلب نار جوىً
يزيــدها مســتمر الـذكر تسـعيرا
يــا آل أحمـد كـم حلـت فجـايعكم
وكــاء عينـي بـدمع ليـس منـزورا
إن لـم أحـم برثـائي حلـو قـدركم
فلســت أتــرك بالمعسـور ميسـورا
رجـوت منكـم وإن لـم يرضـكم عملي
عفـواً يصـافح وجـه الـذنب منثورا
بكـم وثقـت فلـن أخشى الذنوب إذا
غــدت ولايتكــم للــذنب إكســيرا
عليكـــم صــلوات اللَــه دائمــةً
مـادام مجـدكم فـي اللـوح مسطورا
عبد الحسين بن محمد بن علي بن حسين الأعسم.فقيه أديب، شاعر ماهر.ولد في النجف ونشأ بها على أبيه، وحضر مع أبيه على عدد من شيوخ النجف الكبار.له نظم.وله: (ذرائع الأفهام إلى أحكام شرائع الإسلام - خ)، (الرحلة الأعسمية إلى الديار الهندية -ط)، (شرح أرجوزة والده في المواريث - ط).