
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـخوا للمعـالي بالنوفس النفايس
كـذا كل من يشري المنى لم يماكس
وفـازوا بهـا في النشأتين سعادةً
كبــت دونهـا أنفـاس كـل منـافس
هـي الرتبـة القعسـاء جل مقامها
لـدى اللَـه أن ترقـى لها كف لامس
بهـا ظفـرت مـن ألزمـوا عزماتهم
حفـاظ المعـالي بابتذال النفايس
حـدتهم إلـى نصـر ابن بنت نبيهم
حميــة ديـن لـم تشـب بالدسـائس
فهبـوا إلـى حـرب تقـاعس أسـدها
تخـالس طرفـاً للـوغى غيـر نـاعس
تهــاوت عليهــم خيلهـم مشـمعلةً
كمـا اسـتبقت للورد هيم الخوامس
فخاضـوا لظاهـا مسـتميتين لا ترى
عيــونهم الفرســان غيـر فـرائس
بــأبيض مصـقول الغراريـن قـاطع
وأســمر مهــزوز المعـاطف مـائس
وســابغة مــن نسـج داوود تـوجت
مغافرهــا بـالبيض فـوق القلانـس
ضـراغم غيـل لـم تهـب رشـق راجل
بنبـل ولا ترتـاع مـن طعـن فـارس
بـدت خفـرات المصـطفى ينتـدبنهم
مـــذعرة أحلامهـــا بالوســـاوس
فأبصـرن منهـم مـا به طين أنفسا
بــأمنع حــام للحقيقــة حــارس
فللَـه تلـك الفنيـة ازدلقـت لها
ثلاثـون ألفـاً بالغضـون الضـوارس
فــأذكت عليهـم نـار حـرب جلاهـم
سـناها جلاء الصـبح دهـم الحنادس
وحفـــت بمولاهــا تجــدل دونــه
أشــاوس حــرب أردفــت بأشــاوس
كفتــه عــداه واغتـدت مهجاتهـا
لـه جننـا مـن نيلهـا المتكـاوس
إلـى أن فـدته بـالنفوس فلم يجد
مجيبـاً لـه غيـر العـدو المخالس
بــدا محمــداً ضوضـاءهم بزئيـره
عليهـم فلـم يمـع لهـم صوت هامس
وأوقرهـم وعظـا فلـم يلـف ملمسا
بهـم فثنـى هـن وعظهـم عطـف آيس
وأهـوى إليهـم طامن الجاش موقداً
عليهــم لظــى جشـاءة لـم تلامـس
ومبتهـج فـي حومـة الحرب حيث لا
يشـاهد مـن أبطالهـا غيـر عـابس
يشــد علـى جيـش الأعـادي بصـارم
أبــى غمــده إلا رقـاب الفـوارس
إلـى أن جـرى حتم القضا وترادفت
فـوادح لـم تخطـر علـى بال حادس
مصـائب لـم نـبرح لهـا عكفاً على
مواقــف حــزن أعــولت ومجــالس
شـجتنا فمـا نـدري أتطوي ضلوعنا
علـى حـرق مـن ذكرهـا أم مقـابس
فلهفـي ولا يشـفي التلهـف لوعـتي
علـى رايـة الإسـلام دانـت لنـاكس
ويـا عظـم خطـب المسلمين بفقدهم
أمــام أصـابتهم بـه عيـن نـافس
وخـامس أصـحاب الكسا ما حظت لهم
يــد الفضــل إلا جبرئيـل بسـادس
وأصـيد نفـار عـن الضـيم لا يـرى
غمـار المنايـا غيـر تهويم ناعس
تمنــت عــداه خطمهــا لشــهامة
لـه شـحطت عنهـم علـى ظهـر شامس
ورامـت لهـا الـويلات تسليمه لها
وكيـف تنـال الشمس أيدي اللوامس
وهيهـات أن يرضـى الحسـين بذلـة
أبتهــا أصـول زاكيـات المغـارس
فحلـق عنهـا وامتطـى صهوة الردى
يـرى الذل أخزى وسمة في المعاطس
أحاشـي أبي الضيم أن تحسو العدى
لـه قـدحاً لولا قضا اللضه ما حسي
ويبقى ثلاثاً في الهجير على الثرى
تكفنــه أذيــال سـافي الروامـس
ويرسـل مـن كوفـان للشـام رأسـه
إلـى فـاجر فـي غمرة الكفر راكس
ويقـرع ثغـراً منـه كـم شـم جـده
بمرشــفه ريــا جنــان الفـرداس
ويــؤتي بأسـر الطـالبين تشـتكي
مرافقهــم عـض القيـود النـواهس
وتسـبي إليـه الفاطميـات والغـاً
تشـفيه فـي تقريعهـا في المجالس
لـه الويـل كم للمصطفى عنده دما
جـرت بيـن شـاطي نينوي والنوارس
فلهفـي علـى تلك الدماء فلم تزل
تلظـى لهـا فـي القلب شعلة قابس
ولـولا ترجـي النفـس طلعـة ثـائر
بهـا أنـا مـن نصـري له غير آيس
لمـا كنـت أسـتقي لهم بعد رزئهم
حيــاة بهـا ضـاقت علـى منافسـي
أبيـت وأضـحى والهـا أظهـر الأسى
ومستوحشــاً أبــدي طلاقــة آنــس
إلـى أن يعز اللَه دين الهدى بمن
يجـــدد مــن آثــاره كــل دارس
ويخصــب مـن سـاحاتها كـل ممحـل
ويــورق مـن أعضـائها كـل يـابس
وتسـمو لـه ف يالخـافقين عـزائم
يقاضـي لنشـر العـدل غيـر نواعس
يجــب بهـا عـرق الضـلال وتكتسـي
بهـا سـروات الرشـد أسنى الملابس
لوجهتــك ابــن العسـكري تـوجهت
هـداياي يـذكو عرفها في القراطس
فجـد لـي باستنشـادها جدة الرضا
لـــدعبل باســـتناده لمـــدارس
عبد الحسين بن محمد بن علي بن حسين الأعسم.فقيه أديب، شاعر ماهر.ولد في النجف ونشأ بها على أبيه، وحضر مع أبيه على عدد من شيوخ النجف الكبار.له نظم.وله: (ذرائع الأفهام إلى أحكام شرائع الإسلام - خ)، (الرحلة الأعسمية إلى الديار الهندية -ط)، (شرح أرجوزة والده في المواريث - ط).