
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عنــدليب البشـر غنـى طربـاً
صــادحاً يشــدو بلحـن مـؤنس
وحميــا اللهــو شـعت حببـا
مـذ سـعى ساقي الهنا بالأكؤس
نشـر الأفـراح في الدهر لواء
بالهنـا تخفـق منـه العذبات
ولطيــب الأنـس عبـاق الشـذا
طبقـت نفحتـه السـت الجهـات
ومحيـا الكـون وضـاح السـنا
قبسـت منـه الـدراري جـذوات
بالســما قـد لقبوهـا شـهبا
وهــي منــه قبــس المقتبـس
لـو خلـت مـن نـوره ما ثقبا
نيــر منهــا بــوجه الغلـس
أينعـت بـالأنس أثمار الحبور
مذ سقاها البشر وطفاء الهنا
وزهـا روض الأمـاني بالسـرور
مـذ ضـباه فتقـت روض المنـى
وتبـدي الـدهر مفـتر الثغور
عبقــاً فـاق شـذاه السوسـنا
ما فتيت المسك ما نشر الكبا
مـا الخزامـى ما ندي النرجس
أيـن مـن أنفاسـه ريح الصبا
ســحراً تحمــل طيــب النفـس
يـا نـديمي أمـزج الراح لنا
بلمـاك العـذب واشرب واسقني
خمــرة تــذهب عنـا الحزنـا
وبهــا نصــرف صــرف الزمـن
واجلهــا راحـاً كخـديك سـنا
واعطنيهــا فهـي روح البـدن
مــا أحيلاك ويـا مـا أطيبـا
مــن ثنايــاك حميـا اللعـس
إن يـذق صـهباءها ميت الصبا
جعلــت فيــه حيــاة الأنفـس
قهــوة شـعت بآفـاق الكـؤوس
فأمــاطت بســناها الغيهبـا
وبـدت تزهـو لنا مثل الشموس
نــثر المــزج عليهـا شـهبا
زفهـا السـاقي من الدن عروس
وجههـا مـن عهـد عـاد حجـاب
كــل مــن ذاق حمياهـا صـبا
هائمــاً فــي لبـه المختلـس
بـات حاسـيها يميـت الوصـبا
خســرت صـفقة مـن لـم يحتـس
بنـت كـرم مـن سـنا جـذوتها
فـي بهيـم الليـل لاحـت سـرج
ولكــم أمســت علـى شـعلتها
تتهــادى كــالفراش المهــج
مـا علـى مـن هام في نشوتها
صــابياً أي والتصــابي حـرج
ســنة كســرى إليهــا ذهبـا
والملــوك الصــيد بالأنـدلس
يجتلـــي أكؤســـها غريـــر
أخـرس الحجليـن غريـد الشنف
ذو محيـاً يخجل البدر المنير
طلعــة والشــمس نـور وشـرف
ما له في الحسن إن ماس نظير
فضــح الأغصــان لينـاً وهيـف
إن رنــا خلـت حسـاماً ذربـا
مصـلتاً فـي يـوم حـربٍ معبـس
لـم يـزل يدمي بمشحوذ الشبا
مهــج الأنــس وقلــب الأشـوس
رشــأ يــزري بــوجه وقـذال
بضـحى اليـوم وديجور الليال
وبأعطــــاف وأرداف ثقـــال
بغصـون البـان ناءت في جبال
وبمعســول الثنايـا بـالزلال
وبوضـــاح جـــبين بــالهلال
ونجيــد والتفــات بالظبــا
وبليـــن بالرمــاح الميــس
وبألحـــاظ مــواض بالضــبا
وبنــوني حــاجبيه بالقســي
مـاج مـاء الحسـن فيـه فسقى
عنمــا فــي وجنـتيه وبهـار
وبــه شــب السـنا فاحترقـا
عنـبر الخـال وريحان العذار
هــم جـن الصـدغ أن يسـترقا
مـن سماء الخدر نور الجلنار
كلمـــا دب إليهــا عقربــا
وجـــدتها ملأت فـــي حـــرس
فـانثنت تلـوي عليها الذنبا
مــذ رمتهــا بشــهاب قبــس
تـه دلالاً أيهـا الغصن الرطيب
وتحكـم فـي الهوى ما تشتهيه
فحـبيب لـي مـا يجني الحبيب
وفـؤادي يرتضـي مـا يرتضـيه
إي وخـال لك يحكي المسك طيب
وبهـار فيـك معـدوم الشـبيه
لعــذابي أنــت كنـت السـبا
وســواك اللــب لــم يختلـس
وغرامـي فيـك يومـاً مـا أبى
تلــف النفــس لحــب الأنفـس
فـاقض مـا شـئت بصوب مستهام
قلـق الأحشـاء مـذعور الفؤاد
حـاربت أجفـانه طيـب المنام
بعدما قد سالمت فيها السهاد
شـفه الوجـد وأضـناه الغرام
وبـراه الشوق من بعد البعاد
بـات عمر الليل يرعى الشهبا
أرقــاً يرقــب خلـع الحنـدس
فـإذا مـا وجـده الواري خبا
أججتــه جــذوة مــن نفســي
أيهـا الشادن ما هذا النفور
أدلالاً أم جفـــــــاء أم ملال
فعلام يـا أخـا البدر السفور
تمنـع العاشـق لـذات الوصال
فمـتى أرمـق فـي طرف الحضور
أم مـتى المح في برج الخيال
أعــذابي عنــدكم قـد عـذبا
أم مطــالي لــذة المسـتأنس
إن تعـد لـي عـاد عودي رطبا
خضــل الأغصـان ليـن الملمـس
مــن عـذيري مـن ظـبي أتلـع
نـاعس الألحـاظ يحسـو الوسنا
غيـر حبـات الحشـا لـم يرتع
وســوى ســودائه مــا سـكنا
عبجــاً أهفـو لـه وهـو معـي
بمحــاني أضـلعي لا المنحنـى
كــدت أن أقضــي منـه عجبـاً
كيـف صـالي مهجـتي لـم يهجس
وهــي مــن خـديه شـبت لهـا
وهـو مـن جمرتهـا قـاب قسـي
أبلــج شعشـع أرجـاء الـدنا
مـذ تبـدى مسفر الوجه الحسن
قلـت يـا شادن ما هذا السنا
قـال هـذي صـبغة اللَـه ومـن
هـز منـه الـدل عطفـاً لـدنا
لـو رآه راهـب الـدير افتتن
وصــبا لبــاً وعـاف الصـلبا
وأبـى النسـك بـبيت المقـدس
ولــه مــن دون عيسـى ضـربا
بـــالنوافيس لــه والجــرس
أنـا ممـن فيـه عقلـي سـلبا
وســوى دعــوته لــم أســمع
مـن رأى شـرع التصابي مذهبا
فليخـض فـي لجـج العشـق معي
وإذا مـا خـاف موجـاً كالربى
قلـت يـا أيتهـا الأرض ابلعي
وليــس دهــراً يحـث النجبـا
تــــترامى بطريـــق يبـــس
وعــن السـير إذا مـا رغبـا
قلـت يـا حادية العيس احبسي
عبد الحسين بن إبراهيم بن يحيى من آل صادق.شاعر عاملي من رجال التربية والتعليم، مولده بالنجف، ودراسته في قرية الخيام (بجبل عامل)، ثم بالنجف.أنشأ المدرسة الحسينية في النبطية، وتوفي فيها.له ثلاثة دواوين (سقط المتاع)، و(عفر الظباء)، وعرف الولاء) طبع الأخير ابن له بعد وفاته.له: (جامع الفوائد - ط)، و(الصلحاء).