
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا بلـدة أصـبحت لبنـان ناضـرة
بيــن البلاد بهـا حييـت مـن بلـد
طـابت هـواء وطـابت منظـراً وصـفا
بهـا المقـام لأهـل الـدين والرشد
هـي الشـفاء لـدائي لا العذيب ولا
ظبـاء جيـرون ذات الغنـج والغيـد
فــإن شــوقي إليهــا لا لكاعبــة
بيضــاء تبســم عـن در وعـن بـرد
لميـاء مصـقولة الخـدين كـم صرعت
ليثــاً فــراح بلا عقــل ولا قــود
ألـق العصـا بفناهـا غيـر ملتفـت
إلــى الأبيـرق فالـدهناء فالسـند
تعـش مـن الـدهر فـي أمن وفي دعة
بهــا ومهمـا تـرم مـن لـذة تجـد
ســقياً لهــا ولأيــام بهـا سـلفت
بغبطــة ولعيــش لــي بهــا رغـد
مضـت وشـيكا وما ابقت علي سوى ال
وجــد المـبرح والتـذكار والسـهد
فليـت يرجـع غـب النـاي لـي زمـن
طــابت أصــاله فــي ذلـك البلـد
طـــال الفـــراق فلا آت نســائله
ولا كتــاب يوافينــا علـى البعـد
إذا تــذكرت فيهــا أعصـراً سـلفت
أكـاد أقضـي مـن الأشـجان والكمـد
وإن تــذكرت أقــوامي بهــا وذوي
مــودتي هــدّ تـذكاري قـوى جلـدي
محضــت ودي لهــم طـرا وإن سـطعت
لـي منهـم آيـة الشـحناء والحقـد
واحـرّ قلبـاه كـم قـد نـابني جلل
منهـم يفـرق بيـن الـروح والجسـد
أشكو إلى الله والرحم القريبة ما
لاقيـت منهـم مـن التبريـج والنكد
لـم يرقبـوا ذمـة لـي عندهم أبداً
سـيما الهمـام الأغر الماجد النجد
طـود الفخـار الـذي عـزت فضـائله
بيـن الأنـام عـن الإحصـاء والعـدد
طلــق المحيـا جـواد لا يضـن بمـا
لـديه مـن طـارق الأمـوال والتلـد
عـذب المـذاق خفيـف الروح ذو خلق
زاه ومجــد بهــام النجـم منعقـد
مـولى بـه شـمل اشتات المفاخر قد
أمسـى جميعـاً وشـمل المال في بدد
فيـا ثمـال العفـاة المسنتين إذا
مـا الغيـث أكدى فلا يلوي على أحد
أشــكو إليـك زمانـاً صـال حـادثه
علــي غيــر مبــال صــولة الأسـد
وقــد عـددتك إن أعـدى علـي حمـى
منـه فلـم يغـن أعـدادي ولـم يفد
بـالغت فـي الهجر حتى خلت من جزع
أن ليـس للهجـر عمر الدهر من أمد
مـا كنـت أعلم من قبل البعاد بأن
يفـوتني بطشـها فـي النائبات يدي
كلا ولا كنــت أدري قبلكــم أبــدا
بــأن ســهمي يومــاً مـوهن عضـدي
مهلا فقـد جـزت حـد الصـد وانبعثت
لـي منـك أشياء لم تخلج على خلدي
حسـب ابـن عمك ما أدلى الزمان به
اليــه مــن نكبـة هـدت ذرى أحـد
غــداة قطـب رحـى الإيمـان غـادره
ريـب المنـون رهيـن الترب والثأد
فيــا لهــا فجعــة عمـت وقارعـة
طمـت بقلـب الهـدى والدين والرشد
أودت بأبلــج وضـاح الجـبين ومـص
بـاح مـن اللـه أن ليـل دجـى بقد
وســـيد بـــارع تلتـــف بردتــه
علـى فـتى بـالتقى والجـود منفرد
طلـق اليـدين بفعـل المكرمات سمت
بــه لأقصـى المعـالي نفـس محتشـد
العـالم الحـبر غيث المعتفين ومن
بمثلـه الـدهر لـم يسـمح ولم يجد
للـه نعـي مـن الشامات قد ورد ال
العـراق يـا ليتـه يا قوم لم يرد
ومـذ أتـى النجـف الميمـون طارقه
فزعــت منـه بآمـالي إلـى الفنـد
حـتى الله بعامل من آل الأمين فتى
ظلـت لـه راسـيات الـبيت فـي ميد
يـاقبر أحمـد قـد واريـت بدر هدى
يهـدي العبـاد سبيل المفرد الصمد
مـولاي خلفـت مـذ قوضـت فـي كبـدي
نـار الأسـى وبعينـي غـائر الرمـد
وكنــت لـي سـيداً كهفـاً ومسـتنداً
فـاليوم لـم يبـق من كهف ومن سند
وقـد حسـبت بـأن يصـفو بكـم زمني
وإن يفيـض بكـم بيـن الـورى ثمدي
يــا راحلا وســلوي عنــه يتبعــه
فـدتك نفسـي هـل للـبين مـن أمـد
وهـل علمـت بـأني اليـوم ذو كبـد
حــرى ودمــع علـى الخـدين مطـرد
هيهـات مـا رمـت أن السمع في صمم
عمــا تقـول وإن القلـب فـي صـفد
إن الســلو لمحظــور علــى كبـدي
ومــا الســلو بمحضـور علـى كبـد
لـو لـم يكـن عنه لي من بعده عوض
لكنــت أبكــى عليــه آخـر الأبـد
محمــد خلــف الماضـين إن بـه ال
ســلو لـي والأسـى عـن كـل مفتقـد
فـرع العلـى الذي منه العلى نزلت
بســيد ماجــد غمــر النـدا حشـد
وعـــالم عامــل طــابت ســريرته
وكــوكب فــي سـماء الفضـل متقـد
فيـا سـنادي إذا مـا خـانني زمـن
ومعقلــي إن عــرا خطـب ومعتمـدي
وصـارمي المنتضـى فـي كـل نائبـة
تلــم بــي وسـناني عنـدها ويـدي
فخــذ بضــبع أخ يفــديك إن جلـل
نحـاك بالمـال بـل والنفس والولد
واحذر لك الخير يوماً أن تكون إذا
نـوديت فـي حـادث مـن معشـر رقـد
فخـذ إليـك أخـا العليـاء فاقيـة
كلؤلــؤ فـي نحـور الحـور منتضـد
قـد زادهـا فضـل حسن أنها اشتملت
علــى مديــح علاك البـاذخ العمـد
مــن مخلــص بـولاك الـدهر معتصـم
وذي وداد بحبـــل منـــك معتضــد
لا زلـت مـا هـدر القمـري فـي فنن
غيثــاً لمســترفد غوثــاً لمضـطهد
ودم وكعبــك طــول الـدهر مرتفـع
علــى منــاكب أهـل الزيـغ والأود
وعــش وقومــك فيعــز وفــي نعـم
تـترى علـى رغـم ذي زيـغ وذي حسد
كاظم بن أحمد الحسيني العاملي الملقب بالأمين.شاعر معروف، وعالم جليل.قال عنه المحقق الطهراني في النقباء: من سادات القشاقشة، المتبحر الخبير في الفقه والأصول وفنون الأدب، له مجاميع علمية وأدبية مشحونة بالحكايات والتواريخ.له شعر في رثاء عدد من أعلام عصره.توفي في النجف.