
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مصـابك أورى فـي فـؤاد الهدى نارا
وفقـدك أجـرى مـدمع العيـن مدرارا
ورزؤك أشــجى المســلمين فأصـبحوا
يعومـون فـي بحـر مـن الهـم تيارا
وخطبــك ألـوى فـي نهـى كـل عـالم
وأسـعر نـاراً بيـن جنـبيه أسـعارا
ونعيـك قـد أودى بسـمع ذوي الحجـي
وأوردهــم حــوض المنيــة إذعـارا
ظعنـت أبـا عبـد الحسـين فلـم يدع
نـــواك حشـــى إلا وأججــه نــارا
وخلفـت أهـل العلـم والـدين بعضهم
يمـــوج ببعــض غــائبين وحضــارا
فيــا لــك مفقـوداً تهـدمت العلـى
لـه وعمـاد المجـد مـن بعـده مارا
سـبرت الـورى طـراً فلـم أر ماجـداً
ســواه لمــاذيّ الفضــائل مشـتارا
هـو العـالم الـبر الـذي ضاع فضله
وسـار مسـير الشـمس نجـدا وأغوارا
بعيــد منــاط الفخـر يلتـف بـرده
علــى علــم عـم البسـيطة أنـوارا
وأبيــض وضــاح الجـبين علـى سـوي
الفضـائل والمعـروف مـا شد أزرارا
فــتى نزلــت منــه العلـي بمعظـم
سـما علمـاء الـدهر فضـلا ومقـدارا
فـتى كـان غوثـاً للـورى مـن حوادث
الزمـان وليثـاً يرعـب الدهر هصارا
فــتى كــان للإسـلام درعـاً وللهـدى
قنـــاة وللإيمــان أبيــض بتــارا
لقــد أوسـع الأيـام علمـاً ونـائلا
فأرشــد أطــواراً وارفــد أطـوارا
ولـم نـر مـن يـدعى سواه من الورى
ليسـر إذا مـا سامنا الدهر إعسارا
أقـام عمـاد الـدين دهـراً ومذ قضى
تـداعى وصـبح العلـم أصـبح منهارا
وزينـت بـه الـدنيا زماناً ومذ مضى
رمتنــا بـانواع المكـاره إنكـارا
وســاس أمـور المسـلمين فلـم نجـد
لعمــرك ذا نهــي ســواه وأمــارا
وأعلـى منـار الحـق فـي كـل وجهـة
وأسـدى لهـا الإحسـان سـرا وإجهارا
فيــا ظاعنـاً والنسـك ملـء إهـابه
ومـر تحلا والخيـر فـي أثـره سـارا
أيــورق دوح العلـم يومـا ونجتنـي
وراءك مـن أغصـانه الملـد أثمـارا
وهــل يجــد الطلاب بعــدك مســعفا
على الدين والدنيا لهم حامياً جارا
وهـل يخلفـن الـدهر مثلكـن كافيـاً
تـزول بـه الجلـى إذا صـرفه جـارا
ومــن لعلــوم الآل بعــدك كــافلا
يــبين معتاصــاً ويكشــف أســتارا
ومــن ذا الأحيـاء الليـالي تهجـداً
يرتـــل قرآنـــا يــررد أذكــارا
ومـن فـي الـورى للفقه يدأب ساهرا
فيــورد انظــاراً ويــدفع انظـارا
ومــن لاصــول الــدين أو لفروعــه
يحقــق منهــا مـا تشـابه إظهـارا
ويبــدي خفيــات الرمــوز وينثنـي
ينقــح منهــا مــا تسلسـل أودارا
وحســبك فضــلا خالــداً فـي جـواهر
الكلام فكـم أبـدى مـن الحق أسرارا
كتــاب بــه فصــل الخطـاب وروضـة
مـن العلـم تزهو مدة الدهر أزهارا
وبحــر محيــط بالحقــايق والهـدى
وفرقـان علـم جلـل الـدين أنـوارا
فبعــداً لــدهر أفجعتنــا صــروفه
وجـرت علينـا فيلـق الحـزن جـرارا
ولا در در الحادثـــــات فإنهــــا
سـقتنا مـن الأشـجان رنقـاً واكدارا
بنازلــة فـي الـدين جلـت فألبسـت
لعمـرك أهـل الـدين رنقـاً واصغارا
بفقـد إمـام الكـل فـي الكـل حارس
الشــريعة واهــا وروداً واصــدارا
فيـا نازحـا ألـوت بـه نحـب القضا
ومـرتحلا حـادي المنايـا بـه طـارا
ليهنــك مــا أصــبحت فيـه منعمـا
لـدى جنـة المـأوى عشـياً وابكـارا
أيعلـــم قــبر ضــم شخصــك أنــه
ثـوى فيـه بحـر دونـه البحر زخارا
أيعلـم مـاذا فـي ضـريحكن مـن حجى
وعلـم غزيـر بعـده ذو الحجـى حارا
لئن ضـــل ركـــب يممــوك هــداهم
عــبير تـراب فيـك مـازال معطـارا
وإن كنــت فيــه فــائزاً وتركتنـا
ذوي حســرة أورت باحشــائنا نـارا
فــإن لنــا حســن العـزاء بفتيـة
بـدوا في سماء المجد شهبا وأقمارا
بنيـك الكـرام الأنجـبين ومـن حووا
مـن العلـم والعلياء عوناً وابكارا
فـذو المجد إبراهيم طال على السها
وفـاق الـورى مجـداً وجودا وإيثارا
وفـرد النهـى عبـد الحسـين سـميدع
حليـف التقـى بيـن الملا علمه سارا
أخـو كـرم أوفـى علـى الـدهر همـة
بهـا نـال من أسنى المعارف أوطارا
جــوادا علــى آثــار والـده حـرى
فجــاراه افضــالا وبـاراه أفكـارا
عليــم توســمنا بجبهتــه الهــدى
فآنســنا مــن طـور سـينائه نـارا
وسـبطاك مـن قـد احرزا أجمل الثنا
همـا أصـبحا للمجـد سـمعا وأبصارا
سـقى الـرائح الغـادي ضريحاً يضمنه
وجللــه عفــو مــن اللـه مـدرارا
ولا زالـــت الأملاك تهبــط بالرضــا
علـى قـبره مـن حضـرة القدس زوارا
كاظم بن أحمد الحسيني العاملي الملقب بالأمين.شاعر معروف، وعالم جليل.قال عنه المحقق الطهراني في النقباء: من سادات القشاقشة، المتبحر الخبير في الفقه والأصول وفنون الأدب، له مجاميع علمية وأدبية مشحونة بالحكايات والتواريخ.له شعر في رثاء عدد من أعلام عصره.توفي في النجف.