
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طرفــك لا يقــوى عليــه أحـد
بالغنـج مـاض لا تقيـه الـزرد
كسـرت جفنـا بـالفتور فانبرى
يفعــل مــا لا يفعـل المهنـد
لا تكســر الجفــن فـان سـيفه
أصــاب أحشــائي وهــو مغمـد
جرحتنــي فيــه بلا ذنـب سـوى
أنــي معنــى بهــواك مكمــد
سـل عن دمي عندم دمعي فهو قد
أودع عينــي حمــراً لا الرمـد
ســـفكته فـــوق محيــاك وذا
خــدّك مــن نضــح دمـي مـورد
وهـــذه وجنتـــه وان تكـــن
يجرحهـا اللحـظ بقتلـي تشـهد
آه علــى نــار بخــديك ذكـت
ومثلهــا فــي كبـدي لا تخمـد
نـار بهـا مـاء الصـبا مسلسل
وكلمـــا مـــاج بــه تتقــد
مـــا أنــت إلا صــنم مصــوّر
إيــاك يـا رب الجمـال نعبـد
أخلصـت شـوقي لـك لم أشرك به
ســواك إنــي وأنــا الموحـد
لــي المحيــا قبلــة وإنمـا
يـدعو الهـوى قلـبي له فيسجد
أتلـو لـه سـورة يوسـف وللـع
اذل لا أتلــو ســوى تبـت يـد
تعــرف القلـب يطـوف بالصـفا
سـعياً لـه والحـبّ ليـس يجحـد
أحــوم لكـن فـي هـواه ومـتى
حـرّ جمـار الوجـد عنـيّ يـبرد
أهـدي لـه دمـاء أحشـائي ومن
عقيقهــــن نحــــره مقلـــد
رشـــا اذا غـــازلته غزيــل
وان رآك الفتــك فهــو الأسـد
حــلّ عـرى صـبري بعيـن نفثـت
سـحر الهـوى وليـس فيهـا عقد
إن مرضــت مـن الفتـور عينـه
فمــا لهــا إلا القلـوب عـود
ســدَّد لـي سـهماً بقـوس حـاجب
لكـــن بهــدب جفنــه مســدد
قرَّبــه مــن كبـدي وقـال لـي
دع نصـله يحنـو عليـه الكبـد
فالسـهم ان قربتـه من كبد ال
قــوس يفــوت مترعــا ويبعـد
خـادعته بـالعتب حـتى لان لـي
فــؤاده وقــد يليـن الجلمـد
وذا لجيــن خــده جــرى علـى
درهمــه مــن المحيــا عسـجد
قلـــت لــه ومــدمعي مصــبب
وبـــالحريق نفســـه مصـــعد
يـا كامـل الحسـن تناهى ظمأي
وريــق فيـك السلسـل المـبرد
فمـا عليـك لـو تجـود لي بما
يطفـأ بعـض النـار ممـا أجـد
ولسـت أخشـى الحتـف بعد ورده
أنـا ولـي مـاء الحيـاة مورد
فـــم ولكــن كــوثري ريقــه
حصــباؤه الأقــاح لا الزبرجـد
كـــأنه ســـلك عقيــق وبــه
مــن الثنايــا لؤلــؤ منضـد
كنـز مـن اللؤلـؤ مرصـود ومن
أراقــم الجعــد عليــه رصـد
يـا جـوهري الثغـر إنمـا فمي
بلثــم هاتيـك الصـحاح ينقـد
بــي رشــأ منـك يزيـن جيـده
العاطـل حسـناً وكفـاه الجيـدّ
فــؤاده قــاس ولكـن كـاد أن
يشـرب كالصـهباء منـه الجسـد
ولان حـتى عطفـه كـاد مـن الل
يــن علــى أردافــه ينعقــد
دبـت نمـال الحسـن فـي عارضه
فـــأوهمت ان لمـــاه شـــهد
فمــا بــدا عــذاره لكنمــا
طــرائق النمــل عليــه قـدد
ومــا علــى وجنتــه لئالــي
كلا ولا مـــاء الحيــا مبــدد
لكـــن مــرآة محيــاه بهــا
قــابلني وقطــر دمعــي بـدد
فانعكســت مــدامعي فـي خـدّه
جاريـــة فهـــي بــه تطــرد
تفنــن الحسـن بـه فأبـدع ال
تصـــوير فهوغـــادة وأغيــد
ظللـت فـي وادي هـواه خابطـا
والشــوق فيــه متهـم ومنجـد
والركـب صـفا اصـحرت ركـابهم
وهـــم عليهــا ركــع وســجد
تفرّعــوا لكــن بعــرق دوحـة
فطــاب فرعــا منهــم ومحتـد
ساد البرايا في العلى وقبلهم
آبــاؤهم وبعـدهم مـن ولـدوا
اسـودهم فـي شـرف المجـد علا
ومـا شـريف القـوم إلا السـيد
ينشـده الحـادي فتصـغي طربـا
اليـه حـتى العيـس حيـن ينشد
فتنثنــي تخــدي بهـم راقلـة
مثـل النعـامى بـالموامي تخد
كأنهــا ســفائن والليـل مـن
مــوج الظلام بــالنجوم مزبـد
سـروا عليهـا قاصدين ندوة ال
مجــد علا والمجـد ممـا يقصـد
فارعشـت رؤوسـهم كـأس السـرى
بنشــوة النعـاس حـتى رقـدوا
وافترشـوا معاقـد الرمـل كرى
وغيـر أيـدي العيس ما توسدوا
حـتى اذا آنست ناراً في الدجى
يرتـد عنهـا الطـرف وهو أرمد
قلــت امكثــوا لعلـي آتيكـم
فـي قبـس مـن ضـوئها أو أجـد
ومـــذ تخلصـــت بهـــا تلألأت
لـي غـرة الهـادي بهـا تتقـد
نـاديت بشـراً فلقـد أنجـح لي
قصـدي ومـا بعـد النجاح مقصد
هـذا ابـن ام الفضل لكن عقمت
عــن مثلــه فمـا سـواه تلـد
فـتى يـرى الأمـر بعيـن فكـره
فيــومه فيــه ســواء والغـد
تحسـد أبنـاء العلى سؤدده ال
ســامي ولا يحســد إلا السـؤدد
إن تمّ نور البدر في الافق فما
يضـــره أن النجـــوم حســـد
مـا فيـه مـن وصم سوى أن على
كفيــه أفـواه الـورى تحتشـد
إن رقـدت عيـن امرئ عن العلى
فـــان فيهــا طرفــه مســهد
يســتعبد الحــرّ جميـل صـنعه
ووفـــره لوفـــده مســـتعبد
كـادت تمـور الأرض لكـن وقـرت
أرجاءهــا لــه حلــوم ركــد
والــرأي فــي حـالاته مختلـف
إلا علـــى تفضـــيله متحـــد
مـا اختلـف اثنان به وكيف ذا
وهــو بجمـع المكرمـات مفـرد
ردوا لـه الأمـر غـداة أيقنوا
بفضـــله وقبــل ذا تــرددوا
يـا خـابطين بالعمى هذا الذي
بــرق هــداه للعيــون أثمـد
مـن جـذوات فكـره ومـن عبـاب
علمــه فاقتبســوا أو فـردوا
والعـدل والجـور لديه اختلفا
فعـــاكف هـــذا وذا مشـــرد
عـادته يحنـو علـى الدين تقي
وغيــره علــى الجفــا معـوّد
والشــرع فــي أحكـامه قلـده
فقــام فــي أحكــامه يجتهـد
بنخــوة تزاحــم الشــمس علا
وهمــة ينحــط عنهـا الفرقـد
وفكــرة عـم البرايـا رشـدها
والشــمس لا تختـص فيهـا بلـد
لـه المساعي في العلى وغيرها
لا قـــدم لــه بهــا ولا بــد
لا تخطــأ الرشـد بهـا وربمـا
مسترشـد النجـم عـداه الرشـد
لـو لم تلح في غرة الدهر لما
أصـبح مـذموم الليـالي يحمـد
فقـل هـو اللَـه الـذي كوّنهـا
ولــم يكــن لهـن كفـواً أحـد
منــاقب فـي المجـد إلا أنهـا
يشـقى بهـا بعـض وبعـض يسـعد
مثـل النجـوم نورهـا ونارهـا
للخلـق أن ضـلوا وإن تمـردوا
يخشــى ويرجـى غيـر أن سـخطه
ليــس يــدوم ورضــاه ســرمد
قليلــه عضــد النـزول أبيـض
ويــومه عنــد النـزال أسـود
ومــا لمــا يمنحـه مـن عـدة
وإنمــا ينجــز مــا لا يعــد
في المحل ينشي منه عارضاً إذا
لاح لـــوجه الأرض خــد أمــرد
يا واحد الدنيا لك الفضل بها
منفــرداً والبـدر فيـه مفـرد
ذكـرك بـاق فـي البرايا وكذا
مـا ينفـع النـاس وأما الزبد
لـك اليـراع مـا جـرى لقصـده
إلا وألــوى بــالعوالي قصــد
المســتطيل ليــس فيــه قصـر
والمســتقيم ليــس فيــه أود
مجــرد لكــن عـن الوصـم ولا
يقطــع إلا الصــارم المجــرد
مرتعـد العطـف على الطرس ومن
خشــيته اســد الشـرى ترتعـد
عــدل روى الأحكـام فـي املائه
صــحيحة النقــل اليـه تسـند
أخـــرس إلا انـــه اذا جــرى
لســــانه تســــمعه يغـــرد
أخــوف صــح للعـداة والعـدا
ة فـي الـورى وعيـده والموعد
السيد محمد حسين بن كاظم بن علي بن أحمد الموسوي القزويني الكاظمي الشهير بالكيشوان.عالم كبير، وكاتب مبدع، وشاعر مشهور.ولد ونشأ وتوفي في النجف.قال عنه صاحب الحصون: فاضل شارك في العلوم، سابق في المنثور والمنظوم، وشعره يسيل رقة، وخطه يشبه العذار دقة، وله شعر كثير بديع التركيب.زار سوريا ولبنان حيث بقي هناك سنوات، اتصل خلالها بأعلام وأدباء القطرين، وكان له معهم مطارحات ومساجلات.له ديوان شعر، وله: (تحفة الخليل في العروض والقوافي)، (علم الجبر)، (رسالة في الحساب والهندسة).