
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيَـا شـِبْهَ لَيْلَى لَا تُرَاعِي فَإِنَّنِي
لَـكِ الْيَوْمَ مِنْ بَيْنِ الْوُحُوشِ صَدِيقُ
وَيَا شِبْهَ لَيْلَى أَقْصِرِ الْخَطْوَ إِنَّنِي
بِقُرْبِــكِ إِنْ ســَاعَفْتِنِي لَخَلِيــقُ
وَيَـا شـِبْهَ لَيْلَـى رُدَّ قَلْبِي فَإِنَّهُ
لَـــهُ خَفَقَـــانٌ دَائِمٌ وَبُـــرُوقُ
وَيَا شِبْهَهَا أَذْكَرْتَ مَنْ لَيْسَ نَاسِياً
وَأَشــْعَلْتَ نِيرَانــاً لَهُـنَّ حَرِيـقُ
وَيَـا شـِبْهَ لَيْلَى لَوْ تَلَبَّثْتَ سَاعَةً
لَعَــلَّ فُـؤَادِي مِـنْ جَـوَاهُ يُفِيـقُ
وَيَـا شـِبْهَ لَيْلَى لَنْ تَزَالَ بِرَوْضَةٍ
عَلَيْـــكَ ســـَحَابٌ دَائِمٌ وَبُــرُوقُ
فَمَا أَنَا إِذْ أَشْبَهْتُهَا ثُمَّ لَمْ تَؤُبْ
سـَلِيماً عَلَيْهَـا فِي الْحَيَاةِ شَفِيقُ
عُتِقْـتِ فَـأَدِّي شـِكْرَ لَيْلَـى بِنِعْمَةٍ
فَــأَنْتِ لِلَيْلَـى إِنْ شـَكَرْتِ طَلِيـقُ
فَعَيْنَـاكِ عَيْنَاهـا وَجِيـدُكِ جِيدُهَا
سـِوَى أَنَّ عَظْـمَ السـَّاقِ مِنْكِ دَقِيقُ
وَكَـادَتْ بِلَادُ اللَّـهِ يَـا أُمَّ مَالِكٍ
بِمَــا رَحُبَـتْ مِنْكُـمْ عَلَـيَّ تَضـِيقُ
يُـذَكِّرُنِي لِلْوَصـْلِ أَيَّامَنَـا الْأُلَـى
مَــرَرْنَ عَلَيْنَـا وَالزَّمَـانُ وَرِيـقُ
أَرُدُّ سـَوَاءَ الطَّـرْفِ عَنْـكِ وَمَا لَهُ
عَلَــى أَحَــدٍ إِلَّا عَلَيْــكِ طَرِيــقُ
عَسـَى إِنْ حَجَجْنا أَنْ نَرَى أُمَّ مَالِكٍ
وَيَجْمَعَنَــا بِــالنَّخْلَتَيْنِ مَضــِيقُ
تَتُـوقُ إِلَيْـكِ النَّفْـسُ ثُـمَّ أَرُدُّهَا
حَيَــاءً وَمِثْلِـي بِالْحَيَـاءِ حَقِيـقُ
وَلَـوْ تَعْلَمِينَ الْغَيْبَ أَيْقَنْتِ أَنَّنِي
وَرَبِّ الْهَـدَايَا الْمُشـْعِرَاتِ صـَدِيقُ
سـَلِي هَـلْ قَلَانِـي مِنْ عَشِيرٍ صَحِبْتُهُ
وَهَـلْ ذَمَّ رَحْلِـي فِي الرِّفَاقِ رَفِيقُ
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.