
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا إِنَّ لَيْلَــى بِــالْعِرَاقِ مَرِيضــَةٌ
وَأَنْـتَ خَلِـيُّ الْبَـالِ تَلْهُـو وَتَرْقُـدُ
فَلَوْ كُنْتَ يَا مَجْنُونُ تَضْنَى مِنَ الْهَوَى
لَبِـتَّ كَمَـا بَـاتَ السـَّلِيمُ الْمُسـَهَّدُ
يَقُولُــونَ لَيْلَـى بِـالْعِرَاقِ مَرِيضـَةٌ
فَمَــا لَــكَ لَا تَضـْنَى وَأَنْـتَ صـَدِيقُ
شـَفَى اللَّـهُ مَرْضـَى بِالْعِرَاقِ فَإِنَّنِي
عَلَــى كُـلِّ مَرْضـَى بِـالْعِرَاقِ شـَفِيقُ
فَـإِنْ تَـكُ لَيْلَـى بِـالْعِرَاقِ مَرِيضـَةً
فَــإِنِّيَ فِــي بَحْـرِ الْحُتُـوفِ غَرِيـقُ
أَهِيــمُ بِأَقْطَــارِ الْبِلَادِ وَعَرْضــِهَا
وَمَـالِي إِلَـى لَيْلَـى الْغَـدَاةَ طَرِيقُ
كَــأَنَّ فُــؤَادِي فِيـهِ مُـوْرٍ بِقَـادِحٍ
وَفِيـــهِ لَهِيـــبٌ ســَاطِعٌ وَبُــرُوقُ
إِذَا ذَكَرَتْهَـا النَّفْـسُ مَـاتَتْ صَبَابَةً
لَهَـــا زَفْـــرَةٌ قَتَّالَــةٌ وَشــَهِيقُ
سـَقَتْنِيَ شـَمْسٌ يُخْجِـلُ الْبَـدْرَ نُورُهَا
وَيَكْســِفُ ضـَوْءَ الْبَـرْقِ وَهْـوَ بَـرُوقُ
غُرَابِيَّـةُ الْفِرْعَيْـنِ بَدْرِيَّـةُ السـَّنَا
وَمَنْظَرُهَــا بَــادِي الْجَمَـالِ أَنِيـقُ
وَقَـدْ صـِرْتُ مَجْنُوناً مِنَ الْحُبِّ هَائِماً
كَــأَنِّيَ عَــانٍ فِـي الْقُيُـودِ وَثِيـقُ
أَظَـلُّ رَزِيـحَ الْعَقْلِ مَا أُطْعَمُ الْكَرَى
وَلِلْقَلْـــبِ مِنِّـــي أَنَّــةٌ وَخُفُــوقُ
بَـرَى حُبُّهَـا جِسـْمِي وَقَلْبِـي وَمُهْجَتِي
فَلَـــمْ يَبْــقَ إِلَّا أَعْظُــمٌ وَعُــرُوقُ
فَلَا تَعْــذِلُونِي إِنْ هَلَكْــتُ تَرَحَّمُـوا
عَلَــيَّ فَفَقْــدُ الـرُّوحِ لَيْـسَ يَعُـوقُ
وَخُطُّـوا عَلَى قَبْرِي إِذَا مِتُّ وَاكْتُبُوا
قَتِيــلُ لِحَــاظٍ مَــاتَ وَهْـوَ عَشـِيقُ
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو مَا أُلَاقِي مِنَ الْهَوَى
بِلَيْلَــى فَفِـي قَلْبِـي جَـوىً وَحَرِيـقُ
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.