
الأبيات19
أَنَـا الْوَامِـقُ الْمَشـْغُوفُ وَاللَّهُ نَاصِرِي
وَمُنْتَقِمِـــي مِمَّـــنْ يَجُـــورُ وَيَظْلِــمُ
أَنَـا النَّاحِـلُ الْمَهْمُومُ وَالْقَائِمُ الَّذِي
أُرَاعِــي الثُّرَيَّــا وَالْخَلِيُّــونَ نُــوَّمُ
أَظَـــــلُّ بِحُـــــزْنٍ دَائِمٍ وَتَحَســــُّرٍ
وَأَشــْرَبُ كَأْســاً فِيــهِ ســُمٌّ وَعَلْقَــمُ
فَحَتَّــامَ يَــا لَيْلَــى فُــؤَادِي مُعَـذَّبٌ
بِرُوحِــيَ تَقْضــِي مَــا تُحِــبُّ وَتَحْكُــمُ
لَعَمْــرِيَ مَــا لَاقَـى جَمِيـلُ بْـنُ مَعْمَـرٍ
كَوَجْــدِي بِلَيْلَــى لَا وَلَـمْ يَلْـقَ مُسـْلِمُ
وَلَــمْ يَلْــقَ قَــابُوسٌ وَقَيْــسٌ وَعُـرْوَةٌ
وَلَــمْ يَلْقَــهُ قَبْلِــي فَصــِيحٌ وَأَعْجَـمُ
صــَبَا يُوســُفٌ وَاسْتَشـْعَرَ الْحُـبَّ قَلْبُـهُ
وَلَا كَــادَ دَاوُودٌ مِــنَ الْحُــبِّ يَســْلَمُ
وَبِشـــْرٌ وَهِنْــدٌ ثُــمَّ ســَعْدٌ وَوَامِــقٌ
وَتَوْبَــةُ أَضــْنَاهُ الْهَــوَى الْمُتَقَســِّمُ
وَهَـارُوتُ لَاقَـى مِـنْ جَـوَى الْحُـبِّ سـَطْوَةً
وَمَـــارُوتُ فَاجَـــأْهُ الْبَلَاءُ الْمُصــَمِّمُ
وَلَـمْ يَخْـلُ مِنْـهُ الْمُصـْطَفَى سَيِّدُ الْوَرَى
أَبُـو الْقَاسـِمِ الزَّاكِـي النَّبِيُّ الْمُكَرَّمُ
أَبِيـتَ صـَرِيعَ الْحُـبِّ أَبْكِـي مِـنَ الْهَوَى
وَدَمْعِــي عَلَــى خَــدِّي يَفِيــضُ وَيَسـْجُمُ
وَلَــوْلَا طُــرُوقُ اللَّيْــلِ أَوْدَتْ بِنَفْسـِهِ
مُنَعَّمَـــةُ اللَّحْظَيْــنِ تَبْــرِي وَتُســْقِمُ
إِذَا هِيَ زَادَتْ فِي النَّوَى زَادَ فِي الْهَوَى
فَلَا قَلْبُـــهُ يَســـْلُو وَلَا هِــيَ تَرْحَــمُ
أَعَــارَتْهُ أَنْفَــاسُ الصـَّبَا بِـكِ صـَبْوَةً
لَهَــا بَيْــنَ جَنْبَيْــهِ ســَعِيرٌ مُضــَرَّمُ
أَلَا إِنَّ دَمـــعَ الصـــَّبِّ عَمَّــا يُجِنُّــهُ
وَإِنْ لَــمْ يَفُــهْ يَوْمــاً بِــهِ مُتَكَلِّـمُ
لِسـَانِي عَيِـيٌّ فِـي الْهَـوَى وَهْـوَ نَـاطِقٌ
وَدَمْعِـي فَصـِيحٌ فِـي الْهَـوَى وَهْـوَ أَعْجَمُ
وَكَيْــفَ يُطِيــقُ الصــَّبُّ كِتْمَــانَ سـِرِّهِ
وَهَـلْ يَكْتُـمُ الْوَجْـدَ امْـرُؤٌ وَهْـوَ مُغْرَمُ
عَــذِيرِيَ مِــنْ طَيْـفٍ أَتَـى بَعْـدَ مَـوْهِنٍ
بَرَامَـــةِ حَـــزْوَى عَرْفُـــهُ يَتَقَـــدَّمُ
تَنَفُّـــسَ رَوْضٍ جَـــادَهُ مَـــاءُ مُزْنَــةٍ
وَأَطْرَافُــهُ تَبْكِــي النَّـدَى ثُـمَّ تَبْسـِمُ
مَجْنُونُ لَيلَى
العصر الأمويمَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.
قصائد أخرىلمَجْنُونُ لَيلَى
أَلَا لَا أَرَى وَادِي الْمِيَاهِ يُثِيبُ
لَا أَيُّهَا الْبَيْتُ الَّذِي لَا أَزُورُهُ
أَرَى أَهْلَ لَيْلَى أَوْرَثُونِي صَبَابَةً
وَكَمْ قَائِلٍ لِي اسْلُ عَنْهَا بِغَيْرِهَا
هَوَى صَاحِبِي رِيحُ الشَّمَالِ إِذَا جَرَتْ
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025