
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَـدْ لَامَنِـي فِـي حُبِّ لَيْلَى أَقَارِبِي
أَبِي وَابْنُ عَمِّي وَابْنُ خَالِي وَخَالِيَا
يَقُولُـونَ لَيْلَـى أَهْـلُ بَيْـتِ عَدَاوَةٍ
بِنَفْسـِيَ لَيْلَـى مِـنْ عَـدوٍّ وَمَالِيَـا
أَرَى أَهْـلَ لَيْلَـى لَا يُرِيـدُنَنِي لَهَا
بِشـَيْءٍ وَلَا أَهْلِـي يُرِيـدُونَهَا لِيَـا
قَضَى اللَّهُ بِالْمَعْرُوفِ مِنْهَا لِغَيْرِنَا
وَبِالشـَّوْقِ وَالْإِبْعَادِ مِنْهَا قَضَى لِيَا
قَسـَمْتُ الْهَوَى نِصْفَيْنِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
فَنِصـْفٌ لَهَـا هَـذَا لِهَـذَا وَذَا لِيَا
أَلَا يَـا حَمَامَـاتِ الْعِـرَاقِ أَعِنَّنِـي
عَلَـى شـَجَنِي وَابْكِيـنَ مِثْلَ بُكَائِيَا
يَقُولُـونَ لَيْلَـى بِـالْعِرَاقِ مَرِيضـَةٌ
فَيَا لَيْتَنِي كُنْتُ الطَّبِيبَ الْمُدَاوِيَا
فَشـَابَ بَنُو لَيْلَى وَشَابَ ابْنُ بِنْتِهَا
وَحُرْقَـةُ لَيْلَى فِي الْفُؤَادِ كَمَا هِيَا
عَلَــيَّ لَئِنْ لَاقَيْــتُ لَيْلَـى بِخَلْـوَةٍ
زِيَـارَةُ بَيْـتِ اللَّـهِ رَجْلَانَ حَافِيَـا
فَيَـا رَبِّ إِذْ صَيَّرْتَ لَيْلَى هِيَ الْمُنَى
فَزِنِّـي بِعَيْنَيْهَـا كَمَـا زِنْتَهَا لِيَا
وَإِلَّا فَبَغِّضـــْهَا إِلَـــيَّ وَأَهْلَهَــا
فَـإِنِّي بِلَيْلَـى قَدْ لَقِيتُ الدَّوَاهِيَا
يَلُومُـونَ قَيْساً بَعْدَ مَا شَفَّهُ الْهَوَى
وَبَـاتَ يُرَاعِي النَّجْمَ حَيْرَانَ بَاكِيَا
فَيَـا عَجَبـاً مِمَّنْ يَلُومُ عَلَى الْهَوَى
فَـتىً دَنِفاً أَمْسَى مِنَ الصَّبْرِ عَارِيَا
يُنَـادِي الَّـذِي فَوْقَ السَّمَوَاتِ عَرْشُهُ
لِيَكْسـِفَ وَجْـداً بَيْـنَ جَنْبَيْهِ ثَاوِيَا
يَبِيـتُ ضَجِيعَ الْهَمِّ مَا يَطْعَمُ الْكَرَى
يُنَـادِي إِلَهِـي قَدْ لَقِيتُ الدَّوَاهِيَا
بِسـَاحِرَةِ الْعَيْنَيْـنِ كَالشَّمْسِ وَجْهُهَا
يُضـِيءُ سـَنَاهَا فِي الدُّجَى مُتَسَامِيَا
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.