
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أدركــتُ حظــي فــي شـتاء حيـاتي
كالصــبح منبلجــاً مــن الظلمـاتِ
فرجعـت مـن عمـري إلـى شرخ الصبا
ونبــذت زهــدي وازدريــت حصـاتي
ووقفــت مــن لبنـان بيـن ظبـائه
صـــباً اســـائلهن أيــن مهــاتي
خلفتهـــا يــوم الــوداع شــجية
وســـلخت عـــن قبلاتنــا قبلاتــي
ولزمـــت آداب المشــيب وضــيمها
متنكــــراً لصـــبابتي بأنـــاتي
متحاميــاً شـكوى البـوارح مانعـاً
مكنــون وجــدي ان يجــوز لهـاتي
والنجــم ينظـر دمـع عينـي وحـده
ولليـــل يســـمع وحــده أنــاتي
مـا كنـت أحسـب أن أعـود وللمنـى
نشــواتها واعيــش بعــد ممــاتي
امــا الألــى ردوا علــي حشاشـتي
فحيــــاتهم مفديــــةٌ بحيـــاتي
عطفــوا علـي وعظمـوا قـدري ومـا
أنــا غيــر عبـدهم وهـم سـاداتي
لــولاهم لاستأســد البــاغي علــى
شــأني وغــل يـدي دهـري العـاتي
دهـرٌ يغيـر علـى الأديـب فمـا أرى
مــن ركبــه نحــوي ســوى الآفـات
وجريرتـــي أنــي لبســت حيــاله
درعــاً تقــي صـدري مـن الطعنـات
واللَــه يعلــم أننـي لـم أبتـذل
أدبــي الأبــي ولا أهنــتُ هنــاتي
قطعــت أيــام الشــباب وشــرعتي
بيــن المــوارد شــرعة الحسـنات
وحفظـــت عهــد أحبــتي متنكبــاً
فــي حــب قـومي عـن محبـة ذاتـي
ولزمــت لبنـان المفـدى وقـت لـم
يلزمــه فــي بلــواه غيـر فـداة
إن لـم تكـن لي في الكريهة نارها
فقريحــــتي قذافـــةُ الجمـــرات
أو لـم تكـن لـي قوسـها وسـهامها
أوتــرت ذهنــي باريــاً كلمــاتي
الثلــج مـن لبنـان شـاطئ خـاطري
والأرز منــــه مجتلـــى آيـــاتي
اجلــو عليــه بنــات فكـري حـرةً
فـــتروحُ قيـــد هــواه كالآمــات
يقتادهـا مثـل السـبايا العانيـا
ت لــه وهــن علــى ســواه عـوات
تلـك العـرائس مـا لبسن من الحلى
إلا مصــــوغ رياضـــه النضـــرات
تغــدو وتمســي فــي مشـارف أرزه
كـــالحور مشــرفةً مــن الجنــات
والبرق دون جبينها ومناكب الأقمار
دون مـــــــواطئ الخطـــــــوات
قسـماً بهـا وهـي القـوافي ان حلف
ت بهـــا أبـــر كمقســم بــاللات
لـو لـم يكـن لبنـان بعد اللَه مع
بــودي لمــا كـان القريـض صـلاتي
وإذا شــكوت فــانني شــاكٍ إلــى
لبنــان مــا ضــيعت مـن نفثـاتي
الشــعر فــي غيـر الأديـب خسـارة
مثـل اللجيـن يـذابُ فـي الـدمنات
انـي خـبرت بنـي الزمـان فلم أجد
إلا الأديـــب علــى البلاء يــؤاتي
يشــقى ليســعد شــاقياً ويــبيحه
روحـــاً تعيــد الــروح للأمــوات
روحٌ تســيل علــى اليراعـة كلمـا
سـال المـدادُ بهـا علـى الصـفحات
روحٌ تطــل علــى الــدجان كأنهـا
فلــق الصــباح يمــزق الــدجنات
هــي قــوةٌ ســحريةٌ حصــرت زمــا
م الكـــونِ بيـــن يراعــة ودواةِ
صــالت علــى دول البغـاة فقوضـت
أركانهــا ومشــت علــى الهامـات
أفــدي بروحـي معشـراً مـن قومهـا
ســروا أســاي وبــردوا زفراتــي
هــم أهــل ودي لا عــدوت ظلالهــم
فظلالهـــم للخيـــر ســـت جهــات
لــولا طــوالعهم لمـا واجهـت فـي
لبنـــان غيـــر طلائع النكبـــات
ولمــا تلقــى مســمعي مـن رجعـه
إلا أنيــــن نــــوادب ونعــــاة
ولمـا وردت السلسـبيل مـن الصـفا
والطيبــــــاتُ ذواهـــــبٌ وأوات
يــا أخــوةً ســبغت علـي دروعهـم
وبهـــم وجــدت مهنــدي وقنــاتي
أحيــت عـوارفكم بـي الأمـل الـذي
ودعتـــه ونظـــرت فيــه رفــاتي
أدركتمـــوني والطريـــق كــثيرة
عقباتهــــا فـــأقلتم عـــثراتي
ولممتـم الشـمل الشـتيت من المنى
فهفــت إلــيَّ منــاي بعــد شـتات
وغــدرت لا اجــد الحيــاة مصـيبةً
ورجعــت أحمــدُ يقظــتي وســباتي
مــن كــان اخــوته الأسـود فـانه
لا يرهــب الســرحان فـي الفلـوات
شـكري لكـم شـكر الـوفيِّ لـذي يـدٍ
ردت عليــه الــروح بعــد وفــات
وديع بن شديد بن بشارة فاضل عقل.صحفي لبناني، له نظم حسن.ولد في معلّقة الدامور، وأكمل دروسه العربية والفرنسية في مدرسة الحكمة ببيروت، واستقر بها، ومارس التعليم سبع سنين، وشارك في إصدار جريدة (الوطن) ثم (الراصد)، وانتخب نقيباً للصحافة مرتين، ورئيساً للمجمع العلمي اللبناني، مدة قصيرة فُضّ المجمع على أثرها (سنة 1930)، وكان من أعضاء مجلس النواب اللبناني، مدة وجيزة.توفي ببيروت.وله (ديوان شعر - ط)، وله: أربع روايات تمثيلية مطبوعة، و(شرح لرسالة الغفران) لم يطبع.