
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لم يدع منها البلى إلذا كما
تـترك التسعون من غض الشباب
وهــي فــي ســكونها كأنمـا
فارقتهـــا روحهــا الأذمــا
حكــم الـدهر بهـا فاحتكمـا
وكســا الهجـر ثوبـاً مظلمـاً
مـا أضل الطرف في هذا الأهاب
مـا ترى العين بها إلّا رماما
باليــات تملأ النفــس ظلامـا
وسـقتها الريـح دفعـاً ولطما
لغــط اليـمّ إذا اليـمّ طمـا
والتقــت فيـه هضـابٌ بهضـاب
ليس يلفى عندها الصوت قرارا
كلمـا أرسـلته مـل الجـوارا
واسترد المرء منها ما أعارا
تثبـت الأصـداء عنهـا مثلمـا
طـارت العقبان طيراً عن عقاب
إيـه يـا مهـد مسـرات الصبا
عجبــاً أصــبحت قـبراً عجبـا
حــاملاً عـن هاجريـك الوصـبا
كنــت للهـو فقـد صـرت ومـا
أنــت إلا طيــف أيـامٍ عـذاب
أوصـدوا الأبـواب بـاللَه ولا
تـدعوا العين ترى فعل البلى
وامنعوا دار الهوى أن تبذلا
إن للـــدار علينــا ذممــاً
وقبيـحٌ خونهـا بعـد الخـراب
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني.أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية.نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة.تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية.ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر.وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته.وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و(البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض.وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة.له (ديوان شعر - ط)، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و(إبراهيم الكاتب - ط) جزآن،قصة، و(قبض الريح - ط)، و(صندوق الدنيا - ط)، و( ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و(رحلة الحجاز - ط) و(بشار بن برد - ط)، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و(الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط).