
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بعــض بغضــائكم أولـى البغضـاء
إنمـــا الشــم شــيمة الســفاء
ليــس يشــفى السـباب غـل حسـود
قــد طـووى صـدره علـى الشـحناء
إن داء القلــــوب داءٌ عيــــاء
مثـــل داء المنـــون للأحيـــاء
فاسـتر الضـغن إن تشـأ أو فجاهر
قـــد عرفنــاك فاســد الأهــواء
أنــت كالــذئب خـدن غـدر ولـؤم
ليـس للـذئب فـي الـورى من وفاء
مــا رأينــاك بالإخــاء خليقــاً
ورأينــاك أهــل هــذا الجفــاء
قــد تكلفــت أن أعــارض طبعــي
وأجاريـــك مــرة فــي الهجــاء
فرأيـــت الكريــم يعجــز عنــه
عجــز بــرد الشـتاء عـن أدفـاء
ورأيـــت الهجــاء يرفــع منــك
إن ذم الوضـــــيع كـــــالإطراء
مــا يبلــى مســتهتكٌ نلـت منـه
أم عليـــه وقفـــت كــل ثنــاء
لا تغـــض العيـــوب طــرف بغــي
نشــــأت بيــــن بيئة شـــنعاء
كيـف ينـدى جـبين مـن غـاض منـه
كـــل مــاء وغــار كــل حيــاء
رب قـولٍ لـو كـان فـي الصـم بضت
لــم يــؤثر فـي أنفـس اللؤمـاء
ومقـــال تســـوخ منـــه جبــالٌ
عــاد كالسـيف نابيـاً عـن مضـاء
يــا حمــاة الآداب نمتـم طـويلاً
نومــــة نبهـــت جيـــوش البلاء
مـن لسـتر الحيـاء يهتكـه الغـر
ويفـــري فـــي جــوفه كالــداء
مـن لـوجه الأحسـاب يخدشـه الغـر
وينعـــى بالخدشـــة النكـــراء
ولقلـــب الأخلاق يطعنـــه الغــر
ويجـــــري دمــــاء كالمــــاء
ولــــروض الآداب جـــف وأمســـى
ظــاهر الجــدب لابسـاً مـن عفـاء
ذهــب الــود والحيــاء جميعــاً
لهــف أرضــي عليهمــا وســمائي
وتبـــدلت مـــن رجـــال وفــاء
كــل غــر ممــاذق فــي الوفـاء
يتلقـــاك بالطلاقـــة والبشـــر
وفـــي قلبـــه قطــوب العــداء
كالسـراب الرقـراق يحسـبه الظمآ
ن مـــاء ومــا بــه مــن مــاء
عــاجز الـرأي والمـروءة والنـف
س ضــــئيل الآمـــال والأهـــواء
ألـــف الــذل فاســتنام إليــه
وتبـــاهى بــه علــى الشــرفاء
ينســج الــزور والأباطيـل نسـجاً
والأكـــاذيب ملجـــأ الضـــعفاء
لــو تـراه بالليـل يخطـر عجبـاً
فــي مســوك الفرنجــة السـوداء
قلــت قــردٌ منــآل درويـن نـاشٍ
أخـــذت منــه ســورة الصــهباء
مســتميت إلــى المكاسـب والـرب
ح دنــــئ الأســـف والكبريـــاء
فاســق يظهــر العفــاف ويخفــي
تحتـه الخـزي يـا لـه مـن مـراء
مظلــم الحــس والبصـيرة كـالتم
ثــال خلـو مـن الحجـا والـذكاء
قـد زهـاه الشـموخ فاختـال تيهاً
ولـــوى شــدقه علــى الخلصــاء
وعـــدا طــوره فــأركبه الجــه
ل جموحــاً ألقتــه فــي عوصــاء
فغـدا كالحمـار أو همـه الشـيطا
ن أمــــراً فصــــار مـــن خيلاء
هـو حمـى الجليـس يـدفع في الصد
ر ثقيـــــل الكلام والإيمـــــاء
أعجمـــي اللســـان فـــةٌّ عيــيٌّ
يـــدعي أنـــه مـــن الفصــحاء
يملأ الســمع والقلــوب كمـا يـز
عــم رطــب اللســان عـذب الأداء
يـا قطيـع اللسـان مالـك والشـع
ر وصـــوغ الكلام جـــم العنــاء
أنـت فـي الأرض نقمـة اللَـه للنا
س جميعـــاً قريبهـــم والنــائي
قـد لعمـري نكبـت عـن جـدد الرش
د وأوغلــت فــي شــعاب الريـاء
أنـت فـي الزهـو والسـفاة واللؤ
م عـــديم المثـــال دون مــراء
لــو علـى قـدر بطـء حسـك يومـاً
كنــت كيســاً ذا أربــة وذكــاء
لبلغــت السـنام مـن قلـل المـج
د وجـــاوزت رتبـــة الأنبيـــاء
ضــج مــن لؤمـك الخلائق فـي الأر
ض وعـاذوا مـن شـره فـي السـماء
صــار إبليــس عنــد ربـك مقبـو
لاً وقــد كـان قبـل فـي الأشـقياء
عششـت اللـؤم فـي فـؤادك وارتـا
ش فيارحمــــة علـــى الأحيـــاء
لا أقـال الإلـه مـن خـانني الغيب
وجـــازى الحفـــاظ شــر جــزاء
ظــن أنــي علــى التحلــم مـاضٍ
فمضـــى ضـــلةً علــى الغلــواء
وغلا فــي الضــلال فاشـتبه الأمـر
عليـــه وبـــات فـــي عشـــواء
وأراه الغـــرور أنـــا ســـواءٌ
فتبـــاهى وليــس مــن نظــرائي
كيــف تعطــو وليــس عنـدك نـوطٌ
وتســامى وأنــت فــي البوغــاء
أســـفاً للعقــول ضــلت وزاغــت
عـن سـبيل الهـدى ووضـح السـواء
كنــت فـي ظلنـا الوريـف مقيمـاً
آمـــن البـــال وأدع الأحشـــاء
فاسـتثرت المنسـي من فارط الذنب
وأوغــــرت صـــدرنا بالبـــذاء
أنــت أســخطتنا عليــك فخلنــا
عنــك لمــا جهلـت وجـه الرضـاء
أنــت وثبتنــا عليـك وقـد كنـت
مـــوقى علـــى غـــرة ورخـــاء
أنــت ضــاغنتنا وخشــنت صــدرا
كــان يحنـو عليـك فـي البأسـاء
أنــت قطعــت حبــل خلـك بالغـد
ر وأيبـــس ثــدي هــذا الإخــاء
أنــت ناوأتنـا وعلمتهـا الثلـب
فرشـــنا لكــم ســهام الهجــاء
حــزت ذمــي وللريــاح السـوافي
مثـــل ذم الـــتراب والحصــباء
لا يغرنــك مــا تـرى مـن أنـاتي
واحتبـــائي بــالحلم والأغضــاء
ربمـا اسـتنزل الحليـم عن الرفق
وثــــارت ســــكينة الحكمـــاء
قـد أذقنـاك حيـن أصـفيتنا الود
وفــاءً أعــذب بــه مــن وفــاء
كـــان ودي مصــفقاً لــم أعــره
برنـــقٍ مــن القلــى والريــاء
ولقـد أينـع الـوداد علـى الأيـا
م واستحصـــفت حبـــال الإخـــاء
كـم ركضـنا إلـى المسـرة واللهو
برغــــم الهمـــوم والبرحـــاء
واغتبقنلا الشـراب حـتى اصـطبحنا
لـــم نشعشــع صــراحه بالمــاء
لـم أطـع فيـك واشياً يزرع الحقد
ويجنــي ثمــاره فــي الخلفــاء
ضـــمنا عــاطف المــودة دهــراً
وافترقنـا علـى القلـى والجفـاء
فلــك اليـوم فـي المحافـل ذمـي
ولماضـــيك عنفـــوان الثنـــاء
لسـت أبكـي علـى فراقـك مـا عشت
فـــإن البكــا علــى الأوفيــاء
لـن تـرى البين فاجعي أبد الدهر
فمــــا كــــل خلـــة بســـواء
كـان شـأني الحفـاظ والرعي فالآ
ن أرى الرعــــي أعظـــم الأرزاء
فيــك أبصــرت كيـف يكـدر صـفوي
بصــــنوف الأكـــدار والأقـــذاء
كنــت أرجــوك للزمـان فـأنت ال
يـوم دائي فـي البعـد منك شفائي
رب قـــرب أضـــى إلـــى بضــرا
ء وبعيــدٍ أفضــى إلــى السـراء
طبـت نفسـاً عـن ذكركم وشفا السل
وان قلــبي مــن لاعـج العـررواء
كنـت بالـذكر بيـن عينـي وقلـبي
فجررنــا عليــك ذيــل العفــاء
قــد كبـا بيننـا لـوداد فلا قـا
م وغــص الهــوى بمــاء الهجـاء
خلـــت جهلاً أن الفـــؤاد هــواءٌ
ليـــس يصــميه كــثرة الإيــذاء
لا أرتنـي الأيـام وجهـك مـا عشـت
ولا قربــــت بعــــد الثنـــائي
وتنــائي الــدارين خيـرٌ وأحـرى
مــن تــدانيهما علــى البغضـاء
قـد مضـينا كمـا مضـيت ومـا دمت
ودمنــا فمــا لنــا مــن إخـاء
لـن ترانـي بالبـاب بابـك استغز
ر فيــــض الدجنـــة الوطفـــاء
أقــرع الســن نادمـاً وأذم الـد
دهـــر ذمّـــاً ولات حيــن عــزاء
عــل مــاء الشـؤون يطفـئ نـاراً
قـــد أذابــت لقــائف الأحشــاء
واقفــاً أنــدب اعتــدال زمــانٍ
طــال فيـه بيـن الكـرام ثـوائي
بيـن أهـل الليـان والخلق انسكب
الشـــأبيب والحجـــا والــذكاء
حيـث عـز الوقـار والجانب السهل
وذلــــت طيــــرورة الضرســـاء
يا خليلي قد صرت جلداً على الهجر
مــتين العــرى وســيع الفنــاء
ولئن قـــدر الزمــان اجتماعــا
فبكرهــــي يكـــون لا برضـــائي
بـــأبي أنـــت أنــت أول ألــفٍ
ردنـــي مـــن بلابلــي للعــراء
كنــت لا أملــك الـدمو فقـد صـر
ت ألاقـــي النـــوى بالاســتهزاء
حبــذا أنــت غيــر أنــك تبغـي
أن تـداني أهـل السـنى والسـناء
تلـــك أحلام نـــائم وأحـــاديثٌ
لمستمســــكٍ بحــــب الهبــــاء
وغــبي الأنــام مـن ظـن أن الـز
رع يركــو فـي التربـة المظمـاء
كـال مـا ضـيك قـد وسـعت بحلمـي
غيــر مــا جئت ليلــة الأربعـاء
قضـــى الأمـــر بيننـــا فســلامٌ
وســقى اللَــه عهــد ذاك الإخـاء
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني.أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية.نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة.تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية.ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر.وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته.وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و(البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض.وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة.له (ديوان شعر - ط)، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و(إبراهيم الكاتب - ط) جزآن،قصة، و(قبض الريح - ط)، و(صندوق الدنيا - ط)، و( ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و(رحلة الحجاز - ط) و(بشار بن برد - ط)، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و(الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط).