
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أخـا ثقـتي كمـا ثارت النفس ثورة
تكلفنــي مــا لا أطيـق مـن المـض
وهــل أنــا إلّا رب صــدر إذا غلا
شـعرت بمثـل السـهم من شدة النبض
لبســت رداء الــدهر عشـرين حجـةً
وثنتين يا شوقي إذا خلع ذا البرد
عزوفـاً عن الدنيا ومن لم يجد بها
مـــراداً لآمــال تعلــل بالزهــد
تراغمنــي الأحــداث حــتى كـأنني
وجــدت علــى كــره مـن الحـدثان
فلا هـي تصـمي القلـب مني إذا رمت
ولا ترعــوي يومــاً عــن الشــنآن
أبيــت كــأن القلــب كهـفٌ مهـدمٌ
بــرأس منيــف فيـه للريـح ملعـب
أو أنـي فـي بحـر الحـوادث صـخرةٌ
تناطهـــا الأمــواج وهــي تقلــب
أدور بعيــنٍ حيــر العيـش لحظهـا
وأرجعهـــا محمـــرةً كالشـــقائق
كــأن فــؤادي بيــن شـجوٍ وترحـةٍ
أديـــمٌ تفريــه أكــف الخوالــق
أكــن غليلــي فـي فـؤادي ولا أرى
سـبيلاً إلـى إطفـاء حـر جوى الصدر
أعالــج نفسـاً أكـبر الظـن أنهـا
ســـتذهب أنفاســاً علــى الــدهر
إذا اغتمضـت عينـاني فالقلب ساهرٌ
يظــل طويـل الليـل يرعـى ويرصـد
ومـا أنـا تنام العين لكن أخالها
تــدير بقلــبي نظـرةً حيـن أرقـد
وهــل نــافعي أن الريــاض حليـةٌ
منــورة النــوار هادلــة الطيـر
ومــا فرحــي ان الريــاح رواقـدٌ
إذا كنـت سهران الفؤاد مدى الدهر
نســيمٌ يـرد النفـس حينـاً لناشـق
وأي أوام بعــــــــــــده وأوار
تطــول ظلال النبـت والشـمس طفلـةٌ
فــإن هــي جــدت صـرن جـد قصـار
سأقضـي حيـاتي ثـائر النفس هائجاً
ومـن أيـن لـي عن ذاك معدى ومذهب
علـى قـدر إحسـاس الرجـال شقاؤهم
وللســـعد جــوٌّ بــالبلادة مشــرب
خليلــي مهلاً بـارك بـاللَه فيكمـا
فمـا فـي سـكون الليـل ملاة واجـد
إذا ثار ما بين الحجا بين والحشا
فكـــل ســكون يســتثير رواقــدي
وإن ســكنت نفســي فليـس بضـائري
ريــاحٌ تجـر الـذيل حـولي وتعصـف
فليـس يضـير الحـوت في البحر أنه
يهيــج وأن المــوج يطغـى ويعنـف
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني.أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية.نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة.تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية.ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر.وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته.وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و(البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض.وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة.له (ديوان شعر - ط)، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و(إبراهيم الكاتب - ط) جزآن،قصة، و(قبض الريح - ط)، و(صندوق الدنيا - ط)، و( ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و(رحلة الحجاز - ط) و(بشار بن برد - ط)، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و(الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط).