
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علــى شــاطىء فـوق الحيـاة تمـدّدت
علــى رملــه الأحلام صــاحية ســكرى
تنــامين يــا أحلام نفســي كأنمــا
سـقتك غيـوب اللـه مـن كأسـها خمرا
تنــامين حــتى يقضــى اللَـه أمـره
فيبـدل عسـر العيـش فـي عالمي يُسرا
وينضـــح أيّــامي القفــار بوابــل
مـن الخيـر أنسـى فـي تواكبه الشرا
فأحيــا وتحيـا بعـد مـوتى حقيقـتي
وأبعـث مـن قلـبي إلى خالقي الشكرا
أأحلام نفســي ليتنــي كنــت قـادرا
علـى بعـثِ مـا ولّـى ونسـيان ما جرّا
أأحلام نفســي ليتنــي كنــت عـاجزا
عيــيّ الحجــا غفلان لا أدرك الفكـرا
كــأني بهــذا الكــون قـبر حقـائق
تـذوب وتفنـى فـي حقيقتنـا الكـبرى
كــأني بهــذا العقــل ظــلّ خرافـة
نثــور إذا ولــى ونشــكو إذا قـرّا
وشــعري ومــن جــبّ الحقيقـة نبعـه
ويـا ليـت أنـى عشـت لا أعرف الشعرا
كــأني بـه فـي ظلمـة الطيـن ضـحوة
أهـال عليهـا الطيـن مـن روحه قبرا
وعمــري ومــن إظلامـه يخلـق الـدجى
وينسـى لـديه الفجر من يعبد الفجرا
كــأني بـه فـي حانـة الـدهر قطـرة
حميميــة تنهــلّ فــي قلبــه جمـرا
وحظـــي وقـــد غســـّلته بمــدامعي
ولـم أحتسـب فيـه لـدى زمنـي أجـرا
كــأني بـه فـي قبضـة المـوت زهـرة
يبابيّــة الأوراق لا تنفــحُ العطــرا
ويأسـي مـن الدنيا وسخطى على القضا
وإيمــان عقلــى بــالأراجيف مضـطرا
شــقيت وأشــقيت الليــالي بمطلــب
تمنّيتـــه صـــبحا وحقّرتــه ظهــرا
ومـــا هـــوَ إلّا يطيـــع إرادتـــي
زمـاني وأن أحظـى بمـا أشـتهى حـرّا
وأنســـيت أنّ الــوهم روح طبيعــتي
وأن الــذي أجـرى حيـاتي بهـا أدرى
وأن القضــاء الحتــم مثلــي مسـيّرٌ
إلـى غايـة تسـتغرق الكـون والدهرا
ومــن نكـد الأوهـام أنـى أُفلسـِفُ ال
حيـاة كمـا أهـوى ولـم أفنهـا خبرا
عييـتُ بهـا فهمـا وفـي العجـز راحةٌ
لمـن جعـل الـدنيا طريقاً إلى الأخرى
ولكننــي والعقــل نــورى وظلمــتي
أحــاول بــالأحلام أن أكشـف السـترا
ومــا زلــت والمصـباح خـاب ضـياؤُه
أهدهــد آمــالي وأرضــعها الصـبرا
رأيــت حظــوظ النــاس شـتّى فجاهـل
أميـرٌ وأهـل العلـم فـي كفّـه أسـرى
ونابغــــةٍ فـــذٍّ يعيـــش مشـــرّدا
يكابــدُ مـن أيّـامه الـذلّ والفقـرا
فــإن مـات هـبّ النـائمون فـأمطروا
ثـراه الجـديب القفـر مـدمعهم ثـرّا
وراحــوا يحيّــون الرميــم بــذكره
وهيهـات أن تجـدى على الميّت الذكرى
لقـد كـان يرجـو القـوت لا مؤمنا به
فظنّـون يرجـو المسـتحيل أو الكفـرا
فأيّهمــا أختــار لــو كنــت مثلـه
لعلّـى بحـظِّ الفـدمِ فـي سـعده أحـرى
ويـــا ربّ ليـــل طــوّقتني همــومه
ونــادمته شــكواي والأدمــع الحـرى
ونــاديت ماضــيّ الـذي راح وانطـوى
فأقبــل جهمــان الأســارير مغــبرّا
ينفّــض أذيــال الرضــا عـن تـذكري
لأيــامه اللائي بــدأت بهـا العمـرا
فقلــت أنــاجيه وفـي النفـس حسـرةٌ
تســـعّر أنفاســي وتملــؤني ســخرا
إلـــى أيّمــا واد وفــي أيّ مجهــل
مـن الزمـن الـدوّار فـارقتني قسـرا
وأنــت فهـل تـدري بمـا أنـا جاهـلٌ
وهـل فيـك مـن هـدى لأيّـامي الحيـرى
لقـد كنـت فيـك الطفـل أنسـاً وبهجةً
فهـا أنـا لا أدرى الصفاء ولا البشرا
تمــرّ بــي الأيــامُ مشـلولة الخطـى
وتــأكلني الأقــدار مســعورةً حــرّى
وأســألها عمّــا اقــترفت حيالهــا
وقـد يسـأل العلّامُ مـن يجهـل الأمـرا
ومــا هــي إلا تــوأمي فـي مـدارها
كلانـا يقاسـى القيد والرغم والقهرا
وأطــرق ماضـي العمـر حزنـا وحيـرة
فمـا زادنـي عرفـا ولا زادنـي نكـرا
ومــا هــي إلا كــرّة الـوهم طائفـاً
وخلّفنــي المســكين أســيان مـزورّا
فعــاودت تسـياري كمـا شـاء خـالقي
ومـن أيـن للمجبـور أن يعصى الجبرا
أأحلام نفســي كــل يــوم لــه غــد
وكــل غــد أمــسٌ إذا عهــده مــرّا
ويـــومي غـــدٌ بــاك لأمــس معــذّب
ينادي غدا في الغيب لم يبرح الخدرا
ينـادي غـدا يـا لهـف نفسـي على غد
تكـونين فيـه المجـد والأمـل النضرا
أأحلامَ نفســي ليــت لــي منــك ذرّة
أعيـــش بهـــا الأســـير إذا فــرّا
صالح بن علي الشرنوبي المصري.شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها.دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم.ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام.ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً.له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط).