
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ابـن عمـي مـات فامضـوا
بـي إلـى قـبر ابـن عمي
ودعـوا همـي فقـد ودعـت
منـــذ اليـــوم همـــي
غيــر ماجـد مـن المـوت
الـــــذي آذن قــــومي
فرمــاهم ورمـاني ومضـى
مــــا شــــاء يرمـــى
ابـن عمـي مـات مـا بين
صــــــباح ومســــــاه
مـــات والأحلام تجلـــوه
كمـــا يهـــوى هـــواه
مــات والنعمـة والقـوة
فيــــــه والحيـــــاه
فـدعوني مـن هوى الدنيا
وعـــزّوا مـــن نعـــاه
أيهــا الخلّان والراحــة
والمــــــوت هنــــــا
أيــن مــن كـان يرانـا
ونــــــراه معنــــــا
أيــن مــن كـان يحـاكي
نضـــرة الــدنيا لنــا
غيّـــبَ الـــترب ســناه
وهـــو فـــي أعيننـــا
أيهـا الراحـل والغـبرا
ء قـــبر فـــوق قـــبر
أيهــا الســاكن والــو
كـــب بالأقــدار يجــري
أدننـــــــي منــــــك
علـى قربك من سرى وجهري
أدننــي منـك فمـا أدري
بمـــا أصـــبحت تــدري
أدننــــي منـــك قليلا
وادن مــن روحــي قليلا
إن لـي فيك رجاء ورجائي
أن يطــــــــــــــولا
فلقـد صاحبت مذ فارقتني
الصـــــــــبر الجميلا
وبقلــبي مــن تباريحـك
نــــار لـــن تحـــولا
أيهـا الراحـل مـاذا بع
د فقــــدان الحيــــاه
مـا الـذي بعـد انعتاقي
يعلـــم اللـــه مــداه
بعــد أن يجــري قضــاء
شــاء أن يجــرى الإلــه
حـار فيـه كـل مـن دبـت
علـــــى الأرض خطــــاه
بعـد أن يطبق حفني وترى
الظلمــــــة عينـــــي
ظلمـــة المــوت الــذي
مـــا ذقتـــه إلا بظــن
ظلمـــة الفقــد الــذي
ييــأس فيــه المُتَمنّــى
ظلمـة الـبين عن الدنيا
وعـــن نفســـي وعنّـــي
مـا الـذي بعـد انعتاقي
وزوالـــي عــن رفــاقي
أيــن أمضـى وإلـى أيـن
وقــــد فـــكّ وثـــاقي
سيصـــلّوا علــى روحــي
ويبكـــــون فراقـــــي
ويقولــون إلــى اللــه
شــبابا فــي البــواقي
ســيقولون إلــى اللــه
شـــــبابا وكهـــــولا
ويبكـــــون كـــــثيرا
ظنــــه النـــاس قليلا
شـاعرا عـاش ولـم يصـنع
بمـــــا قــــال جميلا
غيـر أن يرثـيَ مـا كـان
ويرجــــو المســـتحيلا
شــاعرا عـاش كمـا شـاء
الــذي الأقــدار أمــره
والــذي يلطــف بالعبـد
فمـــا يغلـــب صـــبره
والــــذي لا شـــيئ إلا
عنـــده يطلـــب ســـره
والذي الرحمة من أوصافه
والقهــــــر قهـــــره
أيهـا الراحـل والـدنيا
بمــــا فيـــه تهـــون
حينمـا أذكـر مـا تصـنع
بالنـــــاس المنــــون
الرحـى الشـمطاء لا تفتأ
تجريهـــــا الســــنون
والبرايـا بيـن شـدقيها
قلــــــوب وعيــــــون
شــغلتني عنــك أحزانـي
فلــــم أشـــد ســـواك
وأرى وجهـــك أهلونـــا
فومــــــولاك يـــــراك
وجـــرى نعيـــك فيهــم
وتولتـــــك البــــواك
وأنـا أجهـل مـا تخفيـه
مــــن حــــر أســــاك
ذقـت فـي موتـك مـا ذقت
ومـــا زلـــت صـــبورا
وأرى نعيـــك أعمـــاني
وقـــد كنـــت بصـــيرا
وبعــادي عنــك أنسـاني
وقـــد كنـــت ذكـــورا
غيــر أن أبكــيَ معــاك
وأســــتوحي القبـــورا
طبـت فـي مثـواك ما شاء
الرحيــــم المســـتعان
وعلــــى دارك غفـــران
ونــــــور وأمــــــان
وعلــى أكبادنــا بعـدك
ســـــلوان الزمـــــان
أيهــا الخالـد لا تغنـى
لمعنــــــاه معـــــان
صالح بن علي الشرنوبي المصري.شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها.دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم.ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام.ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً.له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط).