
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا إنّ ســكرى ســكر عبــد لـه كـأس
ســواه لــه كــاس ســوىً ولـه نفـس
ســوى نفسـه يـا حسـرتا ثـم حسـرتا
لنفســي مــن كاسـي وواحسـرتا كـأس
شــربت فأعمــاني الرحيــق فخلّنــي
ألا أيّهـا السـاقي فـإني غـدا أحسـو
وأشــرب يــا ســاقي وأنـت بسـكرتي
عليــم إذا فاضـت بموجاتهـا الكـأس
غـداً لـي طلـى يـا ساق فامضى فإنني
هلـوك انتشـاء لـم تـذق مثله النفس
أراك كـــأني مقبـــل بـــك مــدبر
وأنــك مثلــي مبحــر بــي لا ترسـو
أناتـك أو قـل لـي إذا مـا تركتنـي
قليلا لأصــحو مـا الـذي ضـُمّن الطـرس
أممــا قضـاه اللـه يـا سـاق مخـرج
أناتـك يـا سـاقي فمـا بـي غداً رأسُ
أفكّــر هـل شـاء القضـاء وأنـت هـو
فقلبــك مــا زالــت عـواطفه تقسـو
ومـا زلـت تـدنى لي الشراب وتملأ ال
كئوس وتغرينــي مــا فــي فمـي حـسّ
أناتــك يـا سـاقي وحسـبك مـا تـرى
فمـا فـي دمـي روح ولا فـي يـدي أنس
نعـم دعـنَ يـا اللَهـمّ رحماك واكفني
وجــود سـقاة الإنـس مـا وجـد الإنـس
نعـم دعـنَ يـا سـاقي فبيني وبين ما
تعيــش حــدود لا يخــفُّ لهـا الحـدسُ
وجـودي الـذي فيـه أنـا غير ما ترى
نعـم يـا الـذي أعنـى فعالميَ القدس
وإن كنـت ملـء الطيـن ذاتـا وحاجـةً
فقــد خلقـت للطيـن هـاتيكم الشـمس
تبـاركت يـا رب السـماوات هـا أنـا
وهـا أنـت فـي كـل الوجود لك المجد
جـرى مـا جرى فامح الغداة الذي جرى
إلهــيَ أو أثبــت فـإني لـك العبـد
أقمــت قيامــات علــيّ وجــاز بــي
قضــاؤُك مـا دبرتـه النحـس والسـعد
أمــرّ بــذاتي فــي مسـائي وضـحوتي
وحظّـي مـن ذاتـي هـو القـرب والبعد
أمـرّ بهـا اليـوم الـذي أنـا قيـده
كمـــا شـــئت لا دفــتٌ لــديّ ولا ردّ
كمـا قـد مـررت الأمـس والأمـس حاضري
ومرجـوّ مـا يـأتى بـه المجهل الفرد
نعــم مــرّ بـي ماضـيّ يـا ربّ مقبلا
علــيّ فأعمـاني ولـي النظـر الوقـد
ظلامٌ أضـــافته الليـــالي وطلســمت
غواشـيه فهـو الـتيه والضيق والسهد
أضــافته حتّــى شــاب وهـو تؤامهـا
لهــا فيــه أحلام وفــي ضــمّه قصـد
ليـاليّ وهـي الـذاهبات علـى المـدى
هبــاءً وفجـرى دونهـا الـدهر مرتـدّ
كفــرت بهــا ربــاه فـامنن فربّمـا
بكيــت أسـى يومـاً وأفنـانيَ الوجـد
وأنــت لمــن يبكــى وإنــي لنـادمٌ
وإن كــان ذنــبي أننـي للـورى ضـدّ
فهم عبدوا الطاغوت واستمرأوا القذى
وهـاموا بـدنياهم وردّوا وما ارتدّوا
ولا ســبّحوا للحــقّ أو قدّسـوا العلا
أو استمنحوا السقيان من عنده الورد
وإنــي لفيهــم يــا إلهــي وسـيّدي
ومــا بيننـا ظـلّ مـن البعـد ممتـدّ
نفخــت لهــم نــايي وغنيـت ألحنـي
وأطعمتهـــم زادي وفتّحـــت مســكني
وقلــت لهــم هــذا مكـاني وأنتمـو
أحبّـــه قلـــبي مــا أراد مكــوّني
لكــم هــو مـا سـاقيتموني ودادكـم
صـــفاءً يروّينـــي ويلهــم أرغنــي
وإنــي المغنّيكــم وخــادم وفــدكم
وعبـــدكمو عبـــد لضـــيفٍ وضــيفَنِ
لكـم جلـوتي نشـوان يغمرنـي الرضـا
مــدى مـا أرى فيكـم نـديما يحبّنـي
فمـاذا جنـت كفّـاي منهـم سـوى الذي
يطيــر لــه قلــبي شـعاعاً وينفنـى
ومــاذا بعيـد العطـف منـي عليهمـو
سـوى مـا تـرى نفسـي وترويـه أعيني
ملاحــم مــن شــعر الزمـان جميعهـا
دمـــوع وأنّـــات تغيـــب لتنثنــى
خضــبت بهــا أفقــي ورطّبـت واحـتي
وإن لــم يكــن فيهـا غنـاءٌ لمجتَـنِ
ومــاذا بقلــبي عـاد بعـد تجـاوزي
سـنى الطفـل يا أنعم بهاتيك من سنى
ألا لـم يعـد يـا قلب فيك سوى المنى
منـى الأمـس والمجهول والحاضر الدنى
منـى الأمـس يـا قلباه والغيب دونها
وأنـت بمعنـى الغيـب ذاكـي التفطـن
وأنــت بمعنـى الغيـب أدرى فطالمـا
فَــرَرت إلــى تحقيقــه مــن تظَنُّنـي
فمــا عــدت إلا بالــذي أنـت أهلـه
مـن الهـم والـوهم الضـلول المـدجّن
حنانــك قلــبي فـالمنى أنـت عـالم
بتخــداعها علــى الجهــول المزَكّـن
حنانـك قلـبي وامـض بـي حيـث لا نرى
سـوى اليـأس فـي واديه سأمان أصفرا
نـرى اليـأس فـي واديه والموت عنده
وأخبـار مـا يجـرى وآثـار مـا جـرى
نـــراه كأيّـــام لقينــاه عنــدها
كريمـا رحيـب البـاع لا ينكـر الورى
فهــم عرفــوه قبلنــا خيــر راحـة
يضــيءُ إليهـا اللاهثـون مـن السـرى
وهــم عرفــوه غيــر هــذا وحاكمـا
عجيــب القضــايا عـادلاً مـا تهـوّرا
مليكــاً لــه فــي كـل بـادٍ ومبهـمٍ
مــن الــدهر سـلطان يـذلّ التجـبرا
وهـــم عرفــوه شــاعراً كــل حظّــه
مـن الشعر أن يبكى على اليوم أشهرا
كمـــا عرفـــوه دون ذلــك تــاجرا
علــى ظلمــه يبتــاع منـه ويشـترى
ونحــن عرفنــاه علــى كــل حالــة
وعشـنا علـى عينيـه يـا قلـب أعصرا
عرفنـــاه عرفــان الأحبّــة بعضــهم
رفيقــاً علــى حـاليه سـرّاً ومظهـرا
فمـا كـان إلا اليسـر فـي كـل عسـرة
ومـــا كــان إلّا للملمّــات مطهــرا
فمــا لكِلينـا بعـد يـا قلـب غيـره
رجــاء وإن أفنــى وأضــنى وحيّــرا
نعـم يـا بـن أيامي الحزينات دائما
ويــا عاهــل الآلام فـي كـل مـا أرى
هـو اليـأس مهوانـا القـديم وحصننا
فــدونك فاجعــل أوّل الحــب آخــرا
صالح بن علي الشرنوبي المصري.شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها.دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم.ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام.ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً.له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط).