
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يتنـــاهى الأنـــام والأيّـــامُ
ولــك الخلــد دولــة ومقــام
يجثـم الفكـر خاشـعا حول مثوا
ك وتــــروى أمجــــادك الأقلام
ويقولـــون عنــك مــتّ وآثــا
رك نـــــورٌ لا يعــــتريه ظلام
أيهـا الميـت كـم من الناس حي
هــو ميـت لـولا الخطـا والكلام
عبقــبريّ لـه علـى الشـعر حـق
فمراقـــى نبـــوغه لا تـــرام
الزعامـــات كالحيــاة فنــون
فهــي بعــث أو ثـورة أو سـلام
وهــو فـنّ مـن الزعامـة مختـا
رٌ وخلــق مــن الزعيــم جسـام
جـاء فـي أمـةٍ مـن الشرق حيرى
مزّقتهـــــا الأغــــراض والالام
باعثـا فـي الوجـود وثبـة روح
آبــــد لا تحــــدّه الآطــــام
خافقـا كالحيـاة يقظـان كالنو
ر طليقـــا كـــأنه الأنســـام
السياســــات حـــوله عصـــبة
تبنـى وأخـرى رجاؤُهـا الأنهدام
وهــو مــاض كـأنه آيـة الفـج
ر إذا حــف جــانبيه القتــام
حـاملا ملـء ذاتـه فكـرة البـع
ث لشـــعب تقـــوده الأوهـــام
جـاهليّ يحيـا وقـد نقـد الـده
ر كمـا عـاش فـي المتاهات سام
ويروحـون يبحثـون وخلـف الليل
دوح بهـــا البنـــاء يقـــام
جهلوا أمرها وحجبها عنهم ضباب
مـــــن صـــــنعهم وغمــــام
وانتهـى سـرها إليـه فما أغفى
ومــن حــوله الكســالى نيـام
شــاءها صــيحة ففكّــت قيــود
وارتقـــت أمّــة وتــم نظــام
أيهــا الثـائر المحـرر مـاذا
مــن معانيــك تــدرك الأفهـام
لـم يـزل صـوتك النـدى كما كا
ن وإن غـــاب وجهــك البســام
آه لــو تســتطاع رجعــة ميـت
قبلمـا يـؤذن الحيـاة الختـام
لرأيــت الــذي غرســت وقــدآ
تـــى ثمـــارا كأنهــا الأحلام
بلغــت مرفـأ الأمـانيّ يـا قـا
ســم حــواء والريــاح جهــام
بلغتـــه وحقّقـــت مــا أرادت
رغــم مـا أرصـدت لهـا الأيـام
إنهـا أيهـا الحـبيب كمـا شـئ
ت كفـــاح ويقظـــة واعــتزام
باركتهــا هـدى العظيمـة حـتى
لقيــت ربهــا عليهــا السـلام
ولــدينا مــن روحهــا نفحـات
هـــن للنّيــل صــبوة وغــرام
لـم يـزل سيرها على وجهها الأه
دى ومــن حولهـا الصـخور فئام
حاربوهـا ومـا يزالـون والمـو
كــب يجــرى وروحــه الإقــدام
لســت أدرى وليــس غيـري أدرى
مــا مـدى مـا يريـده الأقـوام
أقيـــودا والكائنـــات انطلاق
أم ركـودا والعـالمون اضـطرام
أم يقولــون إن للــدين حــدّاً
تحمــد الحـرب دونـه والخصـام
وهـو الـدين حجـة الجهل إن خا
ر وأعيـــا بيـــانه الإفحــام
أيهـا المرجفـون قـد ذهـب الأم
س وهــل الضــحى ومــات الظلام
ولهـا حقّهـا الـذي يـدفع التا
ريــخ عنــه والعقــل والإسـلام
وغــدٌ بيننــا ومنــه ســندرى
أحلال تحريرهــــا أم حــــرام
والأتـيّ العـالي من السيل لا يم
نــع تهــداره حصــى أو رجـام
صالح بن علي الشرنوبي المصري.شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها.دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم.ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام.ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً.له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط).