
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا العُمرُ ماطالَت بِهِ الدُهورُ
العُمــرُ مــاتَمَّ بِـهِ السـُرورُ
أَيّــامُ عِــزّي وَنَفــاذِ أَمـري
هِـيَ الَّـتي أَحسـِبُها مِـن عُمري
مـا أَجـوَرَ الـدَهرَ عَلـى بَنيهِ
وَأَغــدَرَ الـدَهرَ بِمَـن يُصـفيهِ
لَـو شـِئتُ مِمّـا قَـد قَلَلنَ جِدّاً
عَــدَدتُ أَيّــامَ السـُرورِ عَـدّا
أَنعَمـتُ يَومـاً مَـرَّ لي بِالشامِ
أَلَــذَّ مــا مَــرَّ مِـنَ الأَيّـامِ
دَعَــوتُ بِالصــَقّارِ ذاتَ يَــومِ
عِنـدَ اِنتِبـاهي سَحَراً مِن نَومي
قُلـتُ لَـهُ اِختَـر سـَبعَةً كِبارا
كُــلٌّ نَجيــبٌ يَــرِدُ الغُبـارا
يَكــونُ لِلأَرنَـبِ مِنهـا اِثنـانِ
وَخَمســـَةٌ تُفـــرَدُ لِلغِـــزلانِ
وَاِجعَــل كِلابَ الصـَيدِ نَـوبَتَينِ
تُرسـِلُ مِنها اِثنَينِ بَعدَ اِثنَينِ
وَلا تُـــؤَخِّر أَكلُــبَ العِــراضِ
فَهُــنَّ حَتــفٌ لِلظِبــاءِ قــاضِ
ثُــمَّ تَقَــدَّمتُ إِلــى الفَهّـادِ
وَالبازِيـــارينَ بِالاِســتِعدادِ
وَقُلـــتُ إِنَّ خَمســـَةً لَتُقنِــعُ
وَالزُرَّقــانِ الفَـرخُ وَالمُلَمَّـعُ
وَأَنـــتَ ياطَبّـــاخُ لاتَباطــا
عَجِّـل لَنـا اللَبّـاتِ وَالأَوساطا
وَيـــا شـــَرابِيَّ المُصــَفَّياتِ
تَكـــونُ بِـــالراحِ مُيَســَّراتِ
بِــاللَهِ لا تَستَصــحِبوا ثَقيلاً
وَاِجتَنِبـوا الكَـثرَةَ وَالفُضولا
رُدّوا فُلانــاً وَخُــذوا فُلانــا
وَضـــَمِّنوني صــَيدَكُم ضــَمانا
فَـاِختَرتُ لَمّـا وَقَفـوا طَـويلاً
عِشـــرينَ أَو فَوَيقَهــا قَليلا
عِصــابَةٌ أَكــرِم بِهـا عِصـابَه
مَعروفَــةٌ بِالفَضـلِ وَالنَجـابَه
ثُـمَّ قَصـَدنا صـَيدَ عَيـنِ قاصـِرِ
مَظِنَّــةَ الصــَيدِ لِكُــلِّ خـابِرِ
جِئنـاهُ وَالشـَمسُ قُبَيلَ المَغرِبِ
تَختـالُ في ثَوبِ الأَصيلِ المُذهَبِ
وَأَخَــذَ الـدُرّاجُ فـي الصـِياحِ
مُكتَنِفـاً مِـن سـائِرِ النَـواحي
فــي غَفلَــةٍ عَنّـا وَفـي ضـَلالِ
وَنَحــنُ قَــد زُرنـاهُ بِالآجـالِ
يَطــرَبُ لِلصــُبحِ وَلَيـسَ يَـدري
أَنَّ المَنايـا فـي طُلوعِ الفَجرِ
حَتّــى إِذا أَحسَســتُ بِالصـَباحِ
نــادَيتُهُم حَــيَّ عَلــى الفَلاحِ
نَحــنُ نُصـَلّي وَالبُـزاةُ تُخـرَجُ
مُجَـــرَّداتٍ وَالخُيــولُ تُســرَجُ
فَقُلـتُ لِلفَهّـادِ فَـاِمضِ وَاِنفَرِد
وَصـِح بِنـا إِن عَنَّ ظَبيٌ وَاِجتَهِد
فَلَــم يَـزَل غَيـرَ بَعيـدٍ عَنّـا
إِلَيــهِ يَمضـي مـا يَفِـرُّ مِنّـا
وَســِرتُ فـي صـَفٍّ مِـنَ الرِجـالِ
كَأَنَّمـــا نَزحَـــفُ لِلقِتـــالِ
فَمـا اِسـتَوَينا كُلُّنا حَتّى وَقَف
غُلَيِّـمٌ كـانَ قَريبـاً مِـن شـَرَف
ثُـمَّ أَتـاني عَجِلاً قـالَ السـَبَق
فَقُلـتُ إِن كانَ العِيانُ قَد صَدَق
ســِرتُ إِلَيـهِ فَـأَراني جـاثِمَه
ظَنَنتُهـا يَقظـى وَكـانَت نائِمَه
ثُـمَّ أَخَـذتُ نَبلَـةً كـانَت مَعـي
وَدُرتُ دَورَيـــنِ وَلَــم أُوَســَّعِ
حَتّـى تَمَكَّنـتُ فَلَـم أُخطِ الطَلَب
لِكُــلِّ حَتـفٍ سـَبَبٌ مِـنَ السـَبَب
وَضــَجَّتِ الكِلابُ فــي المَقـاوِدِ
تَطلُبُهــا وَهــيَ بِجُهـدٍ جاهِـدِ
وَصـــِحتُ بِالأُســودِ كَالخُطّــافِ
لَيـــسَ بِـــأَبيَضٍ وَلا غِطــرافِ
ثُـمَّ دَعَـوتُ القَـومَ هَـذا بازي
فَـــأَيُّكُم يَنشـــَطُ لِلبِـــرازِ
فَقـالَ مِنهُـم رَشـَأٌ أَنـا أَنـا
وَلَــو دَرى مابِيَــدي لَأَذعَنــا
فَقُلــتُ قـابِلني وَراءَ النَهـرِ
أَنــتَ لِشــَطرٍ وَأَنــا لِشــَطرِ
طــارَت لَــهُ دُراجَـةٌ فَأَرسـَلا
أَحســَنَ فيهــا بـازُهُ وَأَجمَلا
عَلَّقَهــا فَعَطعَطــوا وَصــاحوا
وَالصــَيدُ مِـن آلَتِـهِ الصـِياحُ
فَقُلـتُ ماهَـذا الصِياحُ وَالقَلَق
أَكُـلُّ هَـذا فَـرَحٌ بِـذا الطَلَـق
فَقـالَ إِنَّ الكَلبَ يُشوي البازا
قَـد حَـرَزَ الكَلـبُ فَجُـز وَجازا
فَلَــم يَــزَل يَزعَـقُ يـامَولائي
وَهـوَ كَمِثلِ النارِ في الحَلفاءِ
طـارَت فَأَرسـَلتُ فَكـانَت سـَلوى
حَلَّـت بِهـا قَبلَ العُلوِّ البَلوى
فَمـا رَفَعـتُ البـازَ حَتّى طارا
آخَــرُ عـوداً يُحسـِنُ الفِـرارا
أَســوَدُ صــَيّاحٌ كَريــمٌ كُــرَّزُ
مُطَــــرَّزٌ مُكَحَّــــلٌ مُلَــــزَّزُ
عَلَيــهِ أَلــوانٌ مِـنَ الثِيـابِ
مِـن حُلَـلِ الـديباجِ وَالعُنّابي
فَلَـم يَـزَل يَعلـو وَبازي يَسفُلُ
يُحـرِزُ فَضـلَ السـَبقِ لَيسَ يَغفُلُ
يَرقُبُــهُ مِــن تَحتِــهِ بِعَينِـهِ
وَإِنَّمـــا يَرقُبُـــهُ لِحينِـــهِ
حَتّـى إِذا قـارَبَ فيمـا يَحسـَبُ
مَعقِلَــهُ وَالمَـوتُ مِنـهُ أَقـرَبُ
أَرخــى لَــهُ بِنَبجِــهِ رِجلَيـهِ
وَالمَــوتُ قَــد سـابَقَهُ إِلَيـهِ
صـِحتُ وَصـاحَ القَـومُ بِالتَكبيرِ
وَغَيرُنــا يُضـمِرُ فـي الصـُدورِ
ثُـمَّ تَصـايَحنا فَطـارَت واحِـدَه
شـَيطانَةٌ مِـنَ الطُيـورِ مـارِدَه
مِــن قُــرُبٍ فَأَرسـَلوا إِلَيهـا
وَلَــم تَــزَل أَعيُنُهُـم عَلَيهـا
فَلَـــم يُعَلِّـــق بــازُهُ وَأَدّى
مِــن بَعــدِ ماقارَبَهـا وَشـَدّا
صـِحتُ أَهَـذا البـازُ أَم دَجاجَه
لَيــتَ جَنــاحَيهِ عَلـى دُرّاجَـه
فَــاِحمَرَّتِ الأَوجُــهُ وَالعُيــونُ
وَقــالَ هَــذا مَوضــُعٌ مَلعـونُ
إِن لَزَّهـا البـازُ أَصابَت نَبجاً
أَو سـَقَطَت لَـم تَلـقَ إِلّا مَدرَجا
أَعــدِل بِنـا لِلنَبَّـجِ الخَفيـفِ
وَالمَوضـِعِ المُنفَـرِدِ المَكشـوفِ
فَقُلــتُ هَــذي حُجَّــةٌ ضــَعيفَه
وَغِـــرَّةٌ ظـــاهِرَةٌ مَعروفَـــه
نَحـنُ جَميعـاً فـي مَكـانٍ واحِدِ
فَلا تُعَلِّــل بِــالكَلامِ البـارِدِ
قُـصَّ جَنـاحَيهِ يَكُـن فـي الدارِ
مَـعَ الدَباسـي وَمَـعَ القَمـاري
وَاِعمَـد إِلـى جُلجُلِـهِ البَـديعِ
فَـاِجعَلهُ فـي عَنـزٍ مِنَ القَطيعِ
حَتّـى إِذا أَبصـَرتُهُ وَقَـد خَجِـل
قُلـتُ أَراهُ فارِهـاً عَلى الحَجَل
دَعـهُ وَهَـذا البـازُ فَاِطَّرِد بِهِ
تَفادِيــاً مِــن غَمِّــهِ وَعَتبِـهِ
وَقُلـتُ لِلخَيـلِ الَّـتي حَولَينـا
تَشـــاهَدوا كُلُّكُـــمُ عَلَينــا
بِـــأَنَّهُ عارِيَـــةٌ مَضـــمونَه
يُقيــمُ فيهــا جـاهَهُ وَدينَـه
جِئتُ بِبـــازٍ حَســـَنٍ مُبَهــرَجِ
دونَ العُقــابِ وَفُوَيـقَ الزُمَّـجِ
زَيــنٍ لِرائيـهِ وَفَـوقَ الزَيـنِ
يَنظُـرُ مِـن نـارَينِ فـي غارَينِ
كَــأَنَّ فَــوقَ صـَدرِهِ وَالهـادي
آثـارَ مَشـيِ الـذَرِّ في الرَمادِ
ذي مِنسـَرٍ فَخـمٍ وَعَيـنٍ غـائِرَه
وَفَخِــذٍ مِلـءَ اليَميـنِ وافِـرَه
ضــَخمٍ قَريـبِ الدَسـتَبانِ جِـدّا
يَلقـى الَّـذي يَحمِـلُ مِنـهُ كَدّا
وَراحَــةٍ تَغمُــرُ كَفّــي سـَبطَه
زادَ عَلـى قَـدرِ البُـزاةِ بَسطَه
ســُرَّ وَقــالَ هـاتِ قُلـتُ مَهلا
اِحلِـف عَلـى الـرَدِّ فَقـالَ كَلّا
أَمّـا يَمينـي فَهيَ عِندي غالِيَه
وَكَلمَـتي مِثـلُ يَمينـي وافِيَـه
قُلــتُ فَخُــذهُ هِبَــةً بِقُبلَــه
فَصــَدَّ عَنّــي وَعَلَتــهُ خَجلَــه
فَلَـم أَزَل أَمسـَحُهُ حَتّـى اِنبَسَط
وَهَـــشَّ لِلصــَيدِ قَليلاً وَنَشــَط
صـِحتُ بِهِ اِركَب فَاِستَقَلَّ عَن يَدي
مُبـادِراً أَسـرَعَ مِـن قَـولِ قَـدِ
وَضـَمَّ سـاقَيهِ وَقـالَ قَـد حَصـَل
قُلـتُ لَهُ الغَدرَةُ مِن شَرِّ العَمل
سـِرتُ وَسـارَ الغـادِرُ العَيّـارُ
لَيــسَ لِطَيــرٍ مَعَنــا مَطــارُ
ثُـمَّ عَـدَلنا نَحـوَ نَهرِ الوادي
وَالطَيــرُ فيـهِ عَـدَدُ الجَـرادِ
أَدَرتُ شــاهينَينِ فــي مَكــانِ
لِكَــثرَةِ الصـَيدِ مَـعَ الإِمكـانِ
دارا عَلَينـــا دَورَةً وَحَلَّقــا
كِلاهُمـــا حَتّــى إِذا تَعَلَّقــا
تَوازَيــا وَاِطَّــرَدا اِطِّــرادا
كَالفارِسـَينِ اِلتَقَيـا أَو كادا
ثَمَّــتَ شــَدّا فَأَصـابا أَربَعـا
ثَلاثَــةً خُضـراً وَطَيـراً أَبقَعـا
ثُــمَّ ذَبَحناهــا وَخَلَّصــناهُما
وَأَمكَــنَ الصـَيدُ فَأَرسـَلناهُما
فَجَــدَّلا خَمســاً مِــنَ الطُيـورِ
فَزادَنـي الرَحمَـنُ فـي سـُروري
أَربَعَـــةٌ مِنهـــا أَنيســِيّانِ
وَطــائِراً يُعــرَفُ بِالبَيضـاني
خَيــلٌ نُنــاجيهِنَّ كَيـفَ شـينا
طَيِّعَـــةٌ وَلَجمُهـــا أَيــدينا
وَهـيَ إِذا ما اِستَصعَبَت لِلقادَه
صــَرَّفَها الجـوعُ عَلـى الإِرادَه
وَكُلَّمـا شـُدَّ عَلَيهـا فـي طَلَـق
تَسـاقَطَت مابَينَنـا مِـنَ الفَرَق
حَتّـى أَخَـذنا مـا أَرَدنا مِنها
ثُـمَّ اِنصـَرَفنا راغِـبينَ عَنهـا
إِلــى كَراكِــيَّ بِقُـربِ النَهـرِ
عَشـراً نَراهـا أَو فُوَيقَ العَشرِ
لَمّـا رَآها البازُ مِن بُعدٍ لَصَق
وَحَــدَّدَ الطَــرفَ إِلَيهـا وَذَرَق
فَقُلـتُ قَـد صـادَ وَرَبِّ الكَعبَـه
وَنَحــنُ فـي وادٍ بِقُـربِ جَنبَـه
فَـدارَ حَتّـى أَمكَنَـت ثُـمَّ نَـزَل
فَحَـطَّ مِنهـا أَفرُعاً مِثلَ الجَمَل
مــا اِنحَــطَّ إِلّا وَأَنـا إِلَيـهِ
مُمَكِّنــاً رِجلَــيَّ مِــن رِجلَيـهِ
جَلَســتُ كَـي أُشـبِعَهُ إِذا هِيَـه
قَد سَقَطَت مِن عَن يَمينِ الرابِيَه
فَشــَلتُهُ أَرغَـبُ فـي الزِيـادَه
وَتِلــكَ لِلطَــرادِ شــَرُّ عـادَه
لَـــم أَجــزِهِ بِأَحســَنِ البَلاءِ
أَطَعــتُ حِرصــي وَعَصــَيتُ دائي
فَلَــم أَزَل أَختِلُهــا وَتُختَتَـل
وَإِنَّمــا نَختِلُهــا إِلـى أَجَـل
عَمَــدتُ مِنهــا لِكَـبيرٍ مُفـرَدِ
يَمشـي بِعُنـقٍ كَالرَشاءِ المُحصَدِ
طـارَ وَمـا طارَ لِيَأتيهِ القَدَر
وَهَـل لِما قَد حانَ سَمعٌ أَو بَصَر
حَتّــى إِذا جَــدَّلَهُ كَالعَنــدَلِ
أَيقَنـتُ أَنَّ العَظـمَ غَيرُ الفَصلِ
ذاكَ عَلـى مـا نِلـتُ مِنـهُ أَمرُ
عَثَــرتُ فيــهِ وَأَقـالَ الـدَهرُ
خَيــرٌ مِــنَ النَجـاحِ لِلإِنسـانِ
إِصـابَةُ الـرَأيِ مَـعَ الحِرمـانِ
صـِحتُ إِلى الطَبّاخِ ماذا تَنتَظِر
إِنـزِل عَنِ المَهرِ وَهاتِ ما حَضَر
جــاءَ بِأَوســاطٍ وَجُــردِ تـاجِ
مِــن حَجَـلِ الصـَيدِ وَمِـن دُرّاجِ
فَمــا تَنازَلنـا عَـنِ الخُيـولِ
يَمنَعُنـا الحِـرصُ عَـنِ النُـزولِ
وَجيــءَ بِالكَــأسِ وَبِالشــَرابِ
فَقُلــتُ وَفِّرهـا عَلـى أَصـحابي
أَشـبَعَني اليَومَ وَرَوّاني الفَرَح
فَقَـد كَفـاني فيـهِ قِسـطٌ وَقَدَح
ثُــمَّ عَـدَلنا نَطلُـبُ الصـَحراءَ
نَلتَمِــسُ الوُحــوشَ وَالظِبــاءَ
عَـنَّ لَنـا سـِربٌ بِبَطـنِ الوادي
يَقــدُمُهُ أَقـرَنُ عَبـلُ الهـادي
قَــد صــَدَرَت عَــن مَنهَـلٍ رَوِيِّ
مِــن غُبَــرِ الوَسـمِيِّ وَالـوَلِيِّ
لَيـــسَ بِمَطـــروقٍ وَلا بَكِـــيِّ
وَمَرتَــــعٍ مُقتَبِــــلٍ جَنِـــيِّ
رَعَيــنَ فيــهِ غَيـرَ مَـذعوراتِ
لُعــاعَ وادٍ وافِــرِ النَبــاتِ
مَــرَّ عَلَيــهِ غَــدِقُ الســَحابِ
بِواكِـــفٍ مُتَّصـــِلِ الرَبـــابِ
لَمّــا رَآنــا مـالَ بِالأَعنـاقِ
نَظـــرَةَ لاصـــَبٍّ وَلا مُشـــتاقِ
مـازالَ فـي خَفـضٍ وَحُسـنِ حـالِ
حَتّـى أَصـابَتهُ بِنـا اللَيـالي
سـِربٌ حَمـاهُ الـدَهرُ مـا حَماهُ
لَمّـا رَآنـا اِرتَـدَّ مـا أَعطاهُ
بــادَرتُ بِالصــَقّارِ وَالفَهّـادِ
حَتّـى سـَبَقناهُ إِلـى الميعـادِ
فَجَـدَّلَ الفَهـدُ الكَبيرَ الأَقرَنا
شــَدَّ عَلـى مَـذبَحِهِ وَاِسـتَبطَنا
وَجَــدَّلَ الآخَــرُ عَنـزاً حـائِلاً
رَعَـت حِمى الغَورَينِ حَولاً كامِلا
ثُـــمَّ رَمَينـــاهُنَّ بِالصــُقورِ
فَجِئنَهــا بِالقَــدَرِ المَقـدورِ
أَفرَدنَ مِنها في القَراحِ واحِدَه
قَـد ثَقُلَـت بِالخَصرِ وَهيَ جاهِدَه
مَـرَّت بِنـا وَالصَقرُ في قَذالِها
يُؤذِنُهــا بِســَيِّئٍ مِـن حالِهـا
ثُــمَّ ثَناهـا وَأَتاهـا الكَلـبُ
هُمــا عَلَيهـا وَالزَمـانُ إِلـبُ
فَلَــم نَــزَل نَصـيدُها وَنَصـرَعُ
حَتّـى تَبَقّـى فـي القَطيعِ أَربَعُ
ثُـمَّ عَـدَلنا عَدلَـةً إِلى الجَبَل
إِلـى الأَراوي وَالكِباشِ وَالحَجَل
فَلَــم نَــزَل بِالخَيـلِ وَالكِلابِ
نَجزُرُهـا جَـزراً إِلـى الأَغبـابِ
ثُـمَّ اِنصـَرَفنا وَالبِغالُ موقَرَه
فـي لَيلَـةٍ مِثلِ الصَباحِ مُسفِرَه
حَتّــى أَتَينــا رَحَلنـا بِلَيـلٍ
وَقَــد سـُبِقنا بِجِيـادِ الخَيـلِ
ثُـمَّ نَزَلنـا وَطَرَحنـا الصـَيدا
حَتّـــى عَــدَدنا مِئَةً وَزَيــدا
فَلَـم نَـزَل نَقلـي وَنَشوي وَنَصُب
حَتّـى طَلَبنـا صـاحِياً فَلَم نُصِب
شـُرباً كَمـا عَـنَّ مِـنَ الزِقـاقِ
بِغَيــرِ تَرتيــبٍ وَغَيــرِ سـاقِ
فَلَـم نَـزَل سـَبعَ لَيـالٍ عَـدَدا
أَسـعَدَ مَـن راحَ وَأَحظى مَن غَدا
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة، له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.