
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا ناصـرٌ مـن اعيـنٍ سـدنَ بالكسـر
فهـنَّ اثـرنَ العشـقَ من حيثُ لا أدري
عيـونٌ وفـي اللـهُ القلـوبَ سهامها
فكم نفذت في القلبِ من داخل الصدرِ
عيـونٌ هـيَ السـوداءُ إن جـنَّ عاشـقٌ
او الـبيضُ هزَّتهـا قـدودٌ من السمر
حمـت فـي المحيَّا الثغرَ وهيَ فواتر
وكـم قـد شـفى من غلةٍ باردُ الثغر
فللــه مـن ثغـرٍ بـدا فـي عقيقـهِ
عقـودٌ اذا اقللـتُ قلـتُ مـن الـدرّ
يطــارحني منــهُ التبســمُ لؤلـؤاً
فـألقيهِ مـن دمعي واجلوهُ من شعري
ومـا الشـعرُ في حكمِ القياسِ نتيجةٌ
لأهــلِ الهــوى الاَّ مقدَّمــةُ الفكـر
يحــاولُ فكـري نظمـهُ عفـوَ خـاطري
وتــدفعهُ عنــهُ معارضــةُ الــدهرِ
ويـــأبى بــهِ الاَّ التغــزُّلَ عفــةً
فـان رحـتُ اشكو لم الاقِ سوى الشكر
ويبــدو عليــهِ حيـنَ ينشـدُ كلفـةٌ
إذا ضـُمنَ الشـكوى من الضرّ والعُسر
وكنـت مـتى اقصـدهُ يسـهل فصرت إِن
أشـا نظمـهُ لاقيـتُ أعسـرَ مـن يسري
ولـولاكَ لـم ينقـد الـى الأنسِ نافرٌ
ولا شـيدَ بالإيمـان مـا هُـدَّ بالكفرِ
ولـولاكَ لـم يسبق الى الشعرِ خاطري
علـى جريها الأَقلامَ مع أَنملي العشرِ
ولـم تنتسـق فـي نظمـهِ من سليقتي
معـانٍ حكيـنَ العقـدَ في عنُقِ البكرِ
ويــا رُبَّ يــومٍ همـتُ فيـهِ تفكـراً
فرحــتُ طروبــاً بـالتفكرِ والـذكر
وكــان هـدوُّ الصـبحِ يحكـي متيَّمـاً
خلا قلبـهُ مـن لوعـةِ الصـدِّ والهجرِ
فمـرَّت بنـا شـكوى الجوى في نسيمهِ
فرحنـا نبثّ العذرَ في عشقهِ العذري
وخلنـا الـدُجى والصـبحُ يفتقُ جنبهُ
فــؤادَ مــداجٍ قـد تبطـنَ بالغـدرِ
فكـانَ جمـالُ الكـونِ فـي جنبِ قبحهِ
وفــاءَ مــداجٍ قـد تبطـنَ بالغـدرِ
ولاجَ لنــا الانسـانُ جيشـاً مقـاتلاً
تلاطــم كـالأمواجِ فـي لَجـةِ البحـر
فعفنا الغواني في المعاني عرائساً
تجليــنَ كالأقمــارِ فـي حلـلٍ خضـرِ
ولـذنا بـذيلِ اليـأسِ مـن كـلّ لذَّةٍ
سـوى العلـمِ انَّ اللذَّةَ الصرفَ للغرِّ
فيــا مَـن غـدا مسـتعبداً بـودادهِ
اخلاَّءَ صــدقٍ مــن رقيــقِ ومـن حـرِّ
تكلفنــي هـذا القريـضَ وليـس بـي
مـن الوجدِ ما يدعو القريحةَ للشعرِ
ولكننـــي لمَّــا ذكرتــك هــاجني
اليـهِ اشـتياقي وانثنى نحوهُ فكري
فــدونكَ بكــراً ان تبــدَّت لراهـبٍ
جـرى خلفهـا جـريَ المطَّهمـةِ الضمر
تزيّنهـا هـذي السـطورُ عـن الحلـى
وقـد سـكنت هـذي الطروسُ عن الخدرِ
أَديب إسحاق الدمشقي.أديب، حسن الإنشاء، له نظم.من مسيحي دمشق، ولد فيها وتعلم في إحدى مدارسها، وانتقل إلى بيروت كاتباً في ديوان المكس (الجمرك) ثم اعتزل العمل، وتولى الإنشاء في جريدة (ثمرات الفنون) فجريدة (التقدم) البيروتيتين.وسافر إلى الإسكندرية فساعد سليماً النقاش في تمثيل الروايات العربية، وانتقل إلى القاهرة فأصدر جريدة أسبوعية أسماها (مصر) سنة 1877م، وعاد إلى الإسكندرية فأصدر مشتركاً مع سليم النقاش جريدة يومية سمياها (التجارة) وأقفلت الجريدتان، فرحل إلى باريس سنة 1880م فأصدر فيها جريدة عربية سماها (مصر القاهرة)، وأصيب بعلة الصدر فعاد إلى بيروت فمصر، وجعل ناظراً لديوان (الترجمة والإنشاء) بديوان المعارف في القاهرة، ثم كاتباً ثانياً لمجلس النواب، ولم يلبث أن قفل راجعاً إلى بيروت بعد نشوب الثورة العرابية، فتوفي في قرية الحدث (بلبنان).له: (نزهة الأحداق في مصارع العشاق - ط) رسالة، و(تراجم مصر في هذا العصر)، وروايات ترجمها عن الفرنسية، منها (رواية أندروماك)، و(رواية شارلمان)، و(الباريسية الحسناء)، وجمعت مقالاته ومنظوماته في كتاب سمى (الدرر-ط).