
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عــجّ بـي علـى تلـكَ الطلـولِ ونـادِ
انَّــى تحمّــل اهــلُ هــذا النـادي
هـل صـادَ هـم شـرك الـردى فأبادَهم
صــرفٌ انــاخَ عَلَــى ثمــود وعــادِ
ام غــادروا الاوطـارَ فـي اوطـانهم
مـذ حـاذروا غـدرَ الزمـان العـادي
وســل الرسـومَ وان عفـت عنهـم مـا
فعلــوا قبيــلَ رحيلهــم بفــؤَّادي
خلَّفتــهُ فــي حيهــم ميثــاً فهــل
أَحيـــاهُ ام حيَّـــاهُ اهـــلُ ودادي
ام حمَّلــوهُ رديــفَ صــبرى والمنـى
وتجلــــدِي وتعللــــي ورقــــادي
ام غــادروهُ رفيــقَ وجـدي والضـنى
وتلهفــــي وتــــذللي وســــهادي
يـــا واردَ الاســـكندرية طامعـــاً
بمنــــافعِ الاصــــدارِ والايـــرادِ
أَقصــورُها خفيــت عــن الانظـار ام
آثــارُ لُقصــُرَ فــي القفـارِ بـوادِ
ام تـــدمرٌ قـــد دُمّــرت وعمــورةٌ
مـــا عُمّـــرت ام دارُ ذي الاوتــادِ
هــذه عـروس الشـرق مـاتت فاكتسـى
حزنــاً عليهــا الغـربُ ثـوبَ حـداد
بــالأمس كــانت والبيــاضُ دثارُهـا
واليـــوم صــارت ارســماً بســوادِ
كـــانت ملاذ الخـــائفين فأصــبحت
والخـــوفُ منهــا مبعــد القصــادِ
كــانت مــوارد للظمـاءِ وقـد غـدت
مــا أن بهــا مــن مـوردٍ للصـادي
كــانت مراتــع نعمــةٍ فغـدت ومـا
فيهــا ســوى البأســاءِ للمرتــادِ
كــانت وكـان الـدهرُ يسـعدُ اهلهـا
فأَصــــابها بـــالأهلش والاســـعادِ
كـــانت وكنــا لا ينــامُ حســودُنا
صـــارت وصـــرنا راحــة الحســادِ
كــانت ومــا تخشــى بـوادر ضـدّها
فغـــدت ترجـــي رحمـــةَ الاصــدادِ
قـامت عَلَـى اقـوى العمـادِ تزينُ ما
تحــت الــتي رُفعــت بغيــرِ عمـادِ
فأبادهــا جهــلٌ خفــيٌّ مــا بــدا
مثـــلٌ لــهُ مــن حاضــرٍ او بــادِ
جهــل الـذي رام الامـاني وهـيَ فـي
قمــمِ الجبــال وكـانَ دون الـوادي
وعــدا ومــا لقـيَ الثعـالبَ عمـرهُ
يبغــي اقتحــامَ عــرائنِ الآســادِ
وســعى الـى الشـورى ولكـن خالهـا
لمَّـــا ثهتـــكَ برقـــع اســتبدادِ
وعَلَـى المسـاواةِ ابتنـى هدمَ الهنا
لمَّـــا تســـاوى حزبـــهُ بفســـادِ
وقـــدِ ادَّعــى فــي عســفهِ حرّيــةً
يـا مـن قـومهِ مـا لم ينلهُ العادي
والــى الاخــاءِ دعـا فنـالَ بفعلـهِ
مــن قـومهِ مـا لـم ينلـهُ العـادي
شــقيت بزلَّتــهِ الجمــوعُ وطالمــا
اشـــقت جموعـــاً زلَـــةُ الافــراد
وتلاهُ فــي ســبلِ الغوايــةِ معشــرٌ
زلُّــوا وضــلوا حيــثُ ضـلَّ الهـادي
غرسـوا الجناية فيالجنون وما جنوا
ممَّـــا جنــوهُ غيــرَ شــوكِ قتــادِ
وســعوا فســاداً فـي البلاد كـأنهم
والحادثــات أَتــوا عَلَــى ميعــادِ
خلعـوا الشـعارَ المسـتعارَ خلت لهم
فســعوا فكــانَ العــدلُ بالمرصـادِ
وتخيلــوا انَّ الطريــقَ خلــت لهـم
فســعوا فكــانَ العــدلُ بالمرصـادِ
فأَتــاهمُ رعــدُ المــدافعِ مبرقــاً
فنبـــوا عــن الابــراقِ والارعــادِ
وســطوا علــى المسـتأمنين خيانـةً
لــم تشــفِ منهــم غلــة الاحقــادِ
ورمــوا بنــارِهمِ الـديارَ وبـدَّدوا
مـــا اســتجمعت مــن طــارفٍ وتلادِ
نكـــرٌ عرفنــا منــهُ انَّ لبعضــهم
بـــزَّ اللصـــوص وبـــزَّة الاجنــادِ
ونقيصـــةٌ يســعى بهــا ابنــاؤُهم
لمقــــابرِ الآبــــاءِ والاجــــدادِ
اســفاً علــى تلـكَ القصـورِ فانهـا
كـــانت مُنــى الــورَّاد والــروَّادِ
اســفاً عَلَــى مـن قـادهُ اسـتئمانهُ
للفــاتيكن ولــم يجــد مــن فـادِ
اســفاً عَلَــى قــومٍ اتــاهم فجـأَةً
صــوتُ المنــادي بــالبلاءِ ينــادي
فتسـارعوا طلـب النجـاة مـن الردى
بنفوســــــهم والاهــــــلِ والاولادِ
يــا هولهــا مـن سـاعةًٍ مـرَّت بمـا
زهقــت بــه الارواحُ فــي الاجســادِ
كــم حامــلٍ خرجــت بهــا محمولـةً
فـــوق الكواهــلِ وعَلَــى الاعــوادِ
ومصـــونةٍ نفســا تقــولُ لصــحبها
يــا ليتنــي قــد مــتُّ قبـل ولادي
لطخــت بآثــارِ الــولادِ ومــا درت
جســـداً تضـــمخ قبلـــهُ بجســـادِ
ومبـــأبىءٍ يــدميهِ لمــس حريــرهِ
طفـــلٍ قريـــب العهــد بــالميلادِ
ومعمــرٍ لـم يبـقَ فـي الـدنيا لـهُ
غيــر الســكينة مــن منًـى ومـرادِ
ومريــض قــوم غــابَ عنــهُ طـبيبهُ
وجفـــاهُ أنـــس الاهــلِ والعــوَّادِ
خرجــوا وهــم لا يهتــدونَ سـبيلهم
والنائبــــــاتُ روائحٌ وغـــــوادِ
ودمــوعهم والنــارُ فــي احشـائهم
حلـــت محـــلَّ مزادهـــم والــزادِ
فكـــأنهم إِبـــلٌ بـــدوّ نالهـــا
ألُـم السـغوبِ وحـادَ عنهـا الحـادي
تعلـــو وتهبــطُ جانحــاتٍ لا تــرى
مـــن بلغــةٍ فــي انجــدٍ ووهــادِ
او أنهــم قصـدوا الصـبوحَ فجـاءَهم
فــي فجــأةٍ منهــم طريــد طــرادِ
شـهدَ الوبـالَ ولـم يجـد مـن منجـدٍ
فأَغـــذَّ فـــي الاتهــامِ والانجــادِ
فتفرَّقــوا والهــول ملــء قلـوبهم
يقتـــادهم زمـــراً بغيــرِ قيــادِ
أو أنهــم اهــل القبــورِ تيقظـوا
ســحرَا بنفــخ الصــورِ بعـد رقـادِ
نُشــروا عــراةً واجفيــن فيــومهم
يـــوم المعــادِ أتــى بلا ميعــادِ
والنــارُ موقــدةٌ سـرَت مـن خلفهـم
فكأَنهـــا حيَّـــاتُ بطــنِ الــوادي
والجنـــدُ شــرَّدهم قتــال عــدوّهم
فِرَقــــاً فلــــم يتجلًـــدوا لجلادِ
ونضـوا علـى أهـل السـبيلِ بـواتراً
فــي الحــرب مانضـيت مـن الاغمـادِ
قـــد حُـــدّدت شـــفراتها لكنهــا
كــانت علــى الاعــداءِ غيـر حـدادِ
ولـــربِّ عــادٍ منهــمُ فــي رعــدةٍ
مـــا أن تلـــمَّ بصــائد الرعَّــادِ
ســكنت فرائصــهُ عَلَـى نهـبِ الحمـى
مــن قبــل تســكنُ رغــدُ الصــيَّادِ
ومـــرأَسٍ حـــثَّ الجـــوادَ وخلفــهُ
ممَّــا حبــاهُ النهــبُ حمــلَ جـوادِ
عـــدمَ الربـــاط فشــدَّهُ بنجــادهِ
وأَتـــى معســـكرهُ بغيـــرِ نجــادِ
فهـمُ اللصـوصُ وان هـمُ قـد اوهمـوا
أن ليــس مــاارتكبوهُ غيــر جهـادِ
وبلادهــم قـد نالهـا مـن عـارِ هـم
مــا لــم يحــق فــي عهـدنا ببلادِ
عيبــت فلــولا الســابقونَ ومجـدهم
وبقــاءُ مَــن ولــدوا مـنَ الامجـادِ
ومؤَيّــــدٌ ملـــكٌ اميـــرٌ عـــادلٌ
أَربـــى بمفـــردهِ علــى الاعــدادِ
وعصــــابةٌ كـــانت قلائد فضـــلهم
أبهــى مــن الاطــواق فـي الاجيـادِ
لــم تلــقَ فـي مصـرٍ ومصـرُ عزيـزةٌ
مــــن قـــائلٍ هـــذه البلاد بلادي
امَّــا وقــد ولـيَ الشـريف أُمورَهـا
فلهــا بحــول اللهــش خيـر معـادِ
مــولىً فــي النفــعِ رغبــة طـامعٍ
وعـــن المضـــرَّة عفَّـــة الزُهَّــادِ
وهــوَ الــذي يخبــا ليـومِ كريهـةٍ
وســداد ثغــرٍ مــن طريــق ســدادِ
واذا بــدا فــي ليــل خطـبِ رأيـهُ
أذرى بنـــور الكـــوكبش الوقَّــادِ
يا حائزَ المجد الرفيع وجامعَ الفضل
الصـــــديعِ وواحـــــدَ الآحــــادِ
ياجـامعَ النعم العظام ودافعَ النقم
الجســـــامِ ومؤَيــــلَ القصــــَّادِ
حاشــاكَ ان تبقــى علــى أُغلوطــةٍ
يســـعى اليـــكَ بزورهــا حســَّادي
فلأنــتَ مــن دون البريــة مــوئلي
ولأنـــتَ مــن دون الانــامِ عتــادي
مــا خلــتُ انــكَ قــاطعي بسـعايةٍ
للكــــاذبين ضــــعيفة الاســـنادِ
حـــتى رأيتــكَ معرِضــاً متغاضــياً
عنـــي وانـــتَ ذخيرتــي وعمــادي
أقـــدحتِ للســاعين فــيَّ زنــادهم
فاستأســدوا ورجــوا خبــوَّ زنـادي
فــاذا رأَونـي فـي جنابـكَ أصـلدوا
وامنـــتُ فيـــهِ خجلـــة الاصـــلاد
بيَّضـــت بالنعمــاءِ ايــامي ومــا
حـــالت فاصـــبغ عرفهــا بســوادِ
وبلـــوتني فرأيــتَ منــي صــادقاً
مـــا شـــابَ ورد صـــلاحهِ بفســادِ
وحميتنــــي والنائبـــات ملمـــةٌ
ونصـــرتَ ضــعفي والزمــانُ معــادِ
وظهــرتُ فيــكَ بكــلّ مــدحٍ صــادقٍ
صــرفٍ ومــا جمــري كميــن رمــادِ
لا تقبــلُ الحســنات ســحتاً همــتي
وســــواىَ كلهـــنَّ اكـــلَ جـــرادِ
وقــد اعتــذرتُ ومــا وراء تنصـلي
فـــي القــلِ غيــر امانــةٍ وودادِ
فــاذا صــفوتَ فـذاكَ غايـة مقصـدي
واذا رضـــيتَ فــذاكَ كــلّ مــرادي
يــا صـبحَ كـلّ مؤَمـلٍ يـا نجـحَ كـلّ
توصــــلٍ يـــا مـــورد الامـــدادِ
لــولاك مــا أحييــتُ ليلـي ضـارباً
فــي الشــعر بالاســبابِ والاوتــادِ
وصــفاً لمــا يجـري الـدموع اقلَّـهُ
ويقـــلُّ فيـــهِ تفتـــت الاكبـــادِ
فلقــد هجـرتُ الشـعرَ لمـا أن رمـى
ضـــعف الســـليقة ســوقهُ بكســادِ
واسـتامهُ مَـن ليـس يفـرقُ بيـن مـا
يفنـــى ومـــابقى عَلَــى الانشــادِ
لكــن رأيتــكَ يبـا نصـيري جامعـاً
نقـــدَ البصـــير ودقــة النقــادِ
فنظمتــهُ نظــمَ الفــرائد مثلمــا
نظمــــت اليــــكَ قلائد الاوفـــادِ
ورأيــتُ حسـادي عليـك قـد افـتروا
فـي جـانبي مـا لـم يكـن مـن عادي
زعمــوا بــأنَّ ســريرتي قـد كـدّرَت
فلمَــن يصــافي بالجميــل تصــادي
فبعثـتُ صـافي الشـعر يثبـتُ صـفوها
ولــو اســتطعتُ جعلـت فيـهِ فـؤادي
أَديب إسحاق الدمشقي.أديب، حسن الإنشاء، له نظم.من مسيحي دمشق، ولد فيها وتعلم في إحدى مدارسها، وانتقل إلى بيروت كاتباً في ديوان المكس (الجمرك) ثم اعتزل العمل، وتولى الإنشاء في جريدة (ثمرات الفنون) فجريدة (التقدم) البيروتيتين.وسافر إلى الإسكندرية فساعد سليماً النقاش في تمثيل الروايات العربية، وانتقل إلى القاهرة فأصدر جريدة أسبوعية أسماها (مصر) سنة 1877م، وعاد إلى الإسكندرية فأصدر مشتركاً مع سليم النقاش جريدة يومية سمياها (التجارة) وأقفلت الجريدتان، فرحل إلى باريس سنة 1880م فأصدر فيها جريدة عربية سماها (مصر القاهرة)، وأصيب بعلة الصدر فعاد إلى بيروت فمصر، وجعل ناظراً لديوان (الترجمة والإنشاء) بديوان المعارف في القاهرة، ثم كاتباً ثانياً لمجلس النواب، ولم يلبث أن قفل راجعاً إلى بيروت بعد نشوب الثورة العرابية، فتوفي في قرية الحدث (بلبنان).له: (نزهة الأحداق في مصارع العشاق - ط) رسالة، و(تراجم مصر في هذا العصر)، وروايات ترجمها عن الفرنسية، منها (رواية أندروماك)، و(رواية شارلمان)، و(الباريسية الحسناء)، وجمعت مقالاته ومنظوماته في كتاب سمى (الدرر-ط).