
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَمُشـْفِقَةٍ تَظُـنُّ بِنـا الظُّنُونا
وَقَـدْ قُـدْنا عَرَنْدَسـَةً طَحُونـا
كَـأَنَّ زُهاءَهـا أُحُـدٌ إِذا مـا
بَــدَتْ أَرْكــانُهُ لِلنَّاظِرِينـا
تَـرَى الْأَبْـدانَ فِيهـا مُسْبِغاتٍ
عَلَى الْأَبْطالِ وَالْيَلَبَ الْحَصِينا
وَجُــرْداً كَالْقِــداحِ مُسـَوَّماتٍ
نَـؤُمُّ بِها الْغُواةَ الْخاطِيِينا
كَــأَنَّهُمُ إِذا صـالُوا وَصـُلْنا
بِبـابِ الْخَنْـدَقَيْنِ مُصـافِحُونا
أُنـاسٌ لا نَـرَى فِيهِـمْ رَشـِيداً
وَقَـدْ قالُوا: أَلَسْنا راشِدِينا
فَأَحْجَرْنــاهُمُ شــَهْراً كَرِيتـاً
وَكُنَّــا فَـوْقَهُمْ كَالْقاهِرِينـا
نُراوِحُهُــمْ وَنَغْـدُو كُـلَّ يَـوْمٍ
عَلَيْهِـمْ فِـي السـِّلاحِ مُدَجَّجِينا
بِأَيْــدِينا صــَوارِمُ مُرْهَفـاتٌ
نَقُـدُّ بِها الْمَفارِقَ وَالشُّؤُونا
كَـــأَنَّ وَمِيضـــَهُنَّ مُعَرَّيــاتٍ
إِذا لاحَــتْ بِأَيْـدِي مُصـْلِتِينا
وَمِيــضُ عَقِيقَـةٍ لَمَعَـتْ بِلَيْـلٍ
تَـرَى فِيها الْعَقائِقَ مُسْتَبِينا
فَلَــوْلا خَنْـدَقٌ كـانُوا لَـدَيْهِ
لَــدَمَّرْنا عَلَيْهِــمْ أَجْمَعِينـا
وَلَكِـنْ حـالَ دُونَهُـمُ وَكـانُوا
بِــهِ مِـنْ خَوْفِنـا مُتَعَوِّذِينـا
فَـإِنْ نَرْحَـلْ فَإِنَّـا قَدْ تَرَكْنا
لَـدَى أَبْيـاتِكُمْ سـَعْداً رَهِينا
إِذا جَـنَّ الظَّلامُ سـَمِعْتَ نَـوْحَى
عَلَـى سـَعْدٍ يُرَجِّعْـنَ الْحَنِينـا
وَســَوْفَ نَزُورُكُـمْ عَمَّـا قَرِيـبٍ
كَمــا زُرْنــاكُمُ مُتَوازِرِينـا
بِجَمْـعٍ مِـنْ كِنانَـةَ غَيْـرِ عُزْلٍ
كَأُسْدِ الْغابِ قَدْ حَمَتِ الْعَرِينا
ضِرارُ بن الخَطَّاب القُرَشِيّ الفِهْرِيّ، أبو الأَزْوَر، شاعرٌ مُخَضرَم، توفِّيَ نحو 13هـ/ 634م. كان شاعرًا وفارسًا شُجاعًا، شاركَ في يومِ الفِجار وهو على قومِه بني محارب بن فِهْر، وقاتلَ ضِدَّ المسلمينَ في معاركَ عِدَّة منها أُحُد والخَنْدَق، ولكنْ أسلَمَ يومَ الفَتْحِ وحَسُنَ إسْلامُه وشَهِد الفتوحاتِ وحَرْب الرِّدّة حتّى اسْتُشهِد يوم أجنادين. وعَدَّ أبو هلال العسكريّ شِعرَ ضِرار بأنَّه أوَّل شِعْرٍ قيلَ في أحداث الإسلامِ، تنوَّعتْ موضوعات شِعْره بين الفخرِ والرِّثاء والهجاء.