
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعنـف بنـا سيراً يا حادي الإبل
وغنهــا لتقطـع كـم مـن مرحـل
رب زمـان الوصـل عنهـا ينقضـي
ونحــن فــي شـغل أردى الشـغل
وقـد أفنينا العمر في عل وعسى
هلا وليــت مــع تسـويف العمـل
والنفـس لـم تـأمر بفعل يرتضى
سـوى المعاصـي مـع تطويل الأمل
والركـب شـال قاصداً نحو الحمى
تقطـع بـه العيـس آكام الصلصل
تطـوي الفلا رخـوا وحـدبا وفرا
مجـــاهلا منــزلا بعــد منــزل
فـألحق بنـا تلك الرفاق عاجلا
لعلنـــا نــدرك قبــل الأجــل
تلــك المــواطن الـتي تفضـلت
علـــى جميــع الأرضــين جمــل
فمنهـا بيـت اللَـه فرضـا حجها
ومنهــا زمــزم منــى والخلـل
ومنهــا ربــوة تســمى عرفــه
فـي موسم النحر اجتماع المحفل
ومنهـا المسـجد الحـرام واحداً
والصـفا والمـروة كذا المهرول
ومنهـا نجـد والعقيـق واللـوا
حنيـن مـع بـدر رسـوم المرسـل
حديبـــة ثـــم تبــوك خنــدق
بنــو قريظــة والمصـطلق يلـي
ثــم المدينـة المخصوصـة بمـا
خصــها ربــي مــن نيـل الأمـل
بســكناها نــور الهـدى محمـد
مــن مكــة أتـى لهـا مرتحلـي
مهـاجراً من أهل الأفك المشركين
الجاحـــدين وحيـــه المنــزل
عـادت لـه طيبـة دارا أو ثـوى
وصــــحبه الأعلام جمعـــا والآل
ضــريحه بهــا كشـمس فـي سـما
مســـجده بهــا كبــدر كامــل
يـا ليتنـا نصـل تلك المقامات
الشــريفات ذات الخيـر الجـزل
يــا ليتنــا نـرد مـن مـورده
الطـاهر العـذب مـن كـل منهـل
يــا ليتنــا نـدخل ارض حمـاه
حمــى الأمــان ليـس فيـه وجـل
يـا ليتنـا نلازم البيت العتيق
مــدى الحيــاة لانقضـاء الأجـل
يـا ليتنـا نـزور فـي كـل يوم
قــبر النـبي الطـاهر المفضـل
فاسـرع بنـا يـا حـادي العيـس
واعنف أحمالنا عليها ليست ثقل
فالشوق أضرم النيران في الحشا
واشـتد الحـال بنـا سـُق الجمل
فكـثر العلـف واحثـث العنف به
واســقها بالفضــل مــاء زلـل
وقـت الظما الأكوار شد اقتابها
والــبرد فيـه اكسـها بالجلـل
ذات المقـدار كسيها فيه المنى
والبعـد عنهـا قريـب لـم ينجل
فهـي لمـن يعتـبر كـانت عـبرة
صــــورها تــــذكرة للمقـــل
دلالـــة علــى توحيــد واحــد
إذ لــه آيــة فـي خلـق الإبـل
إن الــذي يقـدر عـن خلـق بـق
يخلـق مـا عليـه الفلـك اشتمل
والعجــز عكسـه والمشـرك عمـى
فلـه عـن برهـان هـذا الـدليل
بـالملكوت يعرف المرء التوحيد
كمـا تـبرا مـن الشـرك الخليل
وأصـحاب الكهـف بالعقل اسلموا
حيــث تـأملوا فـي الأمـر الأول
ونحــن والحمــد للضــه أمــة
موحـــدون بالأقــدار الكامــل
آمنــا بـالغيب ولـو لـم نـره
ثــم صــدقنا بجميــع الرســل
نظمتهــا فــي عــام بعــد لام
ونقـــط مـــن أبيــات ترتــل
مسـلم قـال ابـن عبـد القـادر
نســبته إلــى أصــول المعقـل
مـــن مذحـــج وكهلان وقحطــان
وحميــــر ويعــــرب تسلســـل
مصـليا علـى مـن قال في اليمن
أهـل اليمـن لهـم إيمـان اكمل
ختمتهــا والحمــد للَــه علـى
ملــة كـانت لنـا خيـر الملـل
مسلم بن عبد القادر الوهراني.أحد أدباء عصره ومؤرخيه.كان كاتباً للمزاري أحد أغوات المخزن التركي بوهران، ثم أصبح كاتباً لدى الباي حسن الأخير.عاش في وهران حيث كان النشاط الثقافي في أوجه، ولما احتل الفرنسيون الجزائر 1830م رحل إلى عين تموشنت وأقام بها إلى أن توفي.يذكر أنه شارك الجيش الوهراني في الدفاع عن العاصمة.له نظم الجواهر في سلك أهل البصائر.