
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أضرم حب سلمى ناراً في الحشى
وزاد للصــــب دمــــع الأرق
وأورت الجسـم للسقام وللضنا
مـــن لهـــب وشــغف وقلــق
ثـم استوى جيشه بالكل استوا
فصــار فيــه مالكــاً منمـق
يحكـم كيـف شاء من غير عارض
مســتبد برأيــه المستوســق
والأسـير الذي في قيده اشتكى
مـن ألـم الوجـد وفقد النفق
وعــدم الوصـل وقلـة السـلو
وعـــذاب ليــس لــه ترفــق
منزلـه بـالقرب صـار مبعـدا
ومنـزل القطـب بـالحب اتسـق
فلا لــه قـدرة لا ولا اختيـار
يصـل دار سـلمى ذات الرونـق
يزورهـا لـولا العداة تزدريه
فـي يـوم ذي سـعد للجمع يلق
يقبـل الخـال الذي قد زانها
علــى جميــع ذابلات الحــدق
يـا لهـا من حسناء بيد أنها
مـن قريش معادن العرض النقي
هـي لهـم حمـى وهـم حماتهـا
واللَـه حـامي الكل ممن يطرق
لمــا رأوهــا بضـة رعبوبـة
لهــا اخـتير اللبـاس الأزرق
صـارت فيه شموس أوقات الضحى
وهــو كغيــم بسـناها مطبـق
أحسـن ما تكون في ريح الصبا
تمشي خيالا تميل القلب التقي
كـم عاشـق صـار لهـا في ذلة
بجســمه صــار هواهـا محـدق
لا زال يرجو أن يكون في الأزل
علــى ســابقة لــه يلتحــق
فـالمرء ما يفعل شيئاً تافهاً
إذا إذا كـان إرادة من خالق
وسـيلة منـه إليـه يـا مجيب
محمـــد ســـيد كــل متقــي
لكــونه عنــد الإلــه وحيـد
مـن فضـله قـد خصـه بـالبرق
علا علـى ظهـره بعد ما امتنع
يريـد أن ينجـى من نار يعتق
وفــي لــه طلبتــه وربكــه
حــث بــه حـثيث بـرق مشـرق
ســرى بــه مـن حـرم للأقصـى
معجـــزة بـــاهرة كــالفلق
ثــم رقــى كـل سـماء وفلـك
وجـاوز العـرش إلـى لم يسبق
والحجــب تطـوى لـه وتنخـرق
حـتى دنـا من ربه عز الباقي
رأى بعينيــه الإلــه كلمــه
أوحـى إليـه مـا أوحـى فصدق
وكــان هـذا كلـه فـي ليلـة
وفجرهــا لـم ينصـدع بمشـرق
صـلى اللَـه عليـه ربـي كلما
هـب نسـيم الزهر في روض نقي
وآلــه وصـحبه أُولـي الهـدى
مـا سـح وابـل علـى الشقائق
قـد انتهـت ارجـو بها مغفرة
لكـــل ذنــب وزلــل تمحــق
مسلم بن عبد القادر الوهراني.أحد أدباء عصره ومؤرخيه.كان كاتباً للمزاري أحد أغوات المخزن التركي بوهران، ثم أصبح كاتباً لدى الباي حسن الأخير.عاش في وهران حيث كان النشاط الثقافي في أوجه، ولما احتل الفرنسيون الجزائر 1830م رحل إلى عين تموشنت وأقام بها إلى أن توفي.يذكر أنه شارك الجيش الوهراني في الدفاع عن العاصمة.له نظم الجواهر في سلك أهل البصائر.