
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا حـتى رسـما بـوادي الأنباع
قفاراً قد صارت من دون البقاع
وعــادت كناسـا لجنـس الظبـا
وأحــدث فيهــا ربــد وسـباع
وعــم مغانيهــا نبـت الشـجر
حـتى صـار السـالك فيها يراع
تحــدث العــارف رسـمها قـال
لقـد خلـت عنـا وخلـت الضجاع
ظننــت عمارتهــا لــن تكــن
وكـاد الأمكـان يضـاهي الأمناع
وذاك مـن تبـديل شـكل الرسوم
كأنهـا لـم تـك مـأوى الأنجاع
بكيــت عليهــا وحــق البكـا
علـى ربعهـا عفـت بعد الأمتاع
تــذكرت فيهــا زمـان الصـبا
فقلـت واهـاً علـى تلك الصراع
ونشــفي ســليمي وأم الفضـيل
ذوات الأعجــار وضـخم الأرصـاع
أوان الربيـع فـي شهر ابريلز
وهـو يقطفهـن مـن زهر الأبداع
والأيك على الورق تبكي الفراق
تنــوح بصــوت كنغـم اليـراع
ونطـــق بلابــل زاد الأشــواق
قـد أطرق الغيد بينهن الأسماع
هــذبن وصــدن أنيـس الجليـس
بــذاك تعلمــن حسـن الخـداع
يصـدن الرجـال بالسـحر الحلال
ويمنعــن عمـن يريـد الأطمـاع
عففـن عـن شـيء سـنوه اللئام
كرهنـه لـم تسـمح بـه الطباع
لهـــن نفــوس رقــاق كــرام
وأفخــــاذهن مـــن خـــرواع
فــإن رمــت مثـل هـذا فصـرت
ولا تخـش يومـاً من عرب الكراع
فعشـق العفـاف طريـق الكـرام
وعكسـه ذاك مـن فعـل الرعـاع
فســاق بـالإطلاق خبـث النفـوس
لئام بعــــذر الغريـــب ولاع
تسـل يـا قلـب عـن هذا واصبر
هيهــات يعـود زمـان اليفـاع
وقـد حنـت شـوقاً إليه العشاق
فما نالوا غير البكا والأوجاع
ومــا وقفــوا لــه عـن أثـر
مـا عـدا الأماني تبدي الاتساع
ولــولا الآمــال لمـا تـواكلا
مـن فقـد إخـوان هـواهم مطاع
ومـن لـم يطـاوع هـواه جلمود
مـن صـلد أصـم بعيـد الأخشـاع
ومــن كــان فارغـاً لا يلتـوي
فــذاك حمــار بليـد الطبـاع
ومـن كـان ينكـر أهـل الهـوى
فـذاك مـن عـالم خشاش البقاع
ومـن كـان حقـداً بعيـد الرضى
فـذاك مـن عـالم سـود الآفـاع
ومــن كــان فظـاً بقلـب جفـا
فـذاك مـن الغيـل شاف الرضاع
فهــذه عــادة جمــع الأنــام
قـد جـف القلم بها في اختراع
والنفـس تغـذي بطيـب اللقـاح
تلــبي وتصـغي لنغـم السـماع
إذا كنــت عنــد أديـب أريـب
روحانيـة مـا لهـا مـن اشباع
وإن كــانت عنـد ثقيـل جهـول
بهيميـــة بهواهـــا تبـــاع
فيـا صـاح دع عنـك ما لا يفيد
ونح وابك عمراً في الاهمال ضاع
ونـح عـن شـباب مضـى وانقضـى
وعـن قـرب يحـدث سـفر الوداع
والشـيب بياضـه تحظـى السواد
كصـبح قـد أجلـى الظلام ببـاع
أو كعسـكر مـن فـارس قـد غزا
علـى قـل بلـد للحبش المبتاع
فأســـر أهلهـــا ثــم أمــر
عســاكره تسـكن تلـك البقـاع
فهــذي أمثــال لغافــل عــن
أمـــور عليهــا فلا تســتطاع
ومـــا لــك جــاه ولا قــدرة
علـى دفـع الضـر وجلب الانفاع
فاعمــل لنفســك مــا يرجــى
لهـا الخير به في يوم النزاع
عسـاها تنجى يوما فيه الرضاع
يشـيب وهـم فـي زمـان الرضاع
وينقطــع الرجـا مـن كـل حـي
فلـم يبـق للعـاص غير الاشفاع
عليــه مــن اللَــه كـل وقـت
صــلاة وأزكــى سـلام باجتمـاع
نبي الهدى ما حي الدين الردى
فمــن معجزاتـه نطـق الـذراع
ومــن معجزاتــه عيــن عمــت
فرديــت بلمســة بعــد الإقلاع
ومـن معجزاتـه المـاء الغزير
تفجـر مـن بيـن فـرج الآصـباع
ومــن معجزاتــه نطـق الظبـا
والظـب كـذاك الحجـر والإفراع
ومـا يحصى ذاك لو كان البحار
مـداداً والخلق في الكتب شراع
فكيــف واللَـه فـي حقـه قـال
محمــد ســيد كــل مــن طـاع
واثنـى عليـه فـي نون والقلم
بحســن الأخلاق وزيــن الطبـاع
مسلم بن عبد القادر الوهراني.أحد أدباء عصره ومؤرخيه.كان كاتباً للمزاري أحد أغوات المخزن التركي بوهران، ثم أصبح كاتباً لدى الباي حسن الأخير.عاش في وهران حيث كان النشاط الثقافي في أوجه، ولما احتل الفرنسيون الجزائر 1830م رحل إلى عين تموشنت وأقام بها إلى أن توفي.يذكر أنه شارك الجيش الوهراني في الدفاع عن العاصمة.له نظم الجواهر في سلك أهل البصائر.