
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خليلــي مــن الرمــس ليتـك راجـع
فتنظــر مــاذا مــن الحـزن واقـع
وتنظــر حــال الـدهر كيـف تبـدلت
وصــار طريــق الأمــن فيـه قواطـع
وشــقت علـى الركبـان قطـع مسـافة
وشــق عليهــم قصــد مـن لا يصـانع
وغــاض بحيـر الصـدق جفـت عناصـره
واظلــم نـور الحـق والظلـم سـاطع
والجـود فـي هـذا العصر قلت سخاته
فلـــم تلـــف فضــلا لنــدرة زارع
وضـاقت نفيـس العبـد مـن بعد أنسه
وقــد صــرت مهجــوراً وحزمـي ذائع
وقـد رمتهـا مـراراً عـن حـب سـادة
فـــأبت عـــن ذاك فــأنت ســوابع
مــع الخــل ذي الآلاء كـان مسـامري
فلــم يأتنــا دهــر بمثلـه نـافع
وقــد كنـت قبلـه فـي شـغلة شـاغل
ألفـت فـي شـرخ العمر زهو النواجع
وصـدت مـن قنـص الأنس والوحش ماكبا
وكــان بــذاك المـرء دهـره واسـع
صـباحاً لصـيد الوحش تصبح في الكدى
وأمــا لصــيد الأنـس منهـل مشـارع
بروضــة تــل الصـوف طـابت مناهـل
وظبــا يغيـض الـدوم دأبـاً رواتـع
بحــوض طابيــة لنــا رســوم عفـت
ذات العقـا عـن خـدو وراد المنافع
وبربــوة النــاظور كـانت منـازلي
خريفـاً وصـيفاً مـع شـتا والمرابـع
وأبيــض كهــف كـانت فيـه عشـائري
وللآن لمـا مـر نلقـى وكـامن نوادع
وعـن فـرش بيـر أما في أيام الصبا
كمــا اجتمعـت للصـيد فيـه بـوازع
فلا لــذة والــدنيا تشــابه لـذتي
ركــوب ســوابق بهـا الصـيد جـازع
وآلـــة حــرب لائق كيــوم الــوغى
وجنـــس طـــوارس أمامــاً وتــابع
فــإن رأوا الخنزيــر يـدفع دفعـه
لــه البعــض ناجــح وبعضـه ناشـع
ونفســي فـي نشـوة علـت فـي ترهـة
ويمكنهــا النشــاط والقلـب هـالع
وأمـا بنـات الأنـس كـان اصـطيادها
فـي وقـت شـباب المـرء للحزن رادع
والآن نــذير الشــيب حــل بعــارض
تمنيـت أن أكـون فـي العمـر يـافع
طلبــت مــن الكريـم يمنـي بتوبـة
مـن قبـل هجـوم الموت فالفوت ضائع
ولمــا أنـاخ الـدهر عمـن ألفتهـم
وعفــت رســوم الـدار قفـراً بلاقـع
بكيــت وقلـت آه هـل تعيـد المنـى
وتزهـو لنـا الأيـام والـدهر طـالع
وتجمعنــا الأيــام صــحبا وبلــدة
تمنيـت سـكناها فـي القـديم بوارع
وخــص بمـدحها الخلـوفي فـي نظمـه
وقـال سـكناها فـرص لـولا القعـاقع
وقارنهـــا بــدار عــزت ملوكهــا
فــي أول دهــر كـانت فيـه وقـائع
تلمسـان ذات الفخـر والمجد والعلا
والعلـم والأولياء والماء والمنافع
وحــل بهــا غــوث وقطــب فزانهـا
وزادت بهنــوراً فـي الأمصـار شـائع
يـا ليتنـي فـي حمـاه دنيـا وآخرة
وليــت نــزور روضــاً فيـه مضـاجع
وليــت دهــراً يعـود كـانت أيـامه
لهـواً ولنـا نجـم مـن السـعد طالع
وليــت نرقـوا كـدى ببطحـه زيـدور
فـي يـوم مـن الربيـع والحـي ناجع
وخـــدر ملونـــون فـــوق بــوازل
كالأســطول الجاريـات تمشـي خوانـع
حجبــاً لغانجــات قـد فـزن بنخـوة
كـــدرّ فــي أصــداف نقــي ولامــع
ونقطــف مـن زهـر الريـاض بـدائعاً
قـد اختلفـت فـي اللون والأصل يانع
ففيهــا مـن التوحيـد حقـت حقـائق
فلـم يقـدر صـانع كمـا اللَـه صانع
فمـن فقـد ذي الأشـياء ضاقت مذاهبي
وجــدت هــذا الخليـل للهـم دافـع
أديـــب أريــب بالسياســة عــارف
وللســـر خـــزان جـــامع ومــانع
كريـم عفيـف يـا لـه مـن أديـب في
زماننــا هـذا مـا لـه مـن يضـارع
أنســت بــه حينـا فـي زهـو ولـذة
فــأجعني الــدهر الـذي هـو فـاجع
فلــم أر بعـده يـا جالسـي جالسـاً
لادراك أمـــر كـــل وقــت يطــالع
فمـا كـان ف ذا الـوقت هـوى أراذل
يـبين مـن هـذا الخلف مع ذل يخادع
تجــب علــى الإنسـان عزلـة جنسـهم
ومــن صــحب الأرذال صــار منــازع
ومــن صــحب الأخيـار نـال فضـائلا
وتطيــب أرض اللَــه طــابت مـزارع
فمــا خليــت كلا مـن الخيـر بلـده
ولكــن أهــل الخيــر قلـت بضـائع
وناهيـك عـن أمـر فـي عرفنـا كائن
فـالخير فـي هـذا الـوقت كله ضائع
وقـد صـار متلوفـاً فمـا لـه مـادح
فيــا حســرتا عليـه للمجـد رافـع
وقــد ســد بـابه وبـارت تجـاريته
وأكســـد ســـوقه فلا مــن يبــايع
وآخرهــا دهــر قــد حــان آخــره
فتظهــر كــل يــوم فيــه بــدائع
وأحــدثت حادثــات فيهــا بــدائع
تعـزز المـوك فيهـا والبـاز خاضـع
وهـذا العـام اثنيـن قد تم وانقضى
وثـــالث حــل ثــم بعــده رابــع
ومــا مــن يــوم آتيـاً إلا وبعـده
فيأتيــك يــوم فيـه تظهـر فجـائع
ومــا تــرى غيــر هـذا إلا كملتـه
أو أكـبر منـه يـأتي كـالفجر ساطع
وقـد نـص أهل العلم والخير تاريخا
يقولــون فيــه قـولا يـأتي مـدافع
فينصــر ناســي الحـي حقـاً بسـيفه
ويجمـع نـاس الجـور والظلـم قـاطع
فثمـة تمنـي النـاس من سطوة الولا
فيا ترى من يخشى اللَه والقلب قانع
خاتمهـــا مختــوم رحيــق شــرابه
بمســـك وعنـــبر ففضـــله واســع
مســلم نجــل عبـد القـادر انتمـى
ســـليل لمعقـــل لحجـــر راجـــع
مسلم بن عبد القادر الوهراني.أحد أدباء عصره ومؤرخيه.كان كاتباً للمزاري أحد أغوات المخزن التركي بوهران، ثم أصبح كاتباً لدى الباي حسن الأخير.عاش في وهران حيث كان النشاط الثقافي في أوجه، ولما احتل الفرنسيون الجزائر 1830م رحل إلى عين تموشنت وأقام بها إلى أن توفي.يذكر أنه شارك الجيش الوهراني في الدفاع عن العاصمة.له نظم الجواهر في سلك أهل البصائر.