
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقــد شـَمِتَ الأعـداءُ بـي وتَغيَّـرت
عُيـونٌ أراهـا بعـدَ مَوت أبي عَمرو
تَجَــرا علـيَّ الـدَهرُ لمَّـا فَقَـدتُهُ
ولَـو كـان حيّاً لاجتَرأتُ على الدَهرِ
أسـكانَ بَطـنِ الأرض لو يُقبَلُ الفِدى
فَـدَينا وأعطينـا بِكُم ساكنُ الظَهرِ
فيـا لَيتَ مَن فيها عَلَيها ولَيتَ مَن
عَليها ثَوى فيها مُقيماً الى الحَشر
وقاســمني دَهــري بَنــيَّ بشــَطرِهِ
فلمـا تَـوفَّى شـَطرَهُ مـال في شَطري
فَصـاروا دُيونـاً للمنايا ومَن يكُن
عليـه لهـا دَيـنٌ قَضـاهُ علـى عُسرِ
كـأنهُمُ لـم يَعـرِفِ المـوتُ غَيرَهُـم
فَثُكـلٌ علـى ثُكـلِ وقَـبرٌ علـى قَبرِ
وقـد كُنـتُ حَـيَّ الخَوفِ قَبلَ وَفاتِهِم
فلمَّـا تُوُفُّـوا ماتَ خَوفي من الدَهرِ
وكنــتُ بـه أُكنَـى فأصـبحت كُلَّمـا
كُنِيـتُ بـهِ فاضـَت دُموعي على نَحري
ألا لَيـتَ أُمّـي لَـم تلِـدني وليتَني
سـَبَقتُكَ اذ كُنـا إلـى غايـةٍ نَجري
وقـد كُنتُ ذا نابٍ وظُفرٍ على العِدا
فأصـبحتُ لا يَخشـَونَ نـابي ولا ظُفري
فللَّـهِ مـا أعطـى ولِلَّـهِ مـا جـرى
ولَيــسَ لأيــام الرَزِيَّــةِ كالصـَبرِ
فَحسـبُك مِنهـم مُوحِشـاً فَقَـدُ بِرّهِـم
وحَسـبُكَ مِنهُـم مُسـلِياً طَلَـبُ الأجـرِ
محمد بن عُبيدالله بن عمرو، أبو عبد الرحمن الأموي.من بني عتبة بن أبي سفيان.أديب، كثير الأخبار، حسن الشعر، من أهل البصرة، ووفاته فيها.له تصانيف، منها (أشعار النساء اللاتي أحببن ثم أبغضن)، و(الأخلاق)، و(أشعار الأعاريب)، و(الخيل).قال ابن النديم: كان العتبي وأبوه سيدين أديبين فصيحين.وقال ابن قتيبة: الأغلب عليه الأخبار، وأكثر أخباره عن بني أمية.