
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَلِيلَـيَّ زُورَا قَبْـلَ شَحْطِ النَّوَى هِنْدَا
وَلاَ تَأْمَنَـا مِـنْ دَارِ ذِي لَطَـفٍ بُعْـدا
وَلَاَ تَعْجَلا لَــمْ يَــدْرِ صــَاحِبُ حَاجَـةٍ
أَغَيّـاً يُلاَقِـي فِـي التَّعَجُّـلِ أَمْ رُشْدَا
إِذا سـاعَفَتْ هِنْـدٌ رَضـينا وَلَـمْ نَجِدْ
لِإِلْــفٍ ســِواها أَنْ يُفارِقَنـا فَقْـدا
فَمُـرّا عَلَيْهـا بـارَكَ اللـهُ فِيكُمـا
وَإِنْ لَـمْ تَكُـنْ هِنْـدٌ طَريقَكُمـا قَصْدا
وَقُــولاَ لَهَـا لَيْـسَ الضـَّلالُ أَجَازَنَـا
ولَكنَّنَــا جُزْنَــا لِنَلْقَــاكُمُ عَمْـدَا
وَإِنّـا عَلَـى الْعَهْـدِ الَّـذي تَعْهَدينَهُ
وَشـَرُّ عِبـادِ اللـهِ مَـنْ نَقَضَ الْعَهْدا
غَـداً يَكْثُـرُ الْبـاكُونَ مِنَّـا وَمِنْكُـمُ
وَتَــزْدادُ دارِي مِـنْ دِيـارِكُمُ بُعْـدا
وَقَـدْ كـانَ لـولا مـا نُجِنُّ مِنَ الْهَوَى
لَنــا جــائِزٌ ألَّا نُراعـي لَكُـمْ وُدّا
إِذا الرِّيـحُ مِـنْ نَحْوِ الشِّمالِ تَنَسَّمَتْ
وَجَــدْتُ لِرَيّاهـا عَلَـى كَبِـدي بَـرْدا
تَخَيَّــرْتُ مِــنْ نُعْمـانَ عُـودَ أراكَـةٍ
لِهِنْــدٍ وَلكِــنْ مَــنْ يُبَلِّغُـهُ هِنْـدا
تُبَلِّغُــــهُ عَنِّــــي قِلاصٌ وَفِتْيَــــةٌ
كِـرامٌ إذا مـا إِنْ عَلَـوْنَ بِهِمْ نَجْدا
وَأَنْطَيْتُــهُ ســَيْفِي لِكَيْمــا أُقِيمَـهُ
فَلا أَوَداً فِيــهِ اســْتَبَنْتُ وَلَا خَضـْدا
ســـَتَبْلُغُ هِنْــداً إِنْ ســَلِمْنا قَلَائِصٌ
مَهــارى يُقَطِّعْـنَ الْفَلاةَ بِنـا وَخْـدا
فَلَمَّـا أَنَخْنـا الْعِيسَ قَدْ طَالَ سَيْرُها
إِلَيْهِـمْ وَجَـدْنا بِـالْقُرَى مِنْهُمُ حَشْدا
فَناوَلْتُهـا الْمِسـْواكَ وَالْقَلْـبُ خائِفٌ
وَقُلْـتُ لَهـا يـا هِنْدُ أَهَلَكْتِنا وَجْدا
فَمَــدَّتْ يَـداً فـي حُسـْنِ دَلٍّ تَنـاوُلاً
إِلَيْـهِ وَقـالَتْ ما أَرَى مِثْلَ ذا يُهْدى
وَأَقْبَلْــتُ كَالْمُجتــازِ أَدَّى رِســالَةً
وَقَـامَتْ تَجُـرُّ الْمَيْسـَنانِيَّ وَالْبُـرْدا
تَعَـــرَّضُ لِلْحَــيِّ الَّــذينَ أُرِيــدُهُمْ
وَمَــا الْتَمَسـَتْ إِلَّا لِتَقْتُلَنِـي عَمْـدا
فَمـا شـِبْهُ هِنْـدٍ غَيْـرُ أَدْمـاءَ خاذِلٍ
مِـنَ الْـوَحْشِ مُرْتـاعٍ مُـراعٍ طَلاً فَرْدا
وَمَـا نُطْفَـةٌ مِـنْ مُزْنَـةٍ فـي وَقِيعَـةٍ
عَلَـى مَتْـنِ صَخْرٍ في صفاً خَالَطَتْ شَهْدا
بِــأَطْيَبَ مِــنْ رَيَّــا عُلَالَـةِ رِيقِهـا
غَـداةَ هِضـابُ الطَّـلِّ فـي رَوْضَةٍ تَنْدَى
لَحا اللهُ مَنْ يُسْقَى مِنَ الرَّاحِ ثُمَّ لا
يَلِيـنُ وَلا يَـزْدادُ عَـنْ كُرْهِنـا مَجْدا
وَلا مُظْهِــراً عِنْـدَ النَّـدامى خَدِيعَـةً
وَلينــاً وَلا يَــرْزي ســُؤالاً وَلا رَدّا
عبد الله بن العجلان النّهديّ، شاعرٌ جاهليٌّ قديمٌ من قبيلةِ نهد المنحدرة من قبائل قضاعة. عُرِفَ بأنّه أقدمُ الشّعراءِ المتيّمين العرب الّذين تتشابه قصصُهم مع شعراءِ الشعر العذريّ في العصرِ الأمويّ، واشتُهرت قصّته مع طليقته "هند" الّتي طلّقها بضغطٍ من أبيه ثمّ ندم عليها ندماً شديداً، وظلّ حزيناً أسِفاً عليها إلى أن توفّي. وبرغمِ قصّةِ حبِّه إلّا أنّه كان سيّداً من ساداتِ قومِهِ ومقدّماً فيهم، وقد ورثَ السّيادةَ عن أبيه. يدورُ أغلبُ شعرِهِ في الشّوقِ إلى هند والبكاءِ عليها، وله شعرٌ في وصفِ بأسِ قومِهِ بني نهد وقتالهم المستمرّ لبني عامر.