
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَدارَ ابْنَـةِ النَّهْـديِّ أضـْحَتْ تَعَـرَّفُ
بِرَمّـانَ مِـنْ عِرْفانِها الْعَيْنُ تَذْرِفُ
سـَقَى دارَ هِنْـدٍ مُسـْبِلُ الْـوَدْقِ مَدُّهُ
رُكـامٌ سـَرَى مِـنْ آخِرِ اللَّيْلِ مُرْدِفُ
يُسـَوِّرُ يَرْقَـى فِـي الرَّبـابِ كَأنَّمـا
بَــدَتْ عـائِذٌ بَلْقـاءُ فِيـهِ تَكَشـَّفُ
شـَمُوسٌ أتَتْهـا الْخَيْـلُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ
شــَمِيطُ الـذُّنابى ذاتُ لَـوْنٍ مُخيَّـفُ
إَذا قُلْـتُ قَـدْ أَكْـرَى بَـدَتْ حَجَراتُهُ
كَمَـا اسـْتُلَّ رَيْـطٌ مِـنْ صِوانٍ مُكَفَّفُ
وَمَـا هَـاجَ هـذا الشـَّوْقَ إلَّا مَنازِلٌ
تُرَبِّـــعُ أَحْيـــاءٌ بِهــا وَتُصــَيِّفُ
وَنُــؤْيٌ أَجَـدَّتْهُ الْوَلِيـدَةُ بِـالثَّرَى
بِمِسـْحاتِها إذْ راحَـتِ الْعَيْنُ تَرْجُفُ
أَلَا حَيِّيــا هِنْـداً إِذَا مـا تَصـَدَّفَتْ
وَقَلْبُـكَ إِنْ تَنْـأَى بِها الدَّارُ مُدْنَفُ
فَلَا هِنْــدَ إِلَّا أَنْ يُــذَكَّرَ مـا مَضـَى
تَقــادُمُ عَصــْرٍ وَالتَّــذَكُّرُ يَشــْعَفُ
وَلَـمْ أَرَ هِنْـداً بَعْـدَ مَوْقِـفِ سـَاعَةٍ
بِنَعْمـانَ فـي أَهْـلِ الـدِّوارِ تُطَـوِّفُ
عَلِيقَـةَ سـِرْبٍ لَا يُبـادِرْنَ مَـنْ مَشـى
دَبِيـبَ قَطـا الْبَطْحـاءِ بَلْ هِيَ أَقْطَفُ
إِذَا مـا مَشـَتْ سـَاوَى بِهَا أَخَواتُها
كَغِــزْلانِ أُدْمٍ ليْــسَ فِيهِــنَّ مُقْـرِفُ
تَعــاوَرْنَ مِــرْآةً جَلِيّــاً وَفــارَةً
ذَكِيّــاً وَبِالْأَيْــدي مَـداكٌ ومِسـْوَفُ
عَلَيْهِــنَّ مِمَّـا صـَاغَ رَيْـدانُ حِلْيَـةٌ
جُمــانٌ كَـأَجْوازِ الْجَـرادِ وَرَفْـرَفُ
عَلَيْهِـنَّ مِـنْ بَعْـضِ الْحَـدِيثِ مَهَابُـةٌ
نَــواعِمُ أَخْــدانٌ حَواصــِنُ مَــأْلَفُ
كَـأَنَّ ابْنَـةَ النَّهْـدِيِّ يَـوْمَ لَقِيتُها
هُنَيْــدَةَ ظَبْــيٌ فـي تَبالَـةَ مُحْـرِفُ
لَـهُ طِفْـلُ أَيَّـامٍ مَتَـى يَـدْعُ يَـأْتِهِ
جَمـــالٌ عَلَيْــهِ تَنْتَحِــي وَتَعَطَّــفُ
ذَلِيقَـةُ حَـدِّ الْمِـذْرَيَيْنِ دَنـا لَهـا
بِمُنْعَـــرَجِ الْــوادِي أَرَاكٌ مُصــَنَّفُ
تُراعِـي بِـهِ الْبَرْدَيْـنِ ثُـمَّ مَقيلُها
كِنــاسٌ كَبَيْــتِ الصــَّيْدَلانِيِّ أَجْـوَفُ
إِذَا مـا اسْتَمَلَّتْ مَرْتَعاً فَانْتِجَاعُها
مَـدَى النَّبْلِ أَوْ أَدْنى قَرِيباً فَتُوقِفُ
أَطـاعَ بِهَـا وَرْدٌ مِـنَ الْمُـرْدِ يَانِعٌ
يَكَـادُ إِذا مـا ذَرَّتِ الشـَّمْسُ يَنْظَـفُ
لَهــا مِعْصــَمٌ عَبْـلٌ جَـرَى لِبَنـانِهِ
عَلَـى الْكَـفِّ وَالْأَطْـرافِ وَشـْيٌ مُزَخْرَفُ
وَغِيــلٌ لِطـافٌ لَـوْ تَشـاءُ عَقَـدْتَها
مِـنَ اللِّيْنِ عَقْدَ السِّلْكِ أَوْ هُوَ أَلْطَفُ
وثَغْـرٌ عَلَيْـهِ الظَّلْـمُ يَجْـري رُضابُهُ
بِقــــادِمَتَيْ قُمْرِيَّتَيْـــنِ تَخَيَّـــفُ
جَلَــتْ ذاتَ أَصــْدافٍ يَمانِيَـةٍ لَهـا
بِهــا أَثَــرٌ فِيـهِ النَّـؤُورُ مُرَصـَّفُ
وَأَجْلَــتْ يَــداها عَـنْ نَقِـيٍّ كَـأنَّهُ
ذَرا بَــرَدٍ بِالْإِثْمِـدِ الْوَحْـفِ مُـرْدَفُ
أَشــَارَتْ إِلَـيَّ فِـي حَيـاءٍ وَراعَهـا
سـَراةَ الضـُّحَى مِنِّي عَلَى الْحَيِّ مَوْقِفُ
وَدَســَّتْ فَـإِنْ يَسـْتَغْنِ عَنِّـي فَـإِنَّنِي
مُنِيـــتُ بِصــَوَّالٍ يَغــارُ وَيَصــْلَفُ
عَزِيــزٍ عَلَيْــهِ أَنْ تَكَلَّــمَ عِرْســُهُ
إِذَا سـَايَرَتْ ظَعْناً مِنَ النَّاسِ يَأْسَفُ
أَلِكْنِـي إِلَيْهـا عَمْرَكَ اللهُ يا فَتَى
بِآيَــةِ مَـا شـُقَّ الـرِّداءُ الْمُفَـوَّفُ
فَمِـنْ حَـدَثانِ الـدَّهْرِ كُنْـتُ مَلِيكَها
فَأَسـْجِحْ بِمَـنْ تُعْيـي عَلَيْـهِ وَتَعْنَـفُ
وَمَـا نِلْتُهـا إِلَّا وَقَـدْ سـقْتُ نَحْوَها
هُنَيْــدَةَ فِيهــا رَاعِياهـا وَأَخْيَـفُ
فَلَوْلا الْعِشارُ الدُّهْمُ ما نِلْتُ مُلْكَها
وَحَــرْبَ ابْــنِ عَــمٍّ جِلْـدُهُ يَتَقَـرَّفُ
حَبَـانِي ابْـنُ خبْـرانَ الْيَهُودِيُّ زِقَّهُ
وَجَـاءَ بِـهِ مِـنْ باحَـةِ السُّوقِ يَدْلِفُ
فَجَــاءُ بِـهِ رَيَّـانَ مُنْقَصـِفَ الْعُـرا
بِــهِ يَقَــعُ الْإِسـْكافُ رَيَّـانَ يَرْعُـفُ
إِلَـى فِتْيَـةٍ بِيـضِ الْوُجُـوهِ كَـأَنَّهُمْ
نُجُـــومُ ســَماءٍ لَيْلُهــا مُتَســَجِّفُ
مِـنَ الْحَـيِّ كَعْـبٌ أَوْ زُوَيُّ بْـنُ مَالِكٍ
بَهالِيـلُ ما فِيهِمْ لَدَى الرَّوْعِ مُقْرِفُ
عبد الله بن العجلان النّهديّ، شاعرٌ جاهليٌّ قديمٌ من قبيلةِ نهد المنحدرة من قبائل قضاعة. عُرِفَ بأنّه أقدمُ الشّعراءِ المتيّمين العرب الّذين تتشابه قصصُهم مع شعراءِ الشعر العذريّ في العصرِ الأمويّ، واشتُهرت قصّته مع طليقته "هند" الّتي طلّقها بضغطٍ من أبيه ثمّ ندم عليها ندماً شديداً، وظلّ حزيناً أسِفاً عليها إلى أن توفّي. وبرغمِ قصّةِ حبِّه إلّا أنّه كان سيّداً من ساداتِ قومِهِ ومقدّماً فيهم، وقد ورثَ السّيادةَ عن أبيه. يدورُ أغلبُ شعرِهِ في الشّوقِ إلى هند والبكاءِ عليها، وله شعرٌ في وصفِ بأسِ قومِهِ بني نهد وقتالهم المستمرّ لبني عامر.