
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقْسـَمْتُ لا أَنْسـَى وَإِنْ طـالَ عَيْشُنا
صــَنيعَ لُكَيْـزٍ وَالْأَحَـلِّ بْـنِ قُنْصـُلِ
نَزَلْنـا بِـهِ يَوْمـاً فَسـَاءَ صَباحُنا
فَإِنَّـكَ عَمْـري قَـدْ تَـرَى أَيَّ مَنْـزِلِ
بَكَــى إِذْ رَآنـا نـازِلينَ بِبـابِهِ
وَكَيْـفَ بُكـاءُ ذي الْقَلِيـلِ الْمُسَبَّلِ
فَلا وَأَبيــكَ مــا نَزَلْنـا بِعـامِرٍ
وَلا عـامِرٍ وَلا الرَّئيـسِ ابْـنِ قَوْقَلِ
وَلا بِالشــُّلَيْلِ رَبِّ مَـرْوانَ قاعِـداً
بِأَحْســَنِ عَيْــشٍ وَالنُّفـاثِيِّ نَوْفَـلِ
وَلا ابْنِ وُهَيْبٍ كاسِبِ الْحَمْدِ وَالْعُلا
وَلا ابْـنِ ضـَبيعٍ وَسـْطَ آلِ الْمُخَبَّـلِ
وَلا ابْـنِ حُلَيْـسٍ قاعِـداً في لِقاحِهِ
وَلا ابْــنِ جَـرِيٍّ وَسـْطَ آلِ المُغَفَّـلِ
وَلا ابْـنِ رِيـاحٍ بِالزُّلَيْفـاتِ دارُهُ
رِيـاحَ ابْنَ سَعْدٍ لا رِياحَ ابْنِ مَعْقِلِ
أولَئِكَ أَعْطَـــى لِلْــوَلائِدِ خِلْفَــةً
وَأَدْعـى إِلى شَحْمِ السَّديفِ الْمُرَعْبَلِ
وَجَـدْتُ ابْـنَ كُـرْزٍ تَسـْتَهِلُّ يَمينُـهُ
وَيُطْلِــقُ أَغْلالَ الْأَســيرِ الْمُكَبَّــلِ
وَلَسـْتُ بِراعـي ثَلَّـةٍ قـامَ وَسـْطَها
طَويـلِ الْعَصـا غُرْنَيْـقِ ضـَحْلٍ مُرَسِّلِ
وَلَســْتُ بِجُلْــبٍِ جُلْـبِ رِيـحٍ وَقَـرَّةٍ
وَلا بِصـَفاً صـَلْدٍ عَـنِ الْخَيْـرِ مَعْزَلِ
وَلا خَـــرِبٍ خَيْعابَــةٍ ذي غَــوائِلٍ
هَيــامٍ كَجَفْــرِ الْأَبْطَـحِ الْمُتَهَيِّـلِ
وَلا هَلِــعٍ لاعٍ إِذا الشـَّوْلُ حـارَدَتْ
وَضــَنَّتْ بِبــاقي دَرِّهـا الْمُتَنَـزِّلِ
وَلَســْتُ بِتِرْعِــيٍّ طَويــلٍ عَشــاؤُهُ
يُؤَنِّفُهــا مُسـْتَأْنَفَ النَّبْـتِ مُبْهِـلِ
وَلا حَوْقَــلٍ خَطّــارَةٍ حَــوْلَ بَيْتِـهِ
إِذا الْعِـرْسُ آوى بَيْتُهـا كُلَّ خَوْتَلِ
وَيَوْمـاً عَلـى أَهْلِ الْمَواشي وَتارَةً
لِأَهْــلِ رَكيــبٍ مِـنْ ثَميـلٍ وَسـُنْبُلِ
إِذا فَزَّعُـوا أُمَّ الصـَّبِيَّيْنِ نَفَّضـُوا
عَفــارِيَ شـُعْثاً صـافَةً لَـمْ تُرَجَّـلِ
فَيَوْمــاً بِغُــزّاءٍ وَيَوْمـاً بِسـُرْيَةٍ
وَيَوْمـاً بِخَشـْخاشٍ مِـنَ الرَّجْلِ هَيْضَلِ
مَتَـى تَبْغِنِـي مـادُمْتُ حَيّـاً مُسَلَّماً
تَجِـدْني مَـعَ الْمُسـْتَرْعِلِ الْمُتَعَبْهِلِ
وَلَسـْتُ بِمِفْـراحٍ إِذا الـدَّهْرُ سَرَّني
وَلا جــازِعٍ مِــنْ صـَرْفِهِ الْمُتَحَـوِّلِ
وَلَكِنَّنـي أَرْوِي مِـنَ الْخَمْـرِ هامَتي
وَأَنضـو المَلا بِالشـاحِبِ المُتَشَلشِلِ
وَأَحْتَضــِرُ النَّـادي وَوَجْهِـيَ مُسـْفِرٌ
وَأَضــْرِبُ عِطْــفَ الْأَبْلَـخِ الْمُتَخَيِّـلِ
أَلَا أَبْلِغـا سـَعْدَ ابْنَ لَيْثٍ وَجُنْدُعا
وَكَلْبـاً أَنِيبُوا الْمَنَّ غَيْرَ الْمُكَدَّلِ
إِذا الْحَـرْبُ أَوْلَتْكَ الْكَلِيبَ فَوَلِّها
كَلَيبَـكَ وَاعْلَـمْ أَنَّهـا سَوْفَ تَنْجَلي
وَمَرْقَبَــةٍ يــا أُمَّ عَمْــرٍو طِمِـرَّةٍ
مُذَبْذَبَــةٍ فَــوْقَ الْمَراقِـبِ عَيْطَـلِ
نَهَضـْتُ إِلَيْهـا مِـنْ جُثُـومٍ كَأَنَّهـا
عَجُــوزٌ عَلَيْهـا هِـدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَـلِ
وَنَعْـلٍ كَأَشـْلاءِ السـُّمانَى نَبَـذْتُها
إِلـى صـاحِبٍ حـافٍ وَقُلْـتُ لَهُ انْعَلِ
وَقِرْبَــةِ أَقْــوامٍ جَعَلْـتُ عِصـامَها
عَلــى كاهِــلٍ مِنّـي ذَلُـولٍ مُرَحَّـلِ
وَوادٍ كَجَـوْفِ العيـرِ قَفْـرٍ قَطَعْتُـهُ
بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالْخَليعِ الْمُعَيَّلِ
تَعَـدّى بِزَيْـزاةٍ تَعِـجُّ مِـنَ الْقَـوَا
وَمَـنْ يَـكُ يَبْغي طُرْقَةَ اللَّيْلِ يُرْمِلِ
فَقُلْـتُ لَـهُ لَمّـا عَـوى أَنَّ ثابِتـاً
قَليـلُ الْغِنـى إِنْ كُنْـتَ لَمّا تَمَوَّلِ
كِلانـا إِذا مـا نـالَ شَيْئاً أَفاتَهُ
وَمَـنْ يَحْتَـرِثْ حِرْثـي وَحَرثَـكَ يُهْزَلِ
كِلانـا طَـوَى كَشْحاً عَنِ الْحَيِّ بَعْدَما
دَخَلْنــا عَلَـى كِلابِهِـمْ كُـلَّ مَـدْخَلِ
طَرَحْـتُ لَـهُ نَعْلاً مِـنَ السـَّبْتِ طَلَّـةً
خِلافَ نَـدىً مِـنْ آخِـرِ اللَّيْـلِ مُخْضِلِ
فَــوَلّى بِهـا جَـذْلانَ يَنْفُـضُ رَأْسـَهُ
كَصــاحِبِ غُنْــمٍ ظــافِرٍ بِـالتَّمَوُّلِ
تَأَبَّطَ شَرّاً هُوَ ثابِتٌ بْنُ جابِرِ بْنِ سُفْيانَ الفَهْمِيّ، مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ الشُّعَراءِ الصَّعالِيكِ وَالعَدّائِينَ، وَمِنْ فُتّاكِ العَرَبِ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَكانَ مِنْ أَغْرِبَةِ العَرَبِ لِأَنَّ أُمَّهُ أَمَةٌ سَوْداءُ، لُقِّبَ بتَأَبَّطَ شَرّاً لِأَنَّهُ تَأَبَّطَ سَيْفاً وَخَرَجَ، فَقِيلَ لِأُمِّهِ أَيْنَ هُوَ؟ فَقالَتْ: تَأَبَّطَ شَرّاً وَخَرَجَ، لَهُ قِصَصٌ وَأَخْبارٌ كَثِيرَةٌ عَنْ مُغامَراتِهِ وَحَياةِ الصَّعْلَكَةِ الَّتِي عاشَها، ماتَ مَقْتُولاً فِي بِلادِ هُذَيْلٍ نَحْوَ سَنَةِ 80ق.ه، وَأُلْقِيَ فِي غارٍ يُقالُ لَهُ رَخْمانَ فَوُجِدَتْ جُثَّتُهُ فِيهِ بَعْدَ مَقْتَلِهِ.