
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا مَـنْ مُبْلِـغٌ فِتْيـانَ فَهْمٍ
بِمـا لَاقَيْـتُ عِنْدَ رَحَى بِطانِ
بِأَنّي قَدْ لَقِيتُ الْغُولَ تَهْوِي
بِسـَهْبٍ كَالصـَّحيفَةِ صَحْصـَحَانِ
فَقُلْـتُ لَهـا كِلانا نِضْوُ أَيْنٍ
أَخُـو سـَفَرٍ فَخَلّي لِي مَكاني
فَشـَدَّتْ شـَدَّةً نَحْـوِي فَـأَهْوَى
لَهـا كَفّـي بِمَصـْقُولٍ يَماني
فَأَضــْرِبُها بِلا دَهَـشٍ فَخَـرَّتْ
صـَريعاً لِلْيَـدَينِ وَلِلْجِـرانِ
فَقالَتْ عُدْ فَقُلْتُ لَها رُوَيْداً
مَكانَـكِ إِنَّنـي ثَبْتُ الْجَنانِ
فَلَـمْ أَنْفَـكُّ مُتَّكِئاً لَـدَيْها
لِأَنْظُـرَ مُصـْبِحاً ماذا أَتاني
إِذا عَيْنـانِ فـي رَأْسٍ قَبِيحٍ
كَـرَأْسِ الْهِرِّ مَشْقُوقِ اللِّسانِ
وَسـاقا مُخْـدَجٍ وَشـَواةُ كَلْبٍ
وَثَـوْبٌ مِـنْ عَبـاءٍ أَوْ شَنانِ
تَأَبَّطَ شَرّاً هُوَ ثابِتٌ بْنُ جابِرِ بْنِ سُفْيانَ الفَهْمِيّ، مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ الشُّعَراءِ الصَّعالِيكِ وَالعَدّائِينَ، وَمِنْ فُتّاكِ العَرَبِ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَكانَ مِنْ أَغْرِبَةِ العَرَبِ لِأَنَّ أُمَّهُ أَمَةٌ سَوْداءُ، لُقِّبَ بتَأَبَّطَ شَرّاً لِأَنَّهُ تَأَبَّطَ سَيْفاً وَخَرَجَ، فَقِيلَ لِأُمِّهِ أَيْنَ هُوَ؟ فَقالَتْ: تَأَبَّطَ شَرّاً وَخَرَجَ، لَهُ قِصَصٌ وَأَخْبارٌ كَثِيرَةٌ عَنْ مُغامَراتِهِ وَحَياةِ الصَّعْلَكَةِ الَّتِي عاشَها، ماتَ مَقْتُولاً فِي بِلادِ هُذَيْلٍ نَحْوَ سَنَةِ 80ق.ه، وَأُلْقِيَ فِي غارٍ يُقالُ لَهُ رَخْمانَ فَوُجِدَتْ جُثَّتُهُ فِيهِ بَعْدَ مَقْتَلِهِ.