
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حلا القـــوم فــي حضــرة الأنــس
فلاحــت وجنــة فـي وجنـة الشـمس
وهـامت بمـن تهـوى وفـاز بوصلها
بغيـر رقيب العقل أو حاسد النفس
ولمــا ســرت فـي سـرهم بسـروها
تطهــرت الأرواح مـن دنـس الرجـس
صـفت فصـفوا حين اصطفاهم حبيبهم
لمشــربها قبــل التعيـن للغـرس
فمـا هـى مـن حبـات عنقـود كرمة
تخامرهـا بالعصـر يوما يد النفس
ولا اخـتزنت فـي دن ديـر ولم يكن
ولايــة رهبــان عليهــا ولا قــس
ولكنهـا الـراح الـتى هى روح من
تناهى بها محيى الفنا إلى الطمس
ولا هـى جسـم قـام مـن جـر عنصـر
ولا هـى مـن نـوع ولا هـى مـن جنس
وليسـت تراهـا العين لطفا وإنما
تـذاق بلا طعـم وتعلـو على اللمس
ولكنمـــا نــور لطيــف فســرها
تقــدس عــن وهــم تعلـق بـالحس
فتشــتاقه الأرواح والنـور سـاطع
وفـي وصـفها أهل الفصاحة كالخرس
فطـوبى لمـن قـد شـام لامع برقها
فـإن سـناها قـد محا ظلمة النفس
ويعبـق فـي الأكوان من طيب نشرها
عـبير به تخفي الرمايم في الرمس
عسـى يظفـر الغـورى منهـا بنهلة
تكـون له أشهى من الملك والكرسى
ويكفيــه منهـا صـدق حـب لأهلهـا
وشــعر لـه فيهـا يـدون بـالنفس
ومــن حظــه فـي شـعره أن شـعره
تكــرره يحلــو فيحفــظ كالـدرس
ويعـذب فـي الأسـماع مـن در لفظه
ويجـرى به ريق المدام على الطرس
فهــذا لــه حــق يميــزه علــى
جميـع ملوك العرب والترك والفرس
فيــارب زده منــك فضــلا ونعمـة
وكـل غـد يلقـاه خيـر مـن الأمـس
وصــل رب علــى البشــير مسـلما
وآل وصــحب حيـن نصـبح أو نمسـى
قانصوة بن عبد الله الظاهري (نسبة إلى الظاهر خشقدم) الأشرفي (نسبة إلى الأشرف قايتباي) الغوري أبو النصر سيف الدين الملقب بالملك الأشرف.سلطان مصر، جركسي الأصل، مستعرب خدم السلاطين وولي حجابة الحجاب بحلب ثم بويع بالسلطنة بقلعة الجبل (في القاهرة) سنة 905هـ، وبنى الآثار الكثيرة وكان ملماً بالموسيقى والأدب، شجاعاً فطناً داهية له(ديوان شعر) وليس بشاعر، وللسيوطي شرح على بعض موشحاته سماه (النفح الظريف على الموشح الشريف)، وقصده السلطان سليم العثماني بعسكر جرار، فقاتله قانصوه في (مرج دابق) على مقربة من حلب و انهزم عسكر قانصوه فأغمي عليه وهو على فرسه فمات قهرا وضاعت جثته تحت سنابك الخيل -في رواية ابن إياس-، ويقول العبيدي: (إن الأمير علان وهو من رجال الغوري الذين ثبتوا في المعركة لما رأى الغوري قد وقع على الأرض، أمر عبداً من عبيده فقطع رأسه وألقاه في جب مخافة أن يقتله العدو ويطوف برأسه بلاد الروم.