
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا أكـــن لاقيـــتُ يـــومَ مخطــط
فقــد خَبَّــرَ الركبـانُ مـا أَتَـودَدَ
أتـاني بخـبر الخيـر ما قد لَقيتهُ
رَزيـــنٌ وركـــبٌ حـــولَهُ مُتَعَضــِدُ
يُهلِّــونَ عُمّــارا اذا مـا تغَـوروا
ولاقــوا قريشـا خَبَّروهـا فانجـدوا
بأبنــاءِ حــيٍّ مــن قبـائلِ مالـكٍ
وعمـرو بـن يربوعٍ أقاموا فأخلدوا
وردّ عليهــم ســَرحَهم حـولُ دارهـم
ضــناكاً ولــم يســتأَنفِ المتوحِـدُ
حلــولٌ بفــردوس الإيــاد وأقبلَـت
سـراةُ بنـي البَرشـاءِ لمـا تَأوَدوا
بــألفينِ او زاد الخميـسُ عليهمـا
لينــتزعوا عرقاتنـا ثـم يُرغِـدوا
ثلاثَ ليـــالٍ مــن ســنام كــأنّهم
بَريـدٌ ولـم يَثـووا ولـم يـتزوَدوا
وكــان لهـم فـي اهلهـم ونسـائِهم
مـبيتٌ ولـم يـدروا بما يُحدِثُ الغَدُ
فلمـا رأوا أدنـى السـهام مُعَزّبـاً
نهـاهم فلم يلووا على النهي أسود
وقـال الرئيـسُ الحـوفزان تَلببّووا
بنـي الحِصـنِ إذ شـارفتُمُ ثم جددَوا
فمــا فـتئوا حـتى رَأَونـا كأننـا
مـع الصـبح آذِيٌ مـن البحـر مُزبِـدُ
بمَلمومــةٍ شــهباءَ يــبرقُ خالُهـا
تـرى الشـمسَ فيهـا حيـنَ ذَرَّت تَوقدُ
فمــا بَرِحـوا حـتى عَلَتهُـم كتـائبٌ
اذا لَقيـــت اقرانَهَـــا لا تُعَــرِّدُ
ضــَمَمنا عليهــم طـايتيهم بصـائبٍ
مـن الطعـن حتى استأسروا وتَبَددوا
بســُمرٍ كأشــطانِ الجــرَورِ نواهـلٍ
يجــورُ بهــا زوّ المنايـا ويَقصـدُ
تــرى كــلَّ صــَدقٍ زاعِــبيٍّ سـِنانُهُ
اذا بَلَّـــهُ الأنـــداءُ لا يَتَـــأَوَدُ
يَقَعـنَ معـاً فيهـم بأيـدي كُماتِنـا
كــــــأنَّ للأســــــنّةِ مَوعِـــــدُ
فـأَقرَرتُ عينـي حيـن ظلّـوا كـأنّهم
ببطــن الأيــاد خُشــبُ أَثـلٍ مَسـَنَّدُ
صــريعٌ عليـه الطيـرُ تَنتِـخُ عينَـه
وخـــرُ مكبـــولٌ يميـــلُ مُقيَّـــدُ
لَـدُن غُـدوةٍ حـتى اتى الليلُ دونهم
ولا تنتهــي عـن ملئهـا منهـم يـدُ
فاصــبحَ منهــم يـومَ غِـبِّ لقـائِهم
بقيقــاءة البُرديــنِ فَــلٌّ مُطَــرَّدُ
اذ ما استبالوا الخيلَ كانت أكفُّهم
وقــائعَ للأبــوالِ والمــاءُ ابـردُ
كـــأنهم اذ يعصـــرون فُظوظَهـــا
بدجلــةَ أو فيــضِ الخريبـةِ مـوردُ
وقـد كـان لابن الحوفزان لو انتهى
ســُوَيدٌ وســطامٌ عــن الشـرّ مَقعَـدُ
جزينـا بنـي شـيبان أمـسِ بقرضـهم
وعُـدنا بمثـل البـدءِ والعودُ أحمدُ
مالِكُ بنُ نُويرَةَ اليَربُوعِيُّ التَّمِيمِيُّ، أَبو حَنظَلَةَ ويُلقَّبُ بِالجَفولِ، شاعِرٌ مُخَضرَمٌ، وسَيّدٌ مِن ساداتِ قَومِهِ فِي الجَاهليّةِ وكانَ مِن أَردافِ المُلوكِ، وعِندما أَسلَمَ جَعلَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على صَدَقاتِ قَومِهِ، فَلمّا قُبِضَ عَليهِ السَّلامُ أَمسَكَ مالكٌ الصَّدَقَةَ وفَرَّقَها فِي قَومِهِ، فَبعثَ إِليهم أَبو بَكرٍ رَضي اللهُ عنهُ خالدَ بنَ الوليدِ فَأَسَرَهُ وطائفةً مِن قَومِهِ ثُمَّ قَتَلَهُ، وقد أَثارَ مَقتَلُ مالِكٍ كَثيراً مِن الجَدلِ حَولَ صَوابِهِ وخَطَئِهِ، وقَدمَ مُتمِّمٌ أَخو مالِكٍ على أَبِي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنهُ فأَنشَدَهُ مَرثِيَّةَ أَخيهِ، وناشَدَهُ فِي دَمِهِ وفِي سَبيهِم فَردَّ أَبُو بَكرٍ السَّبْيَ.