
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَانَتْ لُبَيْنَى فَهَاجَ الْقَلْبُ مَنْ بَانَا
وَكَــانَ مَــا وَعَـدَتْ مَطْلاً وَلَيَّانَـا
وَأَخْلَفَتْـكَ مُنـىً قَـدْ كُنْـتَ تَأْمُلُهَا
فَأَصـْبَحَ الْقَلْبُ بَعْدَ الْبَيْنِ حَيْرَانَا
اللَّـهُ يَـدْرِي وَمَـا يَـدْرِي بِهِ أَحَدٌ
مَـاذَا أُجَمْجِـمُ مِـنْ ذِكْرَاكِ أَحْيَانَا
يَـا أَكْمَلَ النَّاسِ مِنْ قَرْنٍ إِلَى قَدَمٍ
وَأَحْسـَنَ النَّـاسِ ذَا ثَـوْبٍ وَعُرْيَانَا
نِعْـمَ الضـَّجِيعُ بُعَيْدَ النَّوْمِ تَجْلُبُهُ
إِلَيْــكَ مُمْتَلِئاً نَوْمــاً وَيَقْظَانَـا
لَا بَـارَكَ اللَّـهُ فِيمَنْ كَانَ يَحْسَبُكُمْ
إِلَّا عَلَـى الْعَهْدِ حَتَّى كَانَ مَا كَانَا
حَتَّـى اسـْتَفَقْتُ أَخِيراً بَعْدَمَا نُكِحَتْ
كَأَنَّمَـا كَـانَ ذَاكَ الْقَلْـبُ حَيْرَانَا
قَـدْ زَارَنِـي طَيْفَكُـمْ لَيْلاً فَـأَرَّقَنِي
فَبُـتُّ لِلشـَّوْقِ أُذْرِي الدَّمْعَ تَهْتَانَا
إِنْ تَصـْرِمِ الْحَبْلَ أَوْ تُمْسِي مُفَارِقَةً
فَالـدَّهْرُ يُحْـدِثُ لِلْإِنْسـَانِ أَلْوَانَـا
وَمَا أَرَى مِثْلَكُمْ فِي النَّاسِ مِنْ بَشَرٍ
فَقَــدْ رَأَيْـتُ بِـهِ حَيّـاً وَنِسـْوَانَا
قيسُ بنُ ذَرِيح الليثيِّ، مِنْ بَنِي عبدِ مَناةَ بنِ كِنانةَ، شاعِرٌ مِنْ عُشّاقِ العَرَبِ المَشهورِينَ، وصاحِبَتُهُ لُبْنَى بنتُ الحُبابِ الكَعْبِيَّةِ الَتِي اشْتُهِرَ بِها، كانَ مِنْ سُكّانِ المَدِينةِ، وَقيلَ هُوَ رَضِيعُ الْحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُما أَرْضَعَتْهُ أُمُّ قَيسٍ. وقَدْ تَزَوَّجَ قَيسٌ مِنْ لُبْنَى بَعْدَ أَنْ عَشِقَها ثُمَّ طَلَقَها بعدَ أنْ أَجْبَرَهُ أَهْلُهُ عَلَى طَلاقِها، فَنَدِمَ عَلَى ذَلكَ وساءَتْ حَالُهُ وَلَهُ مَعها قِصَصٌ وأَخْبَارٌ عَدِيدَةٌ، وَشِعْرُهُ عالِي الطّبقَةِ فِي التَشْبِيبِ وَوَصْف الشّوقِ والْحَنِينِ، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.