
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا أَمُّ عَمْــرٍو أَجْمَعَــتْ فَاسـْتَقَلَّتِ
وَمَــا وَدَّعَـتْ جِيرَانَهَـا إِذْ تَـوَلَّتِ
وَقَـدْ سـَبَقَتْنَا أُمُّ عَمْـرٍو بِأَمْرِهَـا
وَكَــانَتْ بِأَعْنَــاقِ الْمَطِـيَّ أَظَلَّـتِ
بِعَيْنَـيَّ مَـا أَمْسـَتْ فَبَاتَتْ فَأَصْبحَتْ
فَقَضــَّتْ أُمُــوراً فَاسـْتَقَلَّتْ فَـوَلَّتِ
فَـوَا كَبِـدا عَلَـى أُمَيْمَـةَ بَعْـدَما
طَمِعْـتُ فَهَبْهَـا نِعْمَـةَ الْعَيْـشِ زَلَّتِ
فَيَـا جَـارَتِي وَأَنْـتِ غَيْـرُ مُلِيمَـةٍ
إِذا ذُكِـــرَتْ وَلا بِـــذَاتِ تَقَلَّــتِ
لَقَـدْ أَعْجَبَتْنِـي لا سـَقُوطاً قِنَاعُهَا
إِذَا مَــا مَشــَتْ وَلَا بِـذَاتِ تَلَفُّـتِ
تَبِيـتُ بُعَيْـدَ النَّوْمِ تُهْدِي غَبُوقَهَا
لِجَارَتِهَـــا إِذَا الْهَدِيَّــةُ قَلَّــتِ
تَحُـلُّ بِمَنْجَـاةٍ مِـنَ اللَّـوْمِ بَيْتَهَا
إِذَا مَــا بُيُــوتٌ بِالْمَذَمَّـةِ حُلَّـتِ
كَـأَنَّ لَهَـا فِـي الْأَرْضِ نِسـْياً تَقُصُّهُ
عَلَــى أَمِّهَــا وَإِنْ تُكَلِّمْـكَ تَبْلَـتِ
أُمَيْمَـةُ لَا يُخْـزِي نَثَاهَـا حَلِيلَهَـا
إِذَا ذُكِــرَ النِّسـْوَانُ عَفَّـتْ وَجَلَّـتِ
إِذَا هُــوَ أَمْســَى آبَ قُـرَّةَ عَيْنِـهِ
مَـآبَ السـَّعِيدِ لَـمْ يَسـَلْ أَيْنَ ظَلَّتِ
فَــدَقَّتْ وَجَلَّـتْ وَاسـْبَكَرَّتْ وَأُكْمِلَـتْ
فَلَـوْ جُـنَّ إِنْسـَانٌ مِـنَ الْحُسْنِ جُنَّتِ
فَبِتْنَـا كَـأَنَّ الْبَيْـتَ حُجِّـرَ فَوْقَنَا
بِرَيْحَانَــةٍ رِيحَــتْ عِشــَاءً وَطُلَّـتِ
بِرَيْحَانَـةٍ مِـنْ بَطْـنِ حَلْيَـةَ نَـوَّرَتْ
لَهَـا أَرَجٌ مَـا حَوْلَهَـا غَيْـرُ مُسْنِتِ
وَبَاضــِعَةٍ حُمْــرِ الْقِسـِيِّ بَعَثْتُهَـا
وَمَــنْ يَغْــزُ يَغْنَـمْ مَـرَّةً وَيُشـَمَّتِ
خَرَجْنَا مِنَ الْوَادِي الَّذِي بَيْنَ مِشْعَلٍ
وَبَيْـنَ الْجَبَا هَيْهَاتَ أَنْشَأْتُ سُرْبَتِي
أُمَشـِّي عَلَـى الْأَرْضِ الَّتي لَنْ تَضُرَّنِي
لِأَنْكِــيَ قَوْمــاً أَوْ أُصـَادِفَ حُمَّتِـي
أُمَشـِّي عَلَـى أَيْـنِ الْغُزَاةِ وَبُعْدَهَا
يُقَرَّبُنِــي مِنْهَـا رَوَاحِـي وَغُـدْوَتِي
وَأُمَّ عِيَــالٍ قَــدْ شـَهِدتُ تَقًـوتُهُمْ
إِذَا أَطْعَمَتْهُــمْ أَوْتَحَــتْ وَأَقَلَّــتِ
تَخَـافُ عَلَيْنَا الْعَيْلَ إِنْ هِيَ أَكْثَرَتْ
وَنَحْـــنُ جِيَـــاعٌ أَيَّ آلٍ تَـــأَلَّتِ
وَمَـا إِنْ بِهَـا ضِنٌّ بِمَا فِي وِعَائِها
وَلَكِنَّهَـا مِـنْ خِيفَـةِ الْجُـوعِ أَبْقَتِ
مُصـَعْلِكَةٌ لَا يَقْصـُرُ السـِّتْرُ دُونَهَـا
وَلَا تُرْتَجَـى لِلْبَيْـتِ إِنْ لَـمْ تُبَيِّـتِ
لَهَـا وَفْضـَةٌ فِيهَـا ثَلاثُـونَ سَيْحَفاً
إِذَا آنَسـَتْ أُولَـى الْعَـدِيِّ اقْشَعَرَّتِ
وَتَـأْتِي الْعَـدِيَّ بَارِزاً نِصْفُ سَاقِهَا
تَجُــولُ كَعَيْـرِ الْعَانَـةِ الْمُتَفَلِّـتِ
إِذَا فَزِعُـوا طَـارَتْ بِـأَبْيَضَ صـَارِمٍ
وَرَامَـتْ بِمَـا فِـي جَفْرِهَـا ثُمَّ سَلَّتِ
حُسـَامٌ كَلَـوْنِ الْمِلْـحِ صـَافٍ حَدِيدُهُ
جُـرَازٍ كَأَقْطَـاعِ الْغَـدِيرِ الْمُنَعَّـتِ
تَرَاهَـا أَمَامَ الْحَيِّ حِينَ تَشَايَحُوا
لَـدَى مَنْكِبَيْهَـا كُـلُّ أَبْيَـضَ مُصْلِتِ
تَرَاهَـا كَأَذْنَـابِ الحَسـِيلِ صَوَادِراً
وَقَــدْ نَهِلَـتْ مِـنَ الـدِّمَاءِ وَعَلَّـتِ
قَتَلْنَـــا قَتِيلاً مُهْــدِياً بِمُلَبَّــدٍ
جِمَـارَ مِنًـى وَسـْطَ الْحَجِيجِ الْمُصَوَّتِ
فَـإِنْ تُقْبِلُوا تُقْبِلْ بِمَنْ نِيلَ مِنْهُمُ
وَإِنْ تُـدْبِرُوا فَـأُمُّ مَـنْ نِيلَ فَيَأْتِ
جَزَيْنَـا سـَلامَانَ بْـنَ مُفْـرِجِ قَرْضَهَا
بِمَــا قَــدَّمَتْ أَيْــدِيهِمُ وَأَزَلَّــتِ
وَهُنِّـئ بِـي قَـوْمٌ وَمَـا إِنْ هَنَأْتُهُمْ
وَأَصـْبَحْتُ فِـي قَوْمٍ وَلَيْسُوا بِمَنْيَتِي
شـَفَيْنَا بِعَبْـدِ اللَّـهِ بَعْضَ غَلِيلِنَا
وَعَـوْفٍ لَـدَى الْمَعْدَى أَوَانَ اسْتَهَلَّتِ
إِذَا مَـا أَتَتْنِي مِيتَتِي لَمْ أُبَالِهَا
وَلَـمْ تُـذْرِ خَـالاتِي الدُّمُوعَ وَعَمَّتِي
وَلَـوْ لَمْ أَرِمْ فِي أَهْلِ بَيْتِيَ قَاعِداً
إِذَنْ جَـاءَنِي بَيْـنَ الْعَمُودَيْنِ حُمَّتِي
أَلَا لَا تَعُــدْنِي إِنْ تَشــَكَّيْتُ خُلَّتِـي
شَفَانِي بِأَعْلَى ذِي الْبُرَيْقَيْنِ غَدْوَتِي
وَإنّــي لَحُلـوٌ إِنْ أُرِيَـدتْ حَلَاوَتِـي
وَمُـرٌّ إِذَا نَفْـسُ الْعَـزُوفِ اسـْتَمَرَّتِ
أَبِــيٌّ لِمَـا آبِـي سـَرِيعٌ مَبَـاءَتِي
إِلَـى كُـلَّ نَفْـسٍ تَنْتَحِـي فِي مَسَرَّتِي
الشَّنْفَرَى الأَزْدِيُّ شاعِرٌ جاهِلِيٌّ يَمانِيٌّ مِنْ قَحْطانَ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ الصَّعالِيكِ وَمِنْ أَشْهَرِ فُتّاكِ العَرَبِ وَعَدَّائِيْهِمْ، اشْتُهِرَ بِقِصَّةِ انْتِقامِهِ مِنْ بَنِي سَلامانَ حِينَ أَقْسَمَ أَنْ يُقْتَلَ مِنْهُمْ مِئَةَ رَجُلٍ، فَقَتَلَ تِسْعاً وَتِسْعِينَ وَقَتَلُوهُ وَمَثَّلُوا بِجُثَّتِهِ، وَرَكَلَ أَحَدُهُمْ جُمْجُمَتَهُ فَماتَ فَأَوْفَى الشَّنْفَرَى بِقَسَمِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، أَشْهَرُ شِعْرِهِ قَصِيدَتُهُ اللَّامِيَّةُ الَّتِي تُسَمَّى لامِيَّةَ العَرَبِ، وَقَدْ حَظِيَتْ بِاهْتِمامِ النُقّادِ وَالدّارِسِينَ قَدِيماً وَحَدِيثاً، تُوُفِّيَ مَقْتُولاً نَحْوَ سَنَةِ 70ق.ه.