
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــلْ عِنْــدَ غـانٍ لِفُـؤادٍ صـَدِ
مِـنْ نَهْلَةٍ فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي غَدِ
يَجْـزِي بِهـا الْجازُونَ عَنِّي وَلَوْ
يُمْنَــعُ شــُرْبِي لَسـَقَتْنِي يَـدِي
قــالَتْ أَلا لا يُشــْتَرى ذاكُــمُ
إِلَّا بِمــا شــِئْنا وَلَـمْ يُوجَـدِ
إِلَّا بِبَـــدْرَيْ ذَهَـــبٍ خـــالِصٍ
كُــلَّ صــَباحٍ آخِــرَ الْمُســْنَدِ
مِـنْ مـالِ مَـنْ يَجْبِي وَيُجْبَى لَهُ
سـَبْعُونَ قِنْطـاراً مِـنَ الْعَسـْجَدِ
أَوْ مِـــائَةٌ تُجْعَــلُ أَوْلادُهــا
لَغْـواً وَعُـرْضُ الْمِـائَةِ الْجَلْمَدُ
إِذْ لَــمْ أَجِــدْ حَبْلاً لَـهُ مِـرَّةٌ
إِذْ أَنـا بَيْـنَ الْخَـلِّ وَالْأَوْبَـدِ
حَتَّــــى تُلُـــوفِيتُ بِلُكِّيَّـــةٍ
مُعْجَمَــةِ الْحــارِكِ وَالْمَوْقِــدِ
تُعْطِيــكَ مَشــْياً حَســَناً مَـرَّةً
حَثَّـــكَ بِــالْمِرْوَدِ وَالْمُحْصــَدِ
يُنْبِــي تَجالِيــدِي وَأَقْتادَهـا
نــاوٍ كَـرَأْسِ الْفَـدَنِ الْمُؤَيَـدِ
عَرْفـــاءَ وَجْنـــاءَ جُمالِيَّــةٍ
مُكْرَبَـــةٍ أَرْســـاغُها جَلْمَــدِ
تَنْمِــي بِنَهَّــاضٍ إِلــى حـارِكٍ
ثَــمَّ كَرُكْــنِ الْحَجَــرِ الْأَصـْلَدِ
كَأَنَّمــا أَوْبُ يَــدَيْها إِلــى
حَيْزُومِهـا فَـوْقَ حَصـى الْفَدْفَـدِ
نَـوْحُ ابْنَـةِ الْجَـوْنِ عَلى هالِكٍ
تَنْـــدُبُهُ رافِعَـــةَ الْمِجْلَــدِ
كَلَّفْتُهـــا تَهْجِيـــرَ داوِيَّــةٍ
مِـنْ بَعْـدِ شـَأْوَيْ لَيْلِها الْأَبْعَدِ
فِـــي لاحِــبٍ تَعْــزِفُ جِنَّــانُهُ
مُنْفَهِــقِ الْقَفْــرَةِ كَالْبُرْجُــدِ
تَكـــادُ إِذْ حُــرِّكَ مِجْــدافُها
تَنْســَلُّ مِـنْ مِثْناتِهـا وَالْيَـدِ
لا يَرْفَــعُ السـَّوْطَ لَهـا راكِـبٌ
إِذا الْمَهـارَى خَـوَّدَتْ فِي الْبَدِ
تَســْمَعُ تَعْزافــاً لَــهُ رَنَّــةٌ
فِـي باطِنِ الْوادِي وَفِي الْقَرْدَدِ
كَأَنَّهـــا أَســـْفَعُ ذُو جُـــدَّةٍ
يَمْســُدُهُ الْوَبْــلُ وَلَيْــلٌ سـَدِ
مُلَمَّــعُ الْخَــدَّيْنِ قَـدْ أُرْدِفَـتْ
أَكْرُعُـــهُ بِـــالزَّمَعِ الْأَســْوَدِ
كَأَنَّمــا يَنْظُــرُ فِــي بُرْقُــعٍ
مِــنْ تَحْـتِ رَوْقٍ سـَلِبِ الْمِـذْوَدِ
يُصـــِيخُ لِلنَّبْـــأَةِ أَســْماعَهُ
إِصـــاخَةَ النَّاشــِدِ لِلْمُنْشــِدِ
فَنَخِــبَ الْقَلْــبُ وَمــارَتْ بِـهِ
مَــوْرَ عَصـافيرِ حَشـَى الْمَرْعَـدِ
ضــــَمَّ صـــِماخَيْهِ لِنُكْرِيَّـــةٍ
مِـنْ خَشـْيَةِ الْقـانِصِ وَالْمُؤْسـِدِ
وَانْتَصــَبَ الْقَلْــبُ لِتَقْســيمِهِ
أَمْــراً فَرِيقَيْــنِ وَلَـمْ يَبْلُـدِ
يَتْبَعُــهُ فِــي إِثْــرِهِ واصــِلٌ
مِثْــلُ رِشــاءِ الْخُلُـبِ الْأَجْـرَدِ
تَنْحَســِرُ الْغَمْــرَةُ عَنْـهُ كَمـا
يَنْحَســِرُ النَّجْـمُ عَـنِ الْفَرْقَـدِ
فِــي بَلْــدَةٍ تَعْــزِفُ جِنَّانُهـا
فِيهــا خَناطِيــلُ مِـنَ الـرُّوَّدِ
قاظَ إِلى الْعُلْيا إِلى الْمُنْتَهى
مُســْتَعْرِضُ الْمَغْـرِبِ لَـمْ يَعْضـُدِ
فَـــذاكُمُ شـــَبَّهْتُهُ نـــاقَتِي
مُــرْتَجِلاً فِيهــا وَلَــمْ أَغْتَـدِ
بِالْمَرْبَــأِ الْمَرْهُــوبِ أَعْلامُـهُ
بِــالْمُفْرِعِ الْكاثِبَــةِ الْأَكْبَـدِ
لَمَّــا رَأَى فـالِيهِ مـا عِنْـدَهُ
أَعْجَـبَ ذا الرَّوْحَـةِ وَالْمُغْتَـدِي
كَالْأَجْـدَلِ الطَّـالِبِ رَهْـوَ الْقَطا
مُسْتَنْشـِطاً فِـي الْعُنُـقِ الْأَصـْيَدِ
يَجْمَـعُ فِـي الْـوَكْرِ وَزِيماً كَما
يَجْمَـعُ ذُو الْوَفْضـَةِ فِي الْمِزْوَدِ
المثقِّب العبديّ هو عائذ بن مِحصَن بن ثعلبة بن واثلة، من قبيلةِ عبد القيس المنحدرة من القبائل النزارية العدنانيّة. كُنيتُهُ أَبو عديّ، والمثقِّب لقبٌ غلبَ عليه لبيتٍ من الشّعر يقول فيه "وثقّبن الوصاوصَ للعيون". شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 36ق.ه/587م. مدحَ ملكَ المناذرة الشّهير عمرو بن هند بمجموعة من القصائد، اشتُهِرَت منها قصيدتُهُ النّونيّة "أفاطم قبل بينك متّعيني" الّتي أبانت عن توتّر بين المثقِّب والملك، وله شعرٌ في مدح النّعمانِ بن المنذر الّذي يُرجَّح أنّ المثقّب توفّي في فترةِ حكمه. يغلبُ على شعرِهِ وصفُ النّاقةِ والرّحلة، والمدح والفخر، إضافةً إلى الحكمةِ السّائرة.